ويدل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=32886الموت ليس عبارة عن انعدام الروح وانعدام إدراكها آيات وأخبار كثيرة أما الآيات فما ورد في الشهداء إذ قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=169ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=170فرحين ولما قتل صناديد قريش يوم بدر ناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا فلان يا فلان يا فلان قد وجدت ما وعدني ربي حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا فقيل : يا رسول الله أتناديهم وهم أموات فقال صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده إنهم لأسمع لهذا الكلام منكم إلا أنهم لا يقدرون على الجواب فهذا نص في بقاء روح الشقي وبقاء إدراكها ومعرفتها، والآية نص أرواح في الشهداء ولا يخلو الميت عن سعادة أو شقاوة ، وقال صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=933721القبر إما حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة وهذا نص صريح على أن الموت معناه تغير حال فقط ، وأن ما سيكون من شقاوة الميت وسعادته يتعجل عند الموت من غير تأخر ، وإنما يتأخر بعض أنواع العذاب والثواب دون أصله .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
الموت القيامة فمن مات فقد قامت قيامته وقال صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=651290إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده غدوة وعشية إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ويقال هذا مقعدك حتى تبعث إليه يوم القيامة وليس يخفى ما في مشاهدة المقعدين من عذاب ونعيم في الحال وعن أبي قيس قال : كنا مع علقمة في جنازة فقال : أما هذا فقد قامت قيامته .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي كرم الله وجهه : حرام على نفس أن تخرج من الدنيا حتى تعلم من أهل الجنة هي أم من أهل النار وقال
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=678117من مات مريضا ووقي فتانتا القبر وغدي وريح عليه برزقه من الجنة وقال
مسروق ما غبطت أحدا ما غبطت مؤمنا في اللحد قد استراح من نصب الدنيا وأمن من عذاب الله وقال
يعلى بن الوليد : كنت أمشي يوما مع
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء فقلت له : ما تحب لمن تحب ؟ قال : الموت ، قلت : فإن لم يمت ؟ قال : يقل ماله وولده وإنما أحب الموت لأنه لا يحبه إلا المؤمن والموت إطلاق المؤمن من السجن وإنما أحب قلة المال والولد ؛ لأنه فتنة وسبب للأنس بالدنيا والأنس بمن لا بد من فراقه غاية الشقاء ، فكل ما سوى الله وذكره والأنس به فلا بد من فراقه عند الموت لا محالة ولهذا قال عبد الله بن عمرو إنما مثل المؤمن حين تخرج نفسه أو روحه مثل رجل بات في سجن فأخرج منه فهو يتفسح في الأرض ويتقلب فيها وهذا الذي ذكره حال من تجافى عن الدنيا وتبرم بها ، ولم يكن له أنس إلا بذكر الله تعالى ، وكانت شواغل الدنيا تحبسه عن محبوبه ومقاساة الشهوات تؤذيه فكان في الموت خلاصه من جميع المؤذيات وانفراده بمحبوبه الذي كان به أنسه من غير عائق ولا دافع ، وما أجدر ذلك بأن يكون منتهى النعيم واللذات
nindex.php?page=treesubj&link=25560_25561وأكمل اللذات للشهداء الذين قتلوا في سبيل الله لأنهم ما أقدموا على القتال إلا قاطعين التفاتهم عن علائق الدنيا مشتاقين إلى لقاء الله راضين بالقتل في طلب مرضاته فإن نظر إلى الدنيا فقد باعها طوعا بالآخرة والبائع لا يلتفت قلبه إلى المبيع وإن نظر إلى الآخرة فقد اشتراها وتشوق إليها فما أعظم فرحه بما اشتراه إذا رآه ، وما أقل التفاته إلى ما باعه إذا فارقه ، وتجرد القلب لحب الله تعالى قد يتفق في بعض الأحوال ولكن لا يدركه الموت عليه فيتغير والقتال سبب للموت فكان سببا لإدراك الموت على مثل هذه الحالة فلهذا عظم النعيم إذ معنى النعيم أن ينال الإنسان ما يريده قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57ولهم ما يشتهون فكان هذا أجمع عبارة لمعاني لذات الجنة ، وأعظم العذاب أن يمنع الإنسان عن مراده كما قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=54وحيل بينهم وبين ما يشتهون فكان هذا أجمع عبارة لعقوبات أهل جهنم ، وهذا النعيم يدركه الشهيد كما انقطع نفسه من غير تأخير ، وهذا أمر انكشف لأرباب القلوب بنور اليقين ، وإن أردت عليه شهادة من جهة السمع فجميع أحاديث الشهداء تدل عليه وكل حديث يشتمل على التعبير عن منتهى نعيمهم بعبارة أخرى فقد روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، رضي الله عنها ، أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر ألا أبشرك يا
جابر وكان قد ؟ استشهد أبوه يوم أحد فقال : بلى بشرك الله بالخير فقال : إن الله عز وجل قد أحيا أباك وأقعده بين يديه وقال : تمن علي عبدي ما شئت أعطيكه فقال : يا رب ما عبدتك حق عبادتك أتمنى عليك أن تردني إلى الدنيا فأقاتل مع نبيك فأقتل فيك مرة أخرى ، قال له أنه : قد سبق مني أنك إليها لا ترجع وقال كعب
nindex.php?page=treesubj&link=25561يوجد رجل في الجنة يبكي فيقال له : لم تبكي وأنت في الجنة ؟ قال : أبكي لأني لم أقتل في الله إلا قتلة واحدة فكنت أشتهي أن أرد فأقتل فيه قتلات .
وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32886الْمَوْتَ لَيْسَ عِبَارَةً عَنِ انْعِدَامِ الرُّوحِ وَانْعِدَامِ إِدْرَاكِهَا آيَاتٍ وَأَخْبَارٍ كَثِيرَةٍ أَمَّا الْآيَاتُ فَمَا وَرَدَ فِي الشُّهَدَاءِ إِذْ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=169وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=170فَرِحِينَ وَلَمَّا قُتِلَ صَنَادِيدُ قُرَيْشٍ يَوْمَ بَدْرٍ نَادَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا فُلَانُ يَا فُلَانُ يَا فُلَانُ قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُنَادِيهِمْ وَهُمْ أَمْوَاتٌ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمْ لَأَسْمَعُ لِهَذَا الْكَلَامِ مِنْكُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى الْجَوَابِ فَهَذَا نَصٌّ فِي بَقَاءِ رُوحِ الشَّقِيِّ وَبَقَاءِ إِدْرَاكِهَا وَمَعْرِفَتِهَا، وَالْآيَةُ نَصٌّ أَرْوَاحِ فِي الشُّهَدَاءِ وَلَا يَخْلُو الْمَيِّتُ عَنْ سَعَادَةٍ أَوْ شَقَاوَةٍ ، وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=933721الْقَبْرُ إِمَّا حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ أَوْ رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَهَذَا نَصٌّ صَرِيحٌ عَلَى أَنَّ الْمَوْتَ مَعْنَاهُ تَغَيُّرُ حَالٍ فَقَطْ ، وَأَنَّ مَا سَيَكُونُ مِنْ شَقَاوَةِ الْمَيِّتِ وَسَعَادَتِهِ يَتَعَجَّلُ عِنْدَ الْمَوْتِ مِنْ غَيْرِ تَأَخُّرٍ ، وَإِنَّمَا يَتَأَخَّرُ بَعْضُ أَنْوَاعِ الْعَذَابِ وَالثَّوَابِ دُونَ أَصْلِهِ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
الْمَوْتُ الْقِيَامَةُ فَمَنْ مَاتَ فَقَدْ قَامَتْ قِيَامَتُهُ وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=651290إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ غَدْوَةً وَعَشِيَّةً إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنَ أَهْلِ النَّارِ وَيُقَالُ هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى تُبْعَثَ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَيْسَ يَخْفَى مَا فِي مَشَاهِدَةِ الْمَقْعَدَيْنِ مِنْ عَذَابٍ وَنَعِيمٍ فِي الْحَالِ وَعَنْ أَبِي قَيْسٍ قَالَ : كُنَّا مَعَ عَلْقَمَةَ فِي جِنَازَةٍ فَقَالَ : أَمَّا هَذَا فَقَدَ قَامَتْ قِيَامَتُهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ : حَرَامٌ عَلَى نَفْسٍ أَنْ تَخْرَجَ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى تَعْلَمَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ هِيَ أَمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=678117مَنْ مَاتَ مَرِيضًا وَوُقِيَ فِتْانَتَا الْقَبْرِ وَغُدِيَ وَرِيحَ عَلَيْهِ بِرِزْقِهِ مِنَ الْجَنَّةِ وَقَالَ
مَسْرُوقٌ مَا غَبَطْتُ أَحَدًا مَا غَبَطْتُ مُؤْمِنًا فِي اللَّحْدِ قَدِ اسْتَرَاحَ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَمِنَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَقَالَ
يَعْلَى بْنُ الْوَلِيدِ : كُنْتُ أَمْشِي يَوْمًا مَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ فَقُلْتُ لَهُ : مَا تُحِبُّ لِمَنْ تُحِبُّ ؟ قَالَ : الْمَوْتُ ، قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ يَمُتْ ؟ قَالَ : يَقِلُّ مَالُهُ وَوَلَدُهُ وَإِنَّمَا أُحِبُّ الْمَوْتَ لِأَنَّهُ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا الْمُؤْمِنُ وَالْمَوْتُ إِطْلَاقَ الْمُؤْمِنِ مِنَ السِّجْنِ وَإِنَّمَا أُحِبُّ قِلَّةَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ ؛ لِأَنَّهُ فِتْنَةٌ وَسَبَبٌ لِلْأُنْسِ بِالدُّنْيَا وَالْأُنْسُ بِمَنْ لَا بُدَّ مِنْ فِرَاقِهِ غَايَةَ الشَّقَاءِ ، فَكُلُّ مَا سِوَى اللَّهِ وَذِكْرِهِ وَالْأُنْسِ بِهِ فَلَا بُدَّ مِنْ فِرَاقِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ لَا مَحَالَةَ وَلِهَذَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو إِنَّمَا مَثَلُ الْمُؤْمِنِ حِينَ تَخْرُجُ نَفْسُهُ أَوْ رُوحُهُ مَثَلُ رَجُلٍ بَاتَ فِي سِجْنٍ فَأُخْرِجَ مِنْهُ فَهُوَ يَتَفَسَّحُ فِي الْأَرْضِ وَيَتَقَلَّبُ فِيهَا وَهَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ حَالُ مَنْ تَجَافَى عَنِ الدُّنْيَا وَتَبَرَّمَ بِهَا ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ أُنْسٌ إِلَّا بِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَكَانَتْ شَوَاغِلُ الدُّنْيَا تَحْبِسُهُ عَنْ مَحْبُوبِهِ وَمُقَاسَاةُ الشَّهَوَاتِ تُؤْذِيهِ فَكَانَ فِي الْمَوْتِ خَلَاصُهُ مِنْ جَمِيعِ الْمُؤْذِيَاتِ وَانْفِرَادُهُ بِمَحْبُوبِهِ الَّذِي كَانَ بِهِ أُنْسُهُ مِنْ غَيْرِ عَائِقٍ وَلَا دَافِعٍ ، وَمَا أَجْدَرَ ذَلِكَ بِأَنْ يَكُونَ مُنْتَهَى النَّعِيمِ وَاللَّذَّاتِ
