الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ويكفي في فضيلة الصدق أن الصديق مشتق منه والله تعالى وصف الأنبياء به في معرض المدح والثناء ، فقال : واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا وقال : واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وقال تعالى: واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا وقال ابن عباس أربع من كن فيه فقد ربح : الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر .

وقال بشر بن الحارث من عامل الله بالصدق استوحش من الناس .

وقال أبو عبد الله الرملي : رأيت منصورا الدينوري في المنام ، فقلت له : ما فعل الله بك ؟ قال : غفر لي ورحمني وأعطاني ما لم أؤمل فقلت له : أحسن ما توجه العبد به إلى الله ماذا ؟ قال : الصدق ، وأقبح ما توجه به الكذب .

وقال أبو سليمان اجعل الصدق مطيتك والحق سيفك والله تعالى غاية طلبتك وقال رجل لحكيم : ما رأيت صادقا ، فقال له : لو كنت صادقا لعرفت الصادقين .

وعن محمد بن علي الكناني قال : وجدنا دين الله تعالى مبنيا على ثلاثة أركان : على الحق والصدق والعدل ، فالحق على الجوارح والعدل على القلوب والصدق على العقول .

وقال الثوري في قوله تعالى : ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة قال : هم الذين ادعوا محبة الله تعالى ، ولم يكونوا بها صادقين .

وأوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام : يا داود ، من صدقني في سريرته صدقته عند المخلوقين في علانيته .

وصاح رجل في مجلس الشبلي ورمى نفسه في دجلة فقال الشبلي إن كان صادقا فالله تعالى ينجيه كما نجى موسى عليه السلام وإن كان كاذبا فالله تعالى يغرقه كما أغرق فرعون .

وقال بعضهم : أجمع الفقهاء والعلماء على ثلاث خصال أنها إذا صحت ففيها النجاة ولا يتم بعضها إلا ببعض : الإسلام الخالص عن البدعة والهوى والصدق لله تعالى في الأعمال وطيب المطعم .

وقال وهب بن منبه وجدت على حاشية التوراة اثنين وعشرين حرفا كان صلحاء بني إسرائيل يجتمعون فيقرءونها ويتدارسونها لا كنز أنفع من العلم ولا مال أربح من الحلم ، ولا حسب أوضع من الغضب ، ولا قرين أزين من العمل ، ولا رفيق أشين من الجهل ، ولا شرف أعز من التقوى ، ولا كرم أوفى من ترك الهوى ، ولا عمل أفضل من الفكر ، ولا حسنة أعلى من الصبر ، ولا سيئة أخزى من الكبر ، ولا دواء ألين من الرفق ، ولا داء أوجع من الخرق ولا رسول أعدل من الحق ، ولا دليل أنصح من الصدق ، ولا فقر أذل من الطمع ، ولا غنى أشقى من الجمع ولا حياة أطيب من الصحة ، ولا معيشة أهنأ من العفة ، ولا عبادة أحسن من الخشوع ، ولا زهد خير من القنوع ، ولا حارس أحفظ من الصمت ولا غائب أقرب من الموت .

وقال محمد بن سعيد المروزي إذا طلبت الله بالصدق آتاك الله تعالى مرآة بيدك حتى تبصر كل شيء من عجائب الدنيا والآخرة .

وقال أبو بكر الوراق احفظ الصدق فيما بينك وبين الله تعالى ، والرفق فيما بينك وبين الخلق وقيل لذي النون هل للعبد إلى صلاح أموره سبيل فقال 999 .

قد بقينا من الذنوب حيارى نطلب الصدق ما إليه سبيل فدعاوى الهوى تخف علينا وخلاف الهوى علينا ثقيل ؟ وقيل لسهل ما أصل هذا الأمر الذي نحن عليه فقال : الصدق والسخاء والشجاعة .

فقيل : زدنا فقال : التقى والحياء وطيب الغذاء .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما إن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الكمال فقال : قول الحق ، والعمل بالصدق وعن الجنيد في قوله تعالى : ليسأل الصادقين عن صدقهم قال : يسأل الصادقين عند أنفسهم عن صدقهم عند ربهم ، وهذا أمر على خطر .

التالي السابق


(ويكفي في فضيلة الصدق أن الصديق مشتق منه ) قال القشيري : الصادق الاسم [ ص: 69 ] اللازم من الصدق، والصديق المبالغة منه، وهو كثير الصدق الذي الصدق غالبه، كالسكير والخمير وبابه. اهـ .

أي أن الصادق مشتق من الصدق، فهو اسم لمن قام به الصدق، والصديق اسم دال على المبالغة، مشتق من الصدق أيضا، وباب فعيل للمبالغة .

(و ) من فضائل الصدق أن (الله تعالى ) سمى نفسه به بقوله: وإنا لصادقون و (وصف ) به (الأنبياء ) عليهم السلام (في معرض المدح والثناء، فقال: واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا وقال: واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا ) وأوجب على عباده التخلق بأوصافه وأخلاق أنبيائه بقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين فلما امتثلوا قوله وأجابوه جعلهم مع درجة الأنبياء بقوله تعالى: فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين فبالصدق يتحقق جميع المقامات والأحوال؛ لأنه زينتها وكمالها، حتى الإخلاص مع شرفه وعلو قدره يفتقر إلى الصدق، والصدق لا يفتقر إلى شيء؛ لأنه وجود في نفسه كما سيأتي بيانه .

(وقال ابن عباس ) رضي الله عنهما: (أربع من كن فيه فقد ربح: الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر ) وقد روي نحوه مرفوعا من حديثه بلفظ: "أربع إذا كن فيك فما عليك ما فاتك من الدنيا: صدق الحديث، وحفظ الأمانة، وحسن الخلق، وعفة مطعم".

رواه كذلك ابن عدي، وابن عساكر ، ورواه أحمد والحكيم والطبراني والحاكم والبيهقي من حديث ابن عمر ، ويروى ذلك أيضا من حديث عبد الله بن عمرو بلفظ: "أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة في طعمة" رواه كذلك أحمد والطبراني ، والخرائطي في مكارم الأخلاق، والبيهقي ، وفي سنده ابن لهيعة ، وباقي رجال أحمد رجال الصحيح .

(وقال بشر بن الحارث ) الحافي -رحمه الله تعالى-: (من عامل الله بالصدق استوحش من الناس ) ليخلص له في معاملته؛ لأنه ينظر بعين اليقين، وهذا المعنى هو الذي أخرج طائفة من الصادقين إلى الكهوف والمغاير تخليا من أبناء الدنيا لصدق معاملتهم مع الله .

(وقال أبو عبد الله الرملي ) منسوب إلى الرملة من كور فلسطين (قال: رأيت منصورا الدينوري في المنام، فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي ورحمني وأعطاني ما لم آمل ) أي: ما لم أكن أرجوه (فقلت: أحسن ما توجه العبد به إلى الله تعالى ماذا؟ قال: الصدق، وأقبح ما توجه به الكذب. وقال أبو سليمان ) الداراني -رحمه الله تعالى-: (اجعل الصدق مطيتك ) أي: لأنه يهدي إلى اللقاء (والوقت سيفك ) تقطع به ما يعوقك عن الوصول (والله تعالى غاية طلبتك ) أي: فلا تلاحظ في سائر الأحوال إلا وجه الله تعالى .

(وقال رجل لحكيم: ما رأيت صادقا، فقال له: لو كنت صادقا ) أي: لو تحققت بهذا الوصف (لعرفت الصادقين .

وعن ) أبي بكر (محمد بن علي ) بن جعفر (الكتاني ) الصوفي المكي، حكى عن أبي سعيد الخراز، وتوفي سنة 322 (قال: وجدنا دين الله تعالى مبنيا على ثلاثة أركان: على الحق والصدق والعدل، فالحق على الجوارح ) بأن يكون استعمالها في الطاعة على صريح الحق مما يطابق السنة (والعدل على القلوب ) بأن تستوي في المعرفة على سبيل الاعتدال (والصدق على العقول ) بأن تصدق في الملاحظ، فلا تخالف السريرة العلانية .

(وقال النوري ) هو أبو الحسين البغدادي، وهو بضم النون، منسوب إلى نور الوعظ، وتقدم ذكره مرارا، وفي بعض النسخ: الثوري بالمثلثة، فيكون المراد به سفيان (في قوله تعالى: ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة قال: هم الذين ادعوا محبة الله، ولم يكونوا صادقين ) في دعواهم (وأوحى الله إلى داود عليه السلام: يا داود، من صدقني في سريرته ) أي: عاملني في باطنه معاملة صدق (صدقته عند المخلوقين ) في علانيته، نقله القشيري ، وله شاهد في الخبر: "من أسر سريرة ألبسه الله رداءها".

والغالب على من يعمر باطنه بالصدق والإخلاص أن تجري حركاته وسكناته على حسب ما في قلبه، فيظهر الصدق في أقواله وأحواله وأفعاله .

(و ) يحكى أنه (صاح رجل في مجلس أبي بكر الشبلي ) رحمه الله تعالى لحال غلب عليه، فلم يطقه، فصرخ (ورمى نفسه في دجلة ) حيث كان في محل مشرف عليه (فقال الشبلي ) رحمه الله تعالى: (إن كان صادقا فالله تعالى ينجيه ) من الغرق (كما نجى [ ص: 70 ] موسى عليه السلام ) حين شق البحر هو ومن معه ولم يبتلوا؛ معجزة له (وإن كان كاذبا ) في وجده (فالله تعالى يغرقه كما أغرق فرعون ) وهذا هو الصدق في الأحوال .

(وقال بعضهم: أجمع الفقهاء ) يعني أهل الفقه الظاهر (والعلماء ) يعني أهل المعرفة بالله (على ثلاث خصال أنه إذا صحت ) أي: تمت مجموعة في إنسان (ففيها النجاة ) من الهلاك (ولا يتم بعضها إلا ببعض: الإسلام ) أي: الانقياد لأوامر الله تعالى (الخالص عن ) شوب (البدعة والهوى ) في الاعتقاد (والصدق لله تعالى في الأعمال ) أي: الدخول فيها بحسن الإخلاص، والاستمرار على ذلك (وطيب المطعم ) بأن يكون حلالا ومن وجه لا شبهة فيه .

(وقال وهب بن منبه ) اليماني -رحمه الله تعالى-: (وجدت على حاشية التوراة ) أي: غلافها (اثنين وعشرين حرفا ) أي: كلمة (كان صلحاء بني إسرائيل يجتمعون فيقرؤونها ويتدارسونها ) وهي هذه (لا كنز أنفع من العلم ) فإن العلم يزكو بالإنفاق والكنوز إلى نفاد (ولا مال أربح من الحلم، ولا حسب أوضع من الغضب، ولا قرين أزين من العمل، ولا رفيق أشين من الجهل، ولا شرف أعز من التقوى، ولا كرم أوفر من ترك الهوى، ولا عمل أفضل من الفكر، ولا حسنة أعلى من الصبر، ولا سيئة أخزى من الكبر، ولا دواء ألين من الرفق، ولا داء أوجع من الخرق ) بالضم، وهو قلة العقل (ولا رسول أعدل من الحق، ولا دليل أنصح من الصدق، ولا فقر أذل من الطمع، ولا غنى أشق من الجمع ) أي: من جمع المال (ولا حياة أطيب من الصحة، ولا معيشة أهنأ من العفة، ولا عبادة أحسن من الخشوع، ولا زهد خير من القنوع، ولا حارس أحفظ من الصمت ) أي: قلة الكلام، (ولا غائب أقرب من الموت ) .

والمقصود من هذا السياق هو قوله: لا دليل أنصح من الصدق؛ فإن الصدق يتوصل به إلى سائر الخيرات، وهو مفتاح باب الحسنات، وبه تكمل سائر المقامات، فهو نعم الدليل الناصح .

وقد روى ابن أبي الدنيا في كتاب اليقين من مرسل يحيى بن أبي كثير: الكرم التقوى، والشرف التواضع، واليقين الغنى .

(وقال محمد بن سعيد المروزي ) رحمه الله تعالى: (إذا طلبت الله بالصدق أفادك الله مرآة بيدك حتى تبصر ) بها (كل شيء من عجائب الدنيا والآخرة ) وهو إشارة إلى أن الصدق مع الله في المعاملة يورث تنوير القلب عن الكدورات، فتتحلى فيه الأشياء بحقائقها، وهو لا يلتفت إليها، ومصداقه قول الله تعالى إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا أي: نورا تفرقون به بين الحق والباطل. ولفظ القشيري : أعطاك مرآة تبصر فيها، ولم يعزه لمحمد بن سعيد.

(وقال أبو بكر الوراق ) -رحمه الله تعالى- له ذكر في الرسالة في باب الحياء: (احفظ الصدق فيما بينك وبين الله تعالى، والرفق فيما بينك وبين الخلق ) فكلاهما أصلان أصيلان في الوصول إلى الله تعالى .

(وقيل لذي النون ) المصري -رحمه الله تعالى-: (هل للعبد إلى صلاح أموره سبيل؟ فقال ) منشدا:

قد بقينا مذبذبين حيارى نطلب الصدق ما إليه سبيل فدعاوى الهوى تخف علينا
وخلاف الهوى علينا ثقيل

يشير إلى أنه لا سبيل للعبد إلى صلاح أموره إلا بالصدق مع الله تعالى، ولا يتم ذلك إلا بمخالفة النفس والهوى، ومخالفة الهوى ثقيلة على النفس، فلا يحصل الصدق مع وجود الهوى .

(وقيل لسهل ) التستري -رحمه الله تعالى-: (ما أصل هذا الأمر الذي نحن عليه ) أي: السلوك في طريق الله (فقال: الصدق والسخاء والشجاعة ) أي: فهذه الثلاثة أصول الطريق، وبينها تلازم في الغالب (فقيل: زدنا، قال: التقى والحياء وطيب الغذاء ) والمراد به: العفة في المطعم، وقد تقدم في حديث ابن عباس قريبا .

