الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الرابع والثمانون فيما أخبر به صلى الله عليه وسلم على سبيل الإجمال

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد والشيخان وأبو داود والنسائي عن حذيفة رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما فما ترك شيئا يكون بين يدي الساعة إلا ذكره في مقامه ذلك ، حفظه من حفظه ، ونسيه من نسيه ، وقد علمه أصحابي هؤلاء ، وإنه ليكون منه الشيء قد نسيته ، فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ، ثم إذا رآه عرفه .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ومسلم عنه قال : أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلا أن تقوم الساعة ، فما منه شيء ، إلا وقد سألته إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة ؟

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما فأخبرنا بما هو كائن في أمته إلى يوم القيامة ، وعاه من وعاه ونسيه من نسيه .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ومسلم عن عمرو بن أخطب الأنصاري رضي الله عنه قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما الفجر ، وصعد المنبر ، فخطبنا حتى حضرت الظهر ، فنزل ، فصلى ، ثم [ ص: 140 ]

                                                                                                                                                                                                                              صعد المنبر ، فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ، ثم صعد المنبر ، فخطب حتى غربت الشمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن إلى يوم القيامة فما علمنا احتفظناه فأعلمنا أحفظنا .


                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد وابن سعد عن أبي ذر رضي الله عنه قال : لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يقلب طائر جناحين في السماء إلا ذكر لنا منه علما .

                                                                                                                                                                                                                              وروى عبد بن حميد عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما فحدثنا بما هو كائن إلى يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني في الأوسط عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمام ، فقال : «إنه سيكون بعدي حمامات ، ولا خير في الحمامات للنساء» ، فقالت : يا رسول الله إنها تدخله بإزار فقال : «لا وإن دخلته بإزار ودرع وخمار ، وما من امرأة تنزع خمارها في غير بيت زوجها إلا كشفت الستر فيما بينها وبين ربها» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود والبيهقي وابن ماجه عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إنكم ستفتح لكم أرض العجم ، وستجدون فيها بيوتا يقال لها الحمامات ، فلا يدخلنها الرجال إلا بإزار ، وامنعوها النساء إلا مريضة أو نفساء» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن عدي في الكامل والخطيب في المتفق وأبو القاسم النجار في كتاب الحمام وابن عساكر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنها ستفتح عليكم الشام فستجدون فيها بيوتا يقال لها : الحمامات ، هي حرام على رجال أمتي إلا بالأزر وعلى نساء أمتي إلا نفساء أو مريضة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنكم ستفتحون أفقا فيها بيوت يقال لها الحمامات [حرام على أمتي دخولها» فقالوا : يا رسول الله إنها تذهب الوصب ، وتنقي الدرن قال : «فإنها حلال لذكور أمتي في الأزر ، حرام على إناث أمتي]» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود والبيهقي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنها ستفتح لكم أرض العجم ، وستجدون فيها بيوتا يقال لها الحمامات ، فلا يدخلنها الرجال إلا بالإزار ، وامنعوها النساء إلا مريضة أو نفساء» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن عدي والخطيب في المتفق وأبو القاسم البخاري في كتاب الحمامات وابن عساكر عن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنها ستفتح عليكم الشام ، وتجدون فيها بيوتا يقال لها الحمامات ، هي حرام على رجال أمتي إلا بالأزر وعلى نساء أمتي إلا نفساء أو سقيمة» . [ ص: 141 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني بسند حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا مشت أمتي المطيطاء وخدمتهم فارس والروم ، تسلط بعضهم على بعض» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم ، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها . وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها ، وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضا وتجيء الفتنة ، فيقول المؤمن : هذه مهلكتي ، ثم تنكشف ، وتجيء الفتنة فيقول : المؤمن : هذه هذه ، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة ، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه .

                                                                                                                                                                                                                              . . الحديث» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان [فتطعمه وكان أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعمته وجعلت تفلي رأسه ، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك ، قالت : فقلت : وما يضحك يا رسول الله ؟ قال : «ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة . قالت : فقلت : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلني منهم ، فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وضع رأسه ، ثم استيقظ وهو يضحك فقلت : وما يضحك يا رسول الله ؟ قال : «ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله- كما قال الأول-» قالت فقلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم ، قال : «أنت من الأولين» . فركبت البحر في زمن معاوية بن أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت» ] .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إنها ستكون بعدي أثرة ، وأمور تنكرونها» ، قالوا : يا رسول الله ، كيف تأمر من أدرك منا ذلك ؟ قال :

                                                                                                                                                                                                                              «تؤدون الحق الذي عليكم ، وتسألون الله الذي لكم»
                                                                                                                                                                                                                              . [ ص: 142 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية