الخامسة والتسعون بعد المائة : وبأن منهم من يصلي إماما بعيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام .
روى أبو يعلى ، عن -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : جابر . رواه مسلم بنحوه ، وفيه : "لا تزال أمتي ظاهرين على الحق حتى ينزل عيسى ابن مريم ، فيقول إمامهم : تقدم ، فيقول : أنت أحق بعضكم أمراء على بعض ، أكرم الله هذه الأمة" . "فيقول أميرهم : تعال صل لنا ، فيقول : لا ، إن بعضكم على بعض أمراء"
وروى عن البخاري ، -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : أبي هريرة . "كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم ، وإمامكم منكم"
السادسة والتسعون بعد المائة : وبأن منهم من يجري مجرى الملائكة في الاستغناء عن الطعام بالتسبيح .
روى بسند صحيح ، عن الإمام أحمد -رضي الله عنها- عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر جهدا يكون بين يدي الدجال ، قالوا : أي المال خير يومئذ ؟ قال : غلام شديد يسقي أهله الماء وأما الطعام فليس" ، قالوا : فما طعام المؤمنين يومئذ ؟ قال : "التسبيح والتكبير والتهليل" .
ورواه من حديث -رضي الله عنها- نحوه وفيه : أسماء بنت يزيد . [ ص: 376 ] "يجزيهم ما يجزئ أهل السماء من التسبيح والتقديس"
روى الطبراني نحوه ، عن وفيه : أسماء بنت عميس إن الله تعالى يعصم المؤمنين يومئذ بما عصم به الملائكة من التسبيح .
السابعة والتسعون بعد المائة : وبأنهم يقاتلون الدجال .
الثامنة والتسعون بعد المائة : وبأن علماءهم كأنبياء بني إسرائيل .
قلت : أي كلما ذهب عالم أتى بعده غيره ، وهو بهذا اللفظ لم يرد كما نبه عليه الحافظ في فتاويه .
التاسعة والتسعون بعد المائة : وبأن الملائكة تسمع في السماء أذانهم وتلبيتهم .
المائتين : وبأنهم الحمادون لله على كل حال .
الواحد بعد المائتين : وبأنهم يكبرون الله على كل شرف .
الثانية بعد المائتين : وبأنهم يسبحون الله عند كل هبوط .
الثالثة بعد المائتين : وبأنهم يقولون عند إرادة الأمر أو فعله : إن شاء الله .
الرابعة بعد المائتين : وبأنهم إذا غضبوا هللوا .
الخامسة بعد المائتين : وبأنهم إذا تنازعوا سبحوا .
السادسة بعد المائتين : وبأن ليس أحد منهم إلا مرحوما .
السابعة بعد المائتين : وبأنهم يلبسون أنواع ثياب أهل الجنة .
الثامنة بعد المائتين : وبأنهم يراعون الشمس للصلاة .
التاسعة بعد المائتين : إذا رأوا أمرا استخاروا الله تعالى فيه ثم مضوا فيه .
العاشر بعد المائتين : وبأنهم إذا استووا على ظهور دوابهم حمدوا الله .
الحادية عشر بعد المائتين : وبأن مصاحفهم في صدورهم .
الثانية عشر بعد المائتين : وبأن سابقهم سابق ويدخل الجنة بغير حساب .
الثالثة عشر بعد المائتين : وبأن مقتصرهم ناج ، ويحاسب حسابا يسيرا .
الرابعة عشر بعد المائتين : وبأنه ظالمهم مغفور له .
روى عن ابن أبي حاتم ، -رضي الله عنهما- في قوله تعالى : ابن عباس ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا [فاطر 32] قال : هم أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- ورثهم الله تعالى كل كتاب أنزله ، فظالمهم مغفور له ، ومقتصرهم يحاسب حسابا يسيرا ، وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب . [ ص: 377 ]
وروى عن سعيد بن منصور ، -رضي الله عنه- أنه كان إذا قرأ هذه الآية قال : ألا إن سابقنا سابق ، ومقتصدنا ناج ، وظالمنا مغفور له ، أي الظالم لنفسه كما بين ذلك القرآن ، وأخرجه عمر بن الخطاب ابن لال ، عن مرفوعا . عمر
الخامسة عشر بعد المائتين : وبأنهم أمة وسط .
السادسة عشر بعد المائتين : وعدول بتزكية الله تعالى .
قال تبارك وتعالى : وكذلك جعلناكم أمة وسطا [البقرة 143] .
السابعة عشر بعد المائتين : وبأن الملائكة تحضرهم إذا قاتلوا .
الثامنة عشر بعد المائتين : وبأنهم افترض عليهم ما افترض على الأنبياء والرسل ، وهو الوضوء والغسل من الجنابة والحج والجهاد .
التاسعة عشر بعد المائتين : وبأنهم أعطوا من النوافل ما أعطي الأنبياء .
العشرون بعد المائتين : وبأن الله تعالى قال في حقهم : وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون [الأعراف 181] وقال في حق غيرهم : ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون [الأعراف 159] .