(وعن ابن عباس ) رضي الله عنهما (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل عن الكمال ) ما هو؟ (فقال: قول الحق، والعمل بالصدق ) قال العراقي: لم [ ص: 71 ] أجده بهذا اللفظ .

(وعن الجنيد ) قدس سره (في قوله تعالى: ليسأل الصادقين عن صدقهم قال: يسأل الصادقين عند أنفسهم عن صدقهم عند ربهم، وهذا أمر على خطر ) قال القشيري في الرسالة: الصدق عماد الأمر، وبه تمامه، وفيه نظامه، وهو ثاني درجة النبوة، سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت الفرغاني يقول: سمعت الجنيد يقول: الصادق ينقلب في اليوم أربعين مرة، والمرائي يثبت على حالة واحدة أربعين سنة .

قلت: معناه: الصادق يدور مع الدليل حيث دار، وينقلب في أحواله ومعاملاته على ما يقتضيه الدليل مما هو الأفضل في حقه، والمرائي يستحسن حاله، ويظنها موصلة لمقصوده من رفعته عند الخلق، فهو يعمل في الحقيقة في إبعاده من الله تعالى .

ثم قال: وقال أبو سليمان الداراني : لو أراد الصادق أن يصف ما في قلبه ما نطق به لسانه، أي: لعجزه عن نطقه به لعسر العبارة، والصدق في المعاملة يورث القلوب مواهب تعجز عنها العبارات .

ثم قال: سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت أبا العباس البغدادي يقول: سمعت جعفر بن نصير يقول: سمعت الجريري يقول: سمعت سهل بن عبد الله يقول: لا يشم رائحة الصدق عبد داهن نفسه أو غيره .

وسمعته يقول: سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت جعفرا الخواص يقول: سمعت إبراهيم الخواص يقول: الصادق لا تراه إلا في فرض يؤديه، أو فضل يعمل فيه .

وقيل: ثلاث لا يخطئن الصادق: الحلاوة والهيبة والملاحة .

وقال ذو النون: الصدق سيف الله، ما وضع على شيء إلا قطعه .

وقال سهل: أول خيانة الصديقين حديثهم مع أنفسهم .

وقال يوسف بن أسباط: لأن أبيت ليلة أعامل الله بالصدق أحب إلي من أن أضرب بسيفي في سبيل الله .

وقال بعضهم: من لم يؤد الفرض الدائم لا يقبل منه الفرض المؤقت، قيل: ما الفرض الدائم؟ قال: الصدق .

وقيل: عليك بالصدق حيث تخاف أنه يضرك فإنه ينفعك، ودع الكذب حيث ترى أنه ينفعك فإنه يضرك .

وقيل: كل شيء شيء، ومصادقة الكذاب لا شيء. انتهى سياق الرسالة .

وفي كتاب الصمت لابن أبي الدنيا: حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا مروان بن معاوية ، عن مجمع بن عيسى، عن منصور بن المعتمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تحروا الصدق وإن رأيتم أن فيه الهلكة؛ فإن فيه النجاة".

وأخرج فيه من طريق مكحول، عن أبي هريرة رفعه: "لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يؤثر الصدق، وحتى يترك الكذب في المزاحة والمراء وإن كان صادقا".

وقال: حدثنا الهيثم بن خارجة، حدثنا الهيثم بن عمران، سمعت إسماعيل بن عبيد الله المخزومي قال: أمرني عبد الملك بن مروان أن أعلم بنيه الصدق كما أعلمهم القرآن .

وأخرج من طريق محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن جده قال: زين الحديث الصدق .

ومن طريق عمارة بن أبي حفصة، سمع أبا مجلز يقول: قال رجل لقومه: عليكم بالصدق فإنه نجاة .

وقال محمد بن سعيد الآمدي، أنشدني ابن خربوذ للفضل بن عباس المهلبي:


إنا أناس من سجيتنا صدق الحديث ورأينا حتم
لبسوا الحياء فإن نظرت حسبتهم سقموا ولم يمسهم سقم
شر الإخاء إخاء مزدرد مزج الإخاء إخاؤه وهم
زعم ابن عمي أن حلمي ضرني ما ضر قبلي أهله الحلم

وأخرج من طريق عدي بن ثابت قال: قال عمر -رضي الله عنه- "أحبكم إلينا إذا اختبرناكم أصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة" ومن طريق الشعبي أنه كان يتمثل ويقول:


أنت الفتى كل الفتى إن كنت تصدق ما تقول
لا خير في كذب الجوا د وحبذا صدق البخيل

ومن طريق جعفر قال: سمعت مالك بن دينار يقول: الصدق والكذب يعتركان في القلب حتى يخرج أحدهما صاحبه .




الخدمات العلمية