nindex.php?page=treesubj&link=25560_25561وَأَكْمَلَ اللَّذَّاتِ لِلشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لِأَنَّهُمْ مَا أَقْدَمُوا عَلَى الْقِتَالِ إِلَّا قَاطِعِينَ الْتِفَاتَهُمْ عَنْ عَلَائِقِ الدُّنْيَا مُشْتَاقِينَ إِلَى لِقَاءِ اللَّهِ رَاضِينَ بِالْقَتْلِ فِي طَلَبِ مَرْضَاتِهِ فَإِنْ نَظَرَ إِلَى الدُّنْيَا فَقَدْ بَاعَهَا طَوْعًا بِالْآخِرَةِ وَالْبَائِعُ لَا يَلْتَفِتُ قَلْبُهُ إِلَى الْمَبِيعِ وَإِنْ نَظَرَ إِلَى الْآخِرَةِ فَقَدِ اشْتَرَاهَا وَتَشَوَّقَ إِلَيْهَا فَمَا أَعْظَمَ فَرَحَهُ بِمَا اشْتَرَاهُ إِذَا رَآهُ ، وَمَا أَقَلَّ الْتِفَاتَهُ إِلَى مَا بَاعَهُ إِذَا فَارَقَهُ ، وَتَجَرُّدُ الْقَلْبِ لِحُبِّ اللَّهِ تَعَالَى قَدْ يَتَّفِقُ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ وَلَكِنْ لَا يُدْرِكُهُ الْمَوْتُ عَلَيْهِ فَيَتَغَيَّرُ وَالْقِتَالُ سَبَبٌ لِلْمَوْتِ فَكَانَ سَبَبًا لِإِدْرَاكِ الْمَوْتِ عَلَى مِثْلِ هَذِهِ الْحَالَةِ فَلِهَذَا عَظُمَ النَّعِيمُ إِذْ مَعْنَى النَّعِيمِ أَنْ يَنَالَ الْإِنْسَانُ مَا يُرِيدُهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ فَكَانَ هَذَا أَجْمَعَ عِبَارَةٍ لِمَعَانِي لَذَّاتِ الْجَنَّةِ ، وَأَعْظَمُ الْعَذَابِ أَنْ يُمْنَعَ الْإِنْسَانُ عَنْ مُرَادِهِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=54وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ فَكَانَ هَذَا أَجْمَعَ عِبَارَةٍ لِعُقُوبَاتِ أَهْلِ جَهَنَّمَ ، وَهَذَا النَّعِيمُ يُدْرِكُهُ الشَّهِيدُ كَمَا انْقَطَعَ نَفَسُهُ مِنْ غَيْرِ تَأْخِيرٍ ، وَهَذَا أَمْرٌ انْكَشَفَ لِأَرْبَابِ الْقُلُوبِ بِنُورِ الْيَقِينِ ، وَإِنْ أَرَدْتَ عَلَيْهِ شَهَادَةً مِنْ جِهَةِ السَّمْعِ فَجَمِيعُ أَحَادِيثِ الشُّهَدَاءِ تَدُلُّ عَلَيْهِ وَكُلُّ حَدِيثٍ يَشْتَمِلُ عَلَى التَّعْبِيرِ عَنْ مُنْتَهَى نَعِيمِهِمْ بِعِبَارَةٍ أُخْرَى فَقَدْ رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجَابِرِ أَلَا أُبَشِّرَكَ يَا
جَابِرُ وَكَانَ قَدْ ؟ اسْتُشْهِدَ أَبُوهُ يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ : بَلَى بَشَّرَكَ اللَّهُ بِالْخَيْرِ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَحْيَا أَبَاكَ وَأَقْعَدَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَالَ : تَمَنَّ عَلَيَّ عَبْدِي مَا شِئْتَ أُعْطِيكَهُ فَقَالَ : يَا رَبِّ مَا عَبَدْتُكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ أَتَمَنَّى عَلَيْكَ أَنْ تَرُدَّنِي إِلَى الدُّنْيَا فَأُقَاتِلَ مَعَ نَبِيِّكَ فَأُقْتَلَ فِيكَ مَرَّةً أُخْرَى ، قَالَ لَهُ أَنَّهُ : قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّكَ إِلَيْهَا لَا تَرْجِعُ وَقَالَ كَعْبُ
nindex.php?page=treesubj&link=25561يُوجَدُ رَجُلٌ فِي الْجَنَّةِ يَبْكِي فَيُقَالُ لَهُ : لِمَ تَبْكِي وَأَنْتَ فِي الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : أَبْكِي لِأَنِّي لَمْ أَقْتُلْ فِي اللَّهِ إِلَّا قَتْلَةً وَاحِدَةً فَكُنْتُ أَشْتَهِي أَنْ أُرَدَّ فَأُقْتَلَ فِيهِ قَتَلَاتٍ .