الحادية والعشرون بعد المائتين : وبأنهم نودوا في القرآن بـ يا أيها الذين آمنوا [المائدة 1] ، نوديت الأمم في كتبها "يا أيها المساكين" وشتان ما بين الخطابين .
روى عن ابن أبي حاتم خيثمة : ما تقرءون في القرآن يا أيها الذين آمنوا [المائدة 1] ، فإنه في التوراة "يا أيها المساكين" .
الثانية والعشرون بعد المائتين : وبأنه الله تعالى خاطبهم بقوله : فاذكروني أذكركم [البقرة 152] فأمرهم أن يذكروه بغير واسطة ، وخاطب بني إسرائيل بقوله : اذكروا نعمتي [البقرة 40] فإنهم لم يعرفوا الله إلا بالآية ، فأمرهم أن يقصدوا النعم ليصلوا بها إلى ذكر الله المنعم ، نقله الشيخ كمال الدين الدميري شرح المنهاج عن بعض العلماء وهو نفيس .
الثالثة والعشرون بعد المائتين : وبأنه ما كان مجتمعا في النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأخلاق والمعجزات صار متفرقا في أمته ، بدليل أنه كان معصوما ، وأمته إجماعها معصوم .
قال بعضهم : وهذا لما أودع أسراره في أمته ، وخير بين الحياة والممات ، فاختار الموت ، ولم يحصل لموسى ذلك ، وجاء ملك الموت فلطمه ، قاله الزركشي في الخادم .
الرابعة والعشرون بعد المائتين : وبأنهم أكثر الأمم أيامى ومملوكين . [ ص: 378 ]
الخامسة والعشرون بعد المائتين : وبأنهم رحل فيهم من أفاق الناس رواه عن ابن أبي حاتم عكرمة .
السادسة والعشرون بعد المائتين : وبأنه الله أنزل في حقهم والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ، والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه [التوبة 100]
قال -صلى الله عليه وسلم- : "هذا لأمتي ، وليس بعد الرضى سخط" .
السابعة والعشرون بعد المائتين : وبأنهم سموا أهل القبلة ولم يسم بذلك أحد قبلهم .
نقله الجزولي في شرح الرسالة . قلت : وتقدم اختصاصهم بالقبلة .
الثامنة والعشرون بعد المائتين : وبأنه الله تعالى لا يجمع عليها سيفين منها وسيفا من عدوها .
روى أبو داود عن وأحمد قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : عوف بن مالك . "لن يجمع الله -عز وجل- على هذه الأمة سيفين سيفا منها وسيفا من عدوها"
التاسعة والعشرون بعد المائتين : وبأنه لا يحل في هذه الأمة التجريد .
الثلاثون بعد المائتين : الأمد .
الواحدة والثلاثون بعد المائتين : ولا الغل
الثانية والثلاثون بعد المائتين : ولا الحسد ولا الحقد .
روي عن -رضي الله عنه- والمراد بالتجريد هنا أن لا يتجرد من ثيابه ، والأمد عند إقامة الحد ، بل يضرب قاعدا وعليه ثوبه . ابن مسعود
الثالثة والثلاثون بعد المائتين : وبأنه تجوز شهادتهم على من سواهم ولا عكس .
الرابعة والثلاثون بعد المائتين : وبأن فإن بدء الشرائع كان على التخفيف ، ولا يعرف في شرع نوح وصالح وإبراهيم تثقيل ، ثم جاء شرعتهم في غاية الاعتدال ، موسى بالتشديد والإثقال ، وجاء عيسى بأثقل من ذلك ، وجاءت شريعة نبينا -صلى الله عليه وسلم- تنسخ تشديد أهل الكتاب ولا يطلق تسهيل من كان قبلهم وقاله أبو الفرج بن الجوزي .
الخامسة والثلاثون بعد المائتين : وبأن من أصحابه -صلى الله عليه وسلم- من اهتز له العرش عند موته فرحا بلقائه .
السادسة والثلاثون بعد المائتين : وممن حضر جنازته سبعون ألفا من الملائكة لم يطئوا الأرض قبل موته .
روى والشيخان الإمام أحمد عن جابر ، والنسائي عن وأبو نعيم [ ص: 379 ] سعد بن أبي وقاص .
عن والبيهقي ابن عمر ومعاذ بن رفاعة الزرقي والحسن وسلمة بن أسلم بن حريس ، عن وأبو نعيم الأشعث بن قيس بن سعد عن سعيد بن أبي وقاص وابن سعد عن رضي الله تعالى عنهم- محمود بن لبيد- أن جبريل جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في جوف الليل معتجرا بعمامة من إستبرق ، فقال : من هذا العبد الصالح الذي مات ؟ فتحت له أبواب السماء ، واهتز له العرش ، وتبع جنازته سبعون ألف ملك ، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسرعا حتى إنه ليقطع شسع نعلهم ، فما يرجع ويسقط رداؤه فما يلوي عليه أحد على أحد حتى دخل على وما في البيت غير سعد بن معاذ ، سعد ، فوجده قد قبض ، قال سلمة بن أسلم وأومأ إلى أن وقف فوقفت ورددت من ورائه وجلس ساعة ، وقال