الباب الثاني فيما علمه صلى الله عليه وسلم  لعائشة  في قضاء الدين  وغير ذلك 
روى الإمام  أحمد   وابن ماجه   والحاكم ،  وقال : صحيح الإسناد عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء : اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ، ما علمت منه ، وما لم أعلم ، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ، ما علمت منه وما لم أعلم ، اللهم إني أسألك من الخير ما سألك به عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ، وأعوذ بك من النار ، وما قرب إليها من قول أو عمل ، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا . 
وروى  البيهقي  عن  عائشة  رضي الله عنها أن أباها دخل عليها فقالت : سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء لو كان على أحدكم جبل دين ذهبا قضاه الله عنه ، إذا قرأه؛ وهو : «اللهم فارج الهم ، كاشف الغم ، مجيب دعوة المضطرين ، رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما ، أنت ترحمني برحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك»  . 
قال  أبو بكر :  وكان علي ذنابة من دين ، وكنت للدين كارها ، فلم ألبث إلا يسيرا حتى جاءني الله بفائدة ، فقضى الله ما كان علي من الدين ، قالت  عائشة  رضي الله عنها : وكانت لأسماء  علي دين ، فكنت أستحي منها ، كلما  [ ص: 224 ] 
نظرت إليها ، فكنت أدعو بذلك ، فما لبثت إلا يسيرا حتى جاءني الله بفائدة رزق من غير صدقة ، ولا ميراث ، فقضيتها . 
وروى داود  عن  أبي سعيد الخدري  رضي الله عنه قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد ، إذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة ، فقال : «يا أبا أمامة ، ما لي أراك في المسجد في غير وقت صلاة ؟ » فقال : يا رسول الله ، هموم وديون لازمتني ، قال : «أفلا أعلمك حديثا إذا أنت قلته أذهب الله همك ، وقضى عنك دينك» قال : بلى يا رسول الله ، قال : «قل إذا أصبحت وإذا أمسيت : اللهم أعوذ بك من الهم والحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل ، وأعوذ بك من ضلع الدين وغلبة الرجال» ، فقلته ، فأذهب الله غمي وهمي ، وقضى عني ديني . 
وروى الإمام  أحمد   والترمذي  وقال : حسن غريب  والحاكم  عن  علي  رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ألا أعلمك كلمات لو كان عليك مثل جبل ثبير دينا أداه الله عنك ، قل : اللهم اكفني بحلالك عن حرامك ، واغنني بفضلك عمن سواك»  . 
وروى  أبو داود  والطيالسي   وسعيد بن منصور   والضياء  عن  أنس  رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال  لمعاذ بن جبل :  «ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل أحد دينا لأداه الله عنك ؟ قل يا  معاذ :  اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء ، وتعز من تشاء ، وتذل من تشاء ، بيدك الخير ، إنك على كل شيء قدير ، رحمان الدنيا والآخرة ، تعطيهما من تشاء ، وتمنعهما من تشاء ، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك»  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					