وقال ثابت البناني أدركت رجالا كان أحدهم يصلي فيعجز عن أن يأتي فراشه إلا حبوا وقيل مكث أبو بكر بن عياش أربعين سنة لا يضع جنبه على فراش ونزل الماء في إحدى عينيه فمكث عشرين سنة لا يعلم به أهله وقيل كان ورد سمنون في كل يوم خمسمائة ركعة .
وعن أبي بكر المطوعي قال كان وردي في شبيبتي كل يوم وليلة أقرأ فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قل هو الله أحد إحدى وثلاثين ألف مرة أو أربعين ألف مرة شك الراوي وكان منصور بن المعتمر إذا رأيته قلت رجل أصيب بمصيبة منكسر الطرف منخفض الصوت رطب العينين إن حركته جاءت عيناه بأربع ولقد قالت له أمه ما هذا الذي تصنع بنفسك تبكي الليل عامته لا تسكت لعلك يا بني أصبت نفسا لعلك قتلت قتيلا فيقول يا أمه أنا أعلم بما صنعت بنفسي وقيل لعامر بن عبد الله كيف صبرك على سهر الليل وظمأ الهواجر فقال هل هو إلا أني صرفت طعام النهار إلى الليل ونوم الليل إلى النهار وليس في ذلك خطير أمر وكان يقول ما رأيت مثل الجنة نام طالبها ولا مثل النار نام هاربها وكان إذا جاء الليل قال أذهب حر النار النوم فما ينام حتى يصبح فإذا جاء النهار قال أذهب حر النار النوم فما ينام حتى يمسي فإذا جاء الليل قال من خاف أدلج وعند الصباح يحمد القوم السرى .
وقال بعضهم صحبت
عامر بن عبد القيس أربعة أشهر فما رأيته نام بليل ولا نهار .
ويروى عن رجل من أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أنه قال صليت خلف
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله تعالى عنه الفجر فلما سلم انفتل عن يمينه وعليه كآبة فمكث حتى طلعت الشمس ثم قلب يده وقال والله لقد رأيت أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم وما أرى اليوم شيئا يشبههم كانوا يصبحون شعثا غبرا صفرا قد باتوا لله سجدا وقياما يتلون كتاب الله يراوحون بين أقدامهم وجباههم وكانوا إذا ذكروا الله مادوا كما يميد الشجر في يوم الريح وهملت أعينهم حتى تبل ثيابهم وكأن القوم باتوا غافلين يعني من كان حوله وكان أبو مسلم الخولاني قد علق سوطا في مسجد بيته يخوف به نفسه وكان يقول لنفسه قومي فوالله لأزحفن بك زحفا حتى يكون الكلل منك لا مني فإذا دخلت الفترة تناول سوطه وضرب به ساقه ويقول أنت أولى بالضرب من دابتي وكان يقول أيظن أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم أن يستأثروا به دوننا كلا والله لنزاحمهم عليه زحاما حتى يعلموا أنهم قد خلفوا وراءهم رجالا .
وكان
nindex.php?page=showalam&ids=16228صفوان بن سليم قد تعقدت ساقاه من طول القيام وبلغ من الاجتهاد ما لو قيل له القيامة غدا ما وجد متزايدا .
وكان إذا جاء الشتاء اضطجع على السطح ليضربه البرد وإذا كان في الصيف اضطجع داخل البيوت ليجد الحر فلا ينام وإنه مات وهو ساجد وإنه كان يقول اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي .
وقال القاسم بن محمد غدوت يوما وكنت إذا غدوت بدأت
nindex.php?page=showalam&ids=25بعائشة رضي الله عنها أسلم عليها فغدوت يوما إليها فإذا هي تصلي صلاة الضحى وهي تقرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=27فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم وتبكي وتدعو وتردد الآية فقمت حتى مللت وهي كما هي فلما رأيت ذلك ذهبت إلى السوق فقلت أفرغ من حاجتي ثم أرجع ففرغت من حاجتي ثم رجعت وهي كما هي تردد الآية وتبكي وتدعو .
وقال محمد بن إسحاق لما ورد علينا عبد الرحمن بن الأسود حاجا اعتلت إحدى قدميه فقام يصلي على قدم واحدة حتى صلى الصبح بوضوء العشاء .
وقال بعضهم
nindex.php?page=treesubj&link=1252_30503_30494_30495ما أخاف من الموت إلا من حيث يحول بيني وبين قيام الليل .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب كرم الله وجهه سيما الصالحين صفرة الألوان من السهر وعمش العيون من البكاء وذبول الشفاه من الصوم عليهم غبرة الخاشعين وقيل للحسن
nindex.php?page=treesubj&link=1252ما بال المتهجدين أحسن الناس وجوها فقال لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نورا من نوره وكان عامر بن عبد القيس يقول إلهي خلقتني ولم تؤامرني وتميتني ولا تعلمني وخلقت معي عدوا وجعلته يجري مني مجرى الدم وجعلته يراني ولا أراه ثم قلت لي استمسك إلهي كيف أستمسك إن لم تمسكني إلهي في الدنيا الهموم والأحزان وفي الآخرة العقاب والحساب فأين الراحة والفرح وقال جعفر بن محمد كان عتبة الغلام يقطع الليل بثلاث صيحات كان إذا صلى العتمة وضع رأسه بين ركبتيه يتفكر فإذا مضى ثلث الليل صاح صيحة ثم وضع رأسه بين ركبتيه يتفكر فإذا مضى الثلث الثاني صاح صيحة ثم وضع رأسه بين ركبتيه يتفكر فإذا كان السحر صاح صيحة قال
جعفر بن محمد فحدثت به بعض البصريين فقال لا تنظر إلى صياحه ولكن انظر إلى ما كان فيه بين الصيحتين حتى صاح وعن
القاسم بن راشد الشيباني قال كان زمعة نازلا عندنا بالمحصب وكان له أهل وبنات وكان يقوم فيصلي ليلا طويلا فإذا كان السحر نادى بأعلى صوته أيها الركب المعرسون أكل هذا الليل ترقدون أفلا تقومون فترحلون فيتواثبون فيسمع من ههنا باك ومن ههنا داع من ههنا قارئ ومن ههنا متوضئ فإذا طلع الفجر نادى بأعلى صوته عند الصباح يحمد القوم السرى .
وقال بعض الحكماء إن لله عبادا أنعم عليهم فعرفوه وشرح صدورهم فأطاعوه وتوكلوا عليه فسلموا الخلق والأمر إليه فصارت قلوبهم معادن لصفاء اليقين وبيوتا للحكمة وتوابيت للعظمة وخزائن للقدرة فهم بين الخلق مقبلون ومدبرون وقلوبهم تجول في الملكوت وتلوذ بمحجوب الغيوم ثم ترجع ومعها طوائف من لطائف الفوائد وما لا يمكن واصفا أن يصفه فهم في باطن أمورهم كالديباج حسنا وهم الظاهر مناديل مبذولون لمن أرادهم تواضعا .
وهذه طريقة لا يبلغ إليها بالتكلف وإنما هو فضل الله يؤتيه من يشاء .
وقال بعض الصالحين بينما أنا أسير في بعض جبال
بيت المقدس إذ هبطت إلى واد هناك فإذا أنا بصوت قد علا وإذا تلك الجبال تجيبه لها دوي عال فاتبعت الصوت فإذا أنا بروضة عليها شجر ملتف وإذا أنا برجل قائم فيها يردد هذه الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=30يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=30ويحذركم الله نفسه قال فجلست خلفه أسمع كلامه وهو يردد هذه الآية إذ صاح صيحة خر مغشيا عليه فقلت وا أسفاه هذا لشقائي .
ثم انتظرت إفاقته فأفاق بعد ساعة فسمعته وهو يقول أعوذ بك من مقام الكذابين أعوذ بك من أعمال البطالين أعوذ بك من إعراض الغافلين .
ثم قال لك خشعت قلوب الخائفين وإليك فزعت آمال المقصرين ولعظمتك ذلت قلوب العارفين ثم نفض يده فقال ما لي وللدنيا وما للدنيا وما لي عليك يا دنيا بأبناء جنسك وألاف نعيمك إلى محبيك فاذهبي وإياهم فاخدعي ثم قال أين القرون الماضية وأهل الدهور السالفة في التراب يبلون وعلى الزمان يفنون فناديته يا عبد الله أنا منذ اليوم خلفك أنتظر فراغك فقال وكيف يفرغ من يبادر الأوقات وتبادره يخاف سبقها بالموت إلى نفسه أم كيف يفرغ من ذهبت أيامه وبقيت آثامه ثم قال أنت لها ولكل شدة أتوقع نزولها ثم لها عني ساعة وقرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=47وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ثم صاح صيحة أخرى أشد من الأولى وخر مغشيا عليه فقلت قد خرجت روحه فدنوت منه فإذا هو يضطرب ثم أفاق وهو يقول من أنا ما خطري هب لي إساءتي من فضلك وجللني بسترك واعف عن ذنوبي بكرم وجهك إذا وقفت بين يديك فقلت له بالذي ترجوه لنفسك وتثق به إلا كلمتني فقال عليك بكلام من ينفعك كلامه ودع كلام من أوبقته ذنوبه إني لفي هذا الموضع مذ شاء الله أجاهد إبليس ويجاهدني فلم يجد عونا علي ليخرجني مما أنا فيه غيرك فإليك عني يا مخدوع فقد عطلت علي لساني وميلت إلى حديثك شعبة من قلبي وأنا أعوذ بالله من شرك ثم أرجو أن يعيذني من سخطه ويتفضل علي برحمته قال فقلت هذا ولي الله أخاف أن أشغله فأعاقب في موضعي هذا فانصرفت وتركته .
وقال بعض الصالحين بينما أنا أسير في مسير لي إذ ملت إلى شجرة لأستريح تحتها فإذا أنا بشيخ قد أشرف علي فقال لي يا هذا قم فإن الموت لم يمت ثم هام على وجهه فاتبعته فسمعته وهو يقول كل نفس ذائقة الموت اللهم بارك لي في الموت فقلت وفيما بعد الموت فقال من أيقن بما بعد الموت شمر مئزر الحذر ولم يكن له في الدنيا مستقر ثم قال يا من لوجهه عنت الوجوه بيض وجهي بالنظر إليك واملأ قلبي من المحبة لك وأجرني من ذلك التوبيخ غدا عندك فقد آن لي الحياء منك وحان لي الرجوع عن الإعراض عنك قم قال لولا حلمك لم يسعني أجلي ولولا عفوك لم ينبسط فيما عندك أملي ثم مضى وتركني .
وقد أنشدوا في هذا المعنى .
نحيل الجسم مكتئب الفؤاد تراه بقمة أو بطن وادي ينوح على معاص فاضحات
يكدر ثقلها صفو الرقاد فإن هاجت مخاوفه وزادت
فدعوته أغثني يا عمادي فأنت بما ألاقيه عليم
كثير الصفح عن زلل العباد
وقيل أيضا .
ألذ من التلذذ بالغواني إذا أقبلن في حلل حسان
منيب فر من أهل ومال يسيح إلى مكان من مكان
ليخمل ذكره ويعيش فردا ويظهر في العبادة بالأماني
تلذذه التلاوة أين ولى وذكر بالفؤاد وباللسان
وعند الموت يأتيه بشير يبشر بالنجاة من الهوان
فيدرك ما أراد وما تمنى من الراحات في غرف الجنان
وكان
nindex.php?page=showalam&ids=16843كرز بن وبرة يختم القرآن في كل يوم ثلاث مرات ويجاهد نفسه في العبادات غاية المجاهدة فقيل له قد أجهدت نفسك فقال كم عمر الدنيا فقيل سبعة آلاف سنة فقال كم مقدار يوم القيامة فقيل خمسون ألف سنة فقال كيف يعجز أحدكم أن يعمل سبع يوم حتى يأمن ذلك اليوم يعني أنك لو عشت عمر الدنيا واجتهدت .
سبعة آلاف سنة وتخلصت من يوم واحد كان مقداره خمسين ألف سنة لكان ربحك كثيرا وكنت بالرغبة فيه جديرا فكيف وعمرك قصير والآخرة لا غاية لها .
وَقَالَ ثَابِتُ الْبُنَانِيُّ أَدْرَكْتُ رِجَالًا كَانَ أَحَدُهُمْ يُصَلِّي فَيَعْجَزُ عَنْ أَنْ يَأْتِيَ فِرَاشَهُ إِلَّا حَبْوًا وَقِيلَ مَكَثَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشِ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَا يَضَعُ جَنْبَهُ عَلَى فِرَاشٍ وَنَزَلَ الْمَاءُ فِي إِحْدَى عَيْنَيْهِ فَمَكَثَ عِشْرِينَ سَنَةً لَا يَعْلَمُ بِهِ أَهْلُهُ وَقِيلَ كَانَ وِرْدُ سَمْنُونِ فِي كُلِّ يَوْمٍ خَمْسَمِائَةِ رَكْعَةٍ .
وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الْمُطَّوِعِيِّ قَالَ كَانَ وِرْدِي فِي شَبِيبَتِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَقْرَأُ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ أَلْفَ مَرَّةٍ أَوْ أَرْبَعِينَ أَلْفَ مَرَّةٍ شَكَّ الرَّاوِي وَكَانَ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ إِذَا رَأَيْتَهُ قُلْتَ رَجُلٌ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ مُنْكَسِرُ الطَّرْفِ مُنْخَفِضُ الصَّوْتِ رَطْبُ الْعَيْنَيْنِ إِنْ حَرَّكْتَهُ جَاءَتْ عَيْنَاهُ بِأَرْبَعٍ وَلَقَدْ قَالَتْ لَهُ أُمُّهُ مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعُ بِنَفْسِكَ تَبْكِي اللَّيْلَ عَامَّتَهُ لَا تَسْكُتُ لَعَلَّكَ يَا بُنَيَّ أَصَبْتَ نَفْسًا لَعَلَّكَ قَتَلْتَ قَتِيلًا فَيَقُولُ يَا أُمَّهْ أَنَا أَعْلَمُ بِمَا صَنَعْتُ بِنَفْسِي وَقِيلَ لِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ كَيْفَ صَبْرُكَ عَلَى سَهَرِ اللَّيْلِ وَظَمَأِ الْهَوَاجِرِ فَقَالَ هَلْ هُوَ إِلَّا أَنِّي صَرَفْتُ طَعَامَ النَّهَارِ إِلَى اللَّيْلِ وَنَوْمَ اللَّيْلِ إِلَى النَّهَارِ وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ خَطِيرُ أَمْرٍ وَكَانَ يَقُولُ مَا رَأَيْتُ مِثْلَ الْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا وَلَا مِثْلَ النَّارِ نَامَ هَارِبُهَا وَكَانَ إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ قَالَ أَذْهَبَ حَرَّ النَّارِ النَّوْمُ فَمَا يَنَامُ حَتَّى يُصْبِحَ فَإِذَا جَاءَ النَّهَارُ قَالَ أَذْهَبَ حَرَّ النَّارِ النَّوْمُ فَمَا يَنَامُ حَتَّى يُمْسِيَ فَإِذَا جَاءَ اللَّيْلُ قَالَ مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَعِنْدَ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ الْقَوْمُ السُّرَى .
وَقَالَ بَعْضُهُمْ صَحِبْتُ
عَامِرَ بْنَ عَبْدِ الْقَيْسِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ فَمَا رَأَيْتُهُ نَامَ بِلَيْلٍ وَلَا نَهَارٍ .
وَيُرْوَى عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ صَلَّيْتُ خَلْفَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ الْفَجْرَ فَلَمَّا سَلَّمَ انْفَتَلَ عَنْ يَمِينِهِ وَعَلَيْهِ كَآبَةٌ فَمَكَثَ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ ثُمَّ قَلَبَ يَدَهُ وَقَالَ وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا أَرَى الْيَوْمَ شَيْئًا يُشْبِهُهُمْ كَانُوا يُصْبِحُونَ شُعْثًا غُبْرًا صُفْرًا قَدْ بَاتُوا لِلَّهِ سُجَّدًا وَقِيَامًا يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ يُرَاوِحُونَ بَيْنَ أَقْدَامِهِمْ وَجِبَاهِهِمْ وَكَانُوا إِذَا ذَكَرُوا اللَّهَ مَادُوا كَمَا يَمِيدُ الشَّجَرُ فِي يَوْمِ الرِّيحِ وَهَمَلَتْ أَعْيُنُهُمْ حَتَّى تَبُلَّ ثِيَابَهُمْ وَكَأَنَّ الْقَوْمُ بَاتُوا غَافِلِينَ يَعْنِي مَنْ كَانَ حَوْلَهُ وَكَانَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ قَدْ عَلَّقَ سَوْطًا فِي مَسْجِدِ بَيْتِهِ يُخَوِّفُ بِهِ نَفْسَهُ وَكَانَ يَقُولُ لِنَفْسِهِ قُومِي فَوَاللَّهِ لَأَزْحَفَنَّ بِكِ زَحْفًا حَتَّى يَكُونَ الْكَلَلُ مِنْكِ لَا مِنِّي فَإِذَا دَخَلَتْ الْفَتْرَةُ تَنَاوَلَ سَوْطَهُ وَضَرَبَ بِهِ سَاقَهُ وَيَقُولُ أَنْتِ أَوْلَى بِالضَّرْبِ مِنْ دَابَّتِي وَكَانَ يَقُولُ أَيَظُنُّ أَصْحَابُ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْتَأْثِرُوا بِهِ دُونَنَا كَلَّا وَاللَّهِ لَنُزَاحِمَهُمْ عَلَيْهِ زِحَامًا حَتَّى يَعْلَمُوا أَنَّهُمْ قَدْ خَلَّفُوا وَرَاءَهُمْ رِجَالًا .
وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=16228صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ قَدْ تَعَقَّدَتْ سَاقَاهُ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ وَبَلَغَ مِنَ الِاجْتِهَادِ مَا لَوْ قِيلَ لَهُ الْقِيَامَةُ غَدًا مَا وَجَدَ مُتَزَايِدًا .
وَكَانَ إِذَا جَاءَ الشِّتَاءُ اضْطَجَعَ عَلَى السَّطْحِ لِيَضْرِبَهُ الْبَرْدُ وَإِذَا كَانَ فِي الصَّيْفِ اضْطَجَعَ دَاخِلَ الْبُيُوتِ لِيَجِدَ الْحَرَّ فَلَا يَنَامُ وَإِنَّهُ مَاتَ وَهُوَ سَاجِدٌ وَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّ لِقَاءَكَ فَأَحِبَّ لِقَائِي .
وَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ غَدَوْتُ يَوْمًا وَكُنْتُ إِذَا غَدَوْتُ بَدَأْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=25بِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أُسَلِّمُ عَلَيْهَا فَغَدَوْتُ يَوْمًا إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ تُصَلِّي صَلَاةَ الضُّحَى وَهِيَ تَقْرَأُ
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=27فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ وَتَبْكِي وَتَدْعُو وَتُرَدِّدُ الْآيَةَ فَقُمْتُ حَتَّى مَلِلْتُ وَهِيَ كَمَا هِيَ فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ ذَهَبْتُ إِلَى السُّوقِ فَقُلْتُ أَفْرُغُ مِنْ حَاجَتِي ثُمَّ أَرْجِعُ فَفَرَغْتُ مِنْ حَاجَتِي ثُمَّ رَجَعْتُ وَهِيَ كَمَا هِيَ تُرَدِّدُ الْآيَةَ وَتَبْكِي وَتَدْعُو .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ لَمَّا وَرَدَ عَلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ حَاجًّا اعْتَلَّتْ إِحْدَى قَدَمَيْهِ فَقَامَ يُصَلِّي عَلَى قَدَمٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى صَلَّى الصُّبْحَ بِوُضُوءِ الْعِشَاءِ .
وَقَالَ بَعْضُهُمْ
nindex.php?page=treesubj&link=1252_30503_30494_30495مَا أَخَافُ مِنَ الْمَوْتِ إِلَّا مِنْ حَيْثُ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ قِيَامِ اللَّيْلِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ سِيمَا الصَّالِحِينَ صُفْرَةُ الْأَلْوَانِ مِنَ السَّهَرِ وَعُمْشُ الْعُيُونِ مِنَ الْبُكَاءِ وَذُبُولُ الشِّفَاهِ مِنَ الصَّوْمِ عَلَيْهِمْ غُبْرَةُ الْخَاشِعِينَ وَقِيلَ لِلْحَسَنِ
nindex.php?page=treesubj&link=1252مَا بَالُ الْمُتَهَجِّدِينَ أَحْسَنُ النَّاسِ وُجُوهًا فَقَالَ لِأَنَّهُمْ خَلَوْا بِالرَّحْمَنِ فَأَلْبَسَهُمْ نُورًا مِنْ نُورِهِ وَكَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ الْقَيْسِ يَقُولُ إِلَهِي خَلَقْتَنِي وَلَمْ تُؤَامِرْنِي وَتُمِيتُنِي وَلَا تُعَلِّمُنِي وَخَلَقْتَ مَعِي عَدُوًّا وَجَعَلْتَهُ يَجْرِي مِنِّي مَجْرَى الدَّمِ وَجَعَلْتَهُ يَرَانِي وَلَا أَرَاهُ ثُمَّ قُلْتَ لِي اسْتَمْسِكْ إِلَهِي كَيْفَ أَسْتَمْسِكُ إِنْ لَمْ تَمْسِكْنِي إِلَهِي فِي الدُّنْيَا الْهُمُومُ وَالْأَحْزَانُ وَفِي الْآخِرَةِ الْعِقَابُ وَالْحِسَابُ فَأَيْنَ الرَّاحَةُ وَالْفَرَحُ وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ كَانَ عُتْبَةُ الْغُلَامُ يَقْطَعُ اللَّيْلَ بِثَلَاثِ صَيْحَاتٍ كَانَ إِذَا صَلَّى الْعَتَمَةَ وَضَعَ رَأْسَهُ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ يَتَفَكَّرُ فَإِذَا مَضَى ثُلْثُ اللَّيْلِ صَاحَ صَيْحَةً ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ يَتَفَكَّرُ فَإِذَا مَضَى الثُّلْثُ الثَّانِي صَاحَ صَيْحَةً ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ يَتَفَكَّرُ فَإِذَا كَانَ السَّحَرُ صَاحَ صَيْحَةً قَالَ
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَحَدَّثْتُ بِهِ بَعْضَ الْبَصْرِيِّينَ فَقَالَ لَا تَنْظُرْ إِلَى صِيَاحِهِ وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى مَا كَانَ فِيهِ بَيْنَ الصَّيْحَتَيْنِ حَتَّى صَاحَ وَعَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ رَاشِدٍ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ كَانَ زَمْعَةُ نَازِلًا عِنْدَنَا بِالْمُحَصَّبِ وَكَانَ لَهُ أَهْلٌ وَبَنَاتٌ وَكَانَ يَقُومُ فَيُصَلِّي لَيْلًا طَوِيلًا فَإِذَا كَانَ السَّحَرُ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ أَيُّهَا الرَّكْبُ الْمُعَرِّسُونَ أَكُلَّ هَذَا اللَّيْلِ تَرْقُدُونَ أَفَلَا تَقُومُونَ فَتَرْحَلُونَ فَيَتَوَاثَبُونَ فَيُسْمَعُ مِنْ هَهُنَا بَاكٍ وَمِنْ هَهُنَا دَاعٍ مِنْ هَهُنَا قَارِئٌ وَمِنْ هَهُنَا مُتَوَضِّئٌ فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ عِنْدَ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ الْقَوْمُ السُّرَى .
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا أَنْعَمَ عَلَيْهِمْ فَعَرَفُوهُ وَشَرَحَ صُدُورَهُمْ فَأَطَاعُوهُ وَتَوَكَّلُوا عَلَيْهِ فَسَلَّمُوا الْخَلْقَ وَالْأَمْرَ إِلَيْهِ فَصَارَتْ قُلُوبُهُمْ مَعَادِنَ لِصَفَاءِ الْيَقِينِ وَبُيُوتًا لِلْحِكْمَةِ وَتَوَابِيتُ لِلْعَظَمَةِ وَخَزَائِنُ لِلْقُدْرَةِ فَهُمْ بَيْنَ الْخَلْقِ مُقْبِلُونَ وَمُدْبِرُونَ وَقُلُوبُهُمْ تَجُولُ فِي الْمَلَكُوتِ وَتَلُوذُ بِمَحْجُوبِ الْغُيُومِ ثُمَّ تَرْجِعُ وَمَعَهَا طَوَائِفُ مِنْ لَطَائِفِ الْفَوَائِدِ وَمَا لَا يُمْكِنُ وَاصِفًا أَنْ يَصِفَهُ فَهُمْ فِي بَاطِنِ أُمُورِهِمْ كَالدِّيبَاجِ حُسْنًا وَهُمْ الظَّاهِرِ مَنَادِيلُ مَبْذُولُونَ لِمَنْ أَرَادَهُمْ تَوَاضُعًا .
وَهَذِهِ طَرِيقَةٌ لَا يَبْلُغُ إِلَيْهَا بِالتَّكَلُّفِ وَإِنَّمَا هُوَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ .
وَقَالَ بَعْضُ الصَّالِحِينَ بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي بَعْضِ جِبَالِ
بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِذْ هَبَطْتُ إِلَى وَادٍ هُنَاكَ فَإِذَا أَنَا بِصَوْتٍ قَدْ عَلَا وَإِذَا تِلْكَ الْجِبَالُ تُجِيبُهُ لَهَا دَوِيٌّ عَالٍ فَاتَّبَعْتُ الصَّوْتَ فَإِذَا أَنَا بِرَوْضَةٍ عَلَيْهَا شَجَرٌ مُلْتَفٌّ وَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ قَائِمٍ فِيهَا يُرَدِّدُ هَذِهِ الْآيَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=30يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=30وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ قَالَ فَجَلَسْتُ خَلْفَهُ أَسْمَعُ كَلَامَهُ وَهُوَ يُرَدِّدُ هَذِهِ الْآيَةَ إِذْ صَاحَ صَيْحَةً خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ فَقُلْتُ وَا أَسَفَاهُ هَذَا لَشَقَائِي .
ثُمَّ انْتَظَرْتُ إِفَاقَتَهُ فَأَفَاقَ بَعْدَ سَاعَةٍ فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ مَقَامِ الْكَذَّابِينَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَعْمَالِ الْبَطَّالِينَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ إِعْرَاضِ الْغَافِلِينَ .
ثُمَّ قَالَ لَكَ خَشَعَتْ قُلُوبُ الْخَائِفِينَ وَإِلَيْكَ فَزِعَتْ آمَالُ الْمُقَصِّرِينَ وَلِعَظَمَتِكَ ذَلَّتْ قُلُوبُ الْعَارِفِينَ ثُمَّ نَفَضَ يَدَهُ فَقَالَ مَا لِي وَلِلدُّنْيَا وَمَا لِلدُّنْيَا وَمَا لِي عَلَيْكِ يَا دُنْيَا بِأَبْنَاءِ جِنْسِكِ وَأُلَّافِ نَعِيمِكِ إِلَى مُحِبِّيكِ فَاذْهَبِي وَإِيَّاهُمْ فَاخْدَعِي ثُمَّ قَالَ أَيْنَ الْقُرُونُ الْمَاضِيَةُ وَأَهْلُ الدُّهُورِ السَّالِفَةِ فِي التُّرَابِ يَبْلُونَ وَعَلَى الزَّمَانِ يَفْنُونَ فَنَادَيْتُهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَنَا مُنْذُ الْيَوْمِ خَلْفَكَ أَنْتَظِرُ فَرَاغَكَ فَقَالَ وَكَيْفَ يَفْرَغُ مَنْ يُبَادِرُ الْأَوْقَاتَ وَتُبَادِرُهُ يَخَافُ سَبْقَهَا بِالْمَوْتِ إِلَى نَفْسِهِ أَمْ كَيْفَ يَفْرَغُ مَنْ ذَهَبَتْ أَيَّامُهُ وَبَقِيَتْ آثَامُهُ ثُمَّ قَالَ أَنْتَ لَهَا وَلِكُلِّ شِدَّةٍ أَتَوَقَّعُ نُزُولَهَا ثُمَّ لَهَا عَنِّي سَاعَةً وَقَرَأَ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=47وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ثُمَّ صَاحَ صَيْحَةً أُخْرَى أَشَدَّ مِنَ الْأُولَى وَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ فَقُلْتُ قَدْ خَرَجَتْ رُوحُهُ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَإِذَا هُوَ يَضْطَرِبُ ثُمَّ أَفَاقَ وَهُوَ يَقُولُ مَنْ أَنَا مَا خَطَرِي هَبْ لِي إِسَاءَتِي مِنْ فَضْلِكَ وَجَلِّلْنِي بِسِتْرِكَ وَاعْفُ عَنْ ذُنُوبِي بِكَرَمِ وَجْهِكَ إِذَا وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ فَقُلْتُ لَهُ بالَّذِي تَرْجُوهُ لِنَفْسِكَ وَتَثِقُ بِهِ إِلَّا كَلَّمْتَنِي فَقَالَ عَلَيْكَ بِكَلَامِ مَنْ يَنْفَعُكَ كَلَامُهُ وَدَعْ كَلَامَ مَنْ أَوْبَقَتْهُ ذُنُوبُهُ إِنِّي لَفِي هَذَا الْمَوْضِعِ مُذْ شَاءَ اللَّهُ أُجَاهِدُ إِبْلِيسَ وَيُجَاهِدُنِي فَلَمْ يَجِدْ عَوْنًا عَلَيَّ لِيُخْرِجَنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ غَيْرَكَ فَإِلَيْكَ عَنِّي يَا مَخْدُوعُ فَقَدْ عَطَّلْتَ عَلَيَّ لِسَانِي وَمَيَّلْتَ إِلَى حَدِيثِكَ شُعْبَةً مِنْ قَلْبِي وَأَنَا أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شِرْكٍ ثُمَّ أَرْجُو أَنْ يُعِيذَنِي مِنْ سَخَطِهِ وَيَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِرَحْمَتِهِ قَالَ فَقُلْتُ هَذَا وَلِيُّ اللَّهِ أَخَافُ أَنْ أَشْغَلَهُ فَأُعَاقَبَ فِي مَوْضِعِي هَذَا فَانْصَرَفْتُ وَتَرَكْتُهُ .
وَقَالَ بَعْضُ الصَّالِحِينَ بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي مَسِيرٍ لِي إِذْ مِلْتُ إِلَى شَجَرَةٍ لِأَسْتَرِيحَ تَحْتَهَا فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ قَدْ أَشْرَفَ عَلَيَّ فَقَالَ لِي يَا هَذَا قُمْ فَإِنَّ الْمَوْتَ لَمْ يَمُتْ ثُمَّ هَامَ عَلَى وَجْهِهِ فَاتَّبَعْتُهُ فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ اللَّهُمَّ بَارِكْ لِي فِي الْمَوْتِ فَقُلْتُ وَفِيمَا بَعْدَ الْمَوْتِ فَقَالَ مَنْ أَيْقَنَ بِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ شَمَّرَ مِئْزَرَ الْحَذَرِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الدُّنْيَا مُسْتَقَرٌّ ثُمَّ قَالَ يَا مَنْ لِوَجْهِهِ عَنَتِ الْوُجُوهُ بَيِّضْ وَجْهِي بِالنَّظَرِ إِلَيْكَ وَامْلَأْ قَلْبِي مِنَ الْمَحَبَّةِ لَكَ وَأَجِرْنِي مِنْ ذَلِكَ التَّوْبِيخِ غَدًا عِنْدَكَ فَقَدْ آنَ لِي الْحَيَاءُ مِنْكَ وَحَانَ لِي الرُّجُوعُ عَنِ الْإِعْرَاضِ عَنْكَ قُمْ قَالَ لَوْلَا حِلْمُكَ لَمْ يَسَعْنِي أَجَلِي وَلَوْلَا عَفْوُكَ لَمْ يَنْبَسِطْ فِيمَا عِنْدَكَ أَمَلِي ثُمَّ مَضَى وَتَرَكَنِي .
وَقَدْ أَنْشَدُوا فِي هَذَا الْمَعْنَى .
نَحِيلُ الْجِسْمِ مُكْتَئِبُ الْفُؤَادِ تَرَاهُ بِقِمَّةٍ أَوْ بَطْنِ وَادِي يَنُوحُ عَلَى مَعَاصٍ فَاضِحَاتٍ
يُكَدِّرُ ثِقَلَهَا صَفْوَ الرُّقَادِ فَإِنْ هَاجَتْ مَخَاوِفُهُ وَزَادَتْ
فَدَعَوْتُهُ أَغِثْنِي يَا عِمَادِي فَأَنْتَ بِمَا أُلَاقِيهِ عَلِيمٌ
كَثِيرُ الصَّفْحِ عَنْ زَلَلِ الْعِبَادِ
وَقِيلَ أَيْضًا .
أَلَذُّ مِنَ التَّلَذُّذِ بِالْغَوَانِي إِذَا أَقْبَلْنَ فِي حُلَلٍ حِسَانِ
مُنِيبٌ فَرَّ مِنْ أَهْلٍ وَمَالٍ يَسِيحُ إِلَى مَكَانٍ مِنْ مَكَانِ
لِيَخْمُلَ ذِكْرُهُ وَيَعِيشَ فَرْدًا وَيَظْهَرَ فِي الْعِبَادَةِ بِالْأَمَانِي
تَلَذُّذُهُ التِّلَاوَةُ أَيْنَ وَلَّى وَذِكْرٌ بِالْفُؤَادِ وَبِاللِّسَانِ
وَعِنْدَ الْمَوْتِ يَأْتِيهِ بَشِيرٌ يُبَشِّرُ بِالنَّجَاةِ مِنَ الْهَوَانِ
فَيُدْرِكُ مَا أَرَادَ وَمَا تَمَنَّى مِنَ الرَّاحَاتِ فِي غُرَفِ الْجِنَانِ
وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=16843كُرْزُ بْنُ وَبَرَةَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَيُجَاهِدُ نَفْسَهُ فِي الْعِبَادَاتِ غَايَةَ الْمُجَاهَدَةِ فَقِيلَ لَهُ قَدْ أَجْهَدْتَ نَفْسَكَ فَقَالَ كَمْ عُمْرُ الدُّنْيَا فَقِيلَ سَبْعَةُ آلَافِ سَنَةٍ فَقَالَ كَمْ مِقْدَارُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَقِيلَ خَمْسُونَ أَلْفَ سَنَةٍ فَقَالَ كَيْفَ يَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَعْمَلَ سُبْعَ يَوْمٍ حَتَّى يَأْمَنَ ذَلِكَ الْيَوْمَ يَعْنِي أَنَّكَ لَوْ عِشْتَ عُمْرَ الدُّنْيَا وَاجْتَهَدْتَ .
سَبْعَةَ آلَافِ سَنَةٍ وَتَخَلَّصْتَ مِنْ يَوْمٍ وَاحِدٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ لَكَانَ رِبْحُكَ كَثِيرًا وَكُنْتَ بِالرَّغْبَةِ فِيهِ جَدِيرًا فَكَيْفَ وَعُمْرُكَ قَصِيرٌ وَالْآخِرَةُ لَا غَايَةَ لَهَا .