الباب الرابع في بعض آيات وقعت  لسعد بن أبي وقاص   رضي الله تعالى عنه 
روى  أبو نعيم  عن  أبي عثمان النهدي ،  وعن أبي بكر بن حفص بن عمر ،  وعن عمير الصائدي  رضي الله عنه أن سعدا لما نزل نهر شير ، وهي المدينة الدنيا ، طلب السفن ليعبر بالناس إلى المدينة القصوى ، فلم يقدر على شيء ، ووجدهم قد ضموا السفن فأقاموا بنهر شير أياما من صفر ، وفجأهم المد ، فرأى رؤيا أن خيول المسلمين اقتحمتها فغيرت ، وقد أقبلت من المد بأمر عظيم ، فعزم لتأويل رؤياه على العبور ، فجمع الناس ، وقال : إن عدوكم قد اعتصم منكم بهذا البحر فلا تخلصون إليهم ، وهم يخلصون إليكم إذا شاءوا فيناوشونكم في سفنهم ، وليس وراءكم شيء تخافون أن تؤتوا منه . 
وإني قد عزمت على قطع هذا البحر عليهم ، فأجابوه فأذن للناس في الاقتحام ، وقال : 
قولوا : نستعين بالله ، ونتوكل عليه ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ثم اقتحموا دجلة وركبوا اللجة ، وإن دجلة لترمي بالزبد وإنها لمسودة ، وإن الناس ليتحدثون في عومهم ، وقد اقترنوا كما كانوا يتحدثون في مسيرهم على الأرض ، فخرجت بهم خيلهم تنفض أعرافها لها صهل ، وما ذهب لهم في الماء شيء إلا قدح كانت علاقته رثة ، فذهب به الماء ، وإذا به قد ضربته الرياح والموج حتى وقع على الشاطئ ، فأخذه صاحبه ، ولم يغرق منهم أحد ، ففجئوا أهل فارس بأمر لم يكن في حسابهم ، وأعجلوهم على حمل أموالهم .  [ ص: 241 ] 
فدخلها المسلمون في صفر سنة ست عشرة واستولوا على كل ما بقي في بيوت كسرى  من الثلاثة آلاف ألف ألف شيرويه  وما جمع من بعده . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					