الباب التاسع عشر في إخباره صلى الله عليه وسلم بالخوارج فكان كما أخبر
روى ابن أبي شيبة وابن منيع وأبو يعلى والإمام أحمد برجال ثقات عن جابر بن عبد الله ، وابن منيع وابن حنبل والحارث بسند صحيح عن أبي بكرة ، وابن أبي شيبة والبزار وأبو يعلى برجال ثقات عن أنس رضي الله عنه قال أنس : ذكر رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم نكاية في العدو واجتهاده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا أعرف هذا» ، قال : بل نعته كذا وكذا ، قال : «ما أعرفه» ، فبينما نحن كذلك إذ طلع الرجل ، فقال : هو هذا يا رسول الله ، قال : «ما كنت أعرف هذا ، هذا أول قرن رأيته في أمتي ، إن فيه لسفعة من الشيطان ، فلما دنا الرجل سلم ، فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أنشدك بالله ، هل حدثت نفسك حين طلعت علينا ، أنه ليس في القوم أحد أفضل منك ؟ » قال : اللهم ، نعم فدخل المسجد يصلي ،
وقال جابر رضي الله عنه : مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقالوا فيه وأثنوا عليه خيرا ،
وقال أبو بكرة : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل ساجد وهو ينطلق إلى الصلاة ، فقضى الصلاة ، ورجع إليه وهو ساجد ، ثم اتفقوا فقال رسول الله : «من يقتل» وفي لفظ : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر :
«قم فاقتله» فدخل أبو بكر فوجده قائما يصلي ، فقال أبو بكر في نفسه : إن للصلاة حرمة وحقا ، ولو أني استأمرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء إليه ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : «قتلته ؟ » قال : لا ، رأيته يصلي ورأيت للصلاة حرمة وحقا ، وإن شئت قتلته ، قال : لست بصاحبه ، اذهب أنت يا عمر فاقتله ، فدخل عمر المسجد فإذا هو ساجد ، فانتظره طويلا ، ثم قال عمر في نفسه : إن للسجود حقا ، ورجع ولو أني استأمرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد استأمره من هو خير مني ، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «أقتلته ؟ » قال : يا رسول الله ، لا ، رأيته ساجدا ، ورأيت للسجود حقا ، وإن شئت أن أقتله قتلته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لست بصاحبه» ، قم يا علي ، أنت صاحبه إن وجدته فذهب فوجده قد خرج من المسجد ، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «أقتلته ؟ » فقال :
لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لو قتل ما اختلف رجلان من أمتي حتى يخرج الدجال» وفي رواية لكان أول فتنة وآخرها . [ ص: 158 ]


