الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الرابع والأربعون في إخباره صلى الله عليه وسلم بحال ابن عباس رضي الله عنهما

                                                                                                                                                                                                                              روى البيهقي وأبو نعيم عن العباس بن عبد المطلب أنه بعث ابنه عبد الله رضي الله عنهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة فوجد رجلا فرجع ولم يكلمه ، من أجل مكان الرجل منه ، فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس بعد ذلك فقال : أرسلت إليك ابني فوجد عندك رجلا فلم يستطع أن يكلمك ورجع ، قال : «ورآه ؟ » قال : نعم ، قال : «ذاك جبريل ، ولن يموت حتى يذهب بصره ويؤتى علما» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو نعيم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي ثياب بيض ، وهو يناجي دحية الكلبي ، وهو جبريل وأنا لا أعلم فلم أسلم ، فقال جبريل : ما أشد [ ص: 112 ]

                                                                                                                                                                                                                              وضح ثيابه ، أما إن (ذريته ) ستسود بعده ، لو سلم لرددت عليه ، فلما رجعت ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «ما منعك أن تسلم ؟ » قلت : رأيتك تناجي دحية الكلبي ، فكرهت أن أقطع عليكما ، قال : «ورأيته ؟ » قلت : نعم قال : «أما إنه سيذهب بصرك ، ويرد عليك في موتك» .

                                                                                                                                                                                                                              قال عكرمة : فلما قبض ابن عباس ، ووضع على سريره ، جاء طائر شديد الوضح ، فدخل في أكفانه فلم يرده فقال عكرمة : هذه بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قال له . فلما وضع تلقي بكلمة سمعها من على شفير قبره يا أيتها النفس المطمئنة ، ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي [الفجر 27- 30] .


                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو نعيم عن ابن عباس رضي الله عنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثني أنه سيذهب بصري ، فقد ذهب وحدثني أني سأغرق فقد غرق في بحيرة الطبرية ، وحدثني أني سأهاجر من بعد فتنة ، اللهم ، إني أشهدك أن هجرتي اليوم إلى محمد بن علي بن أبي طالب .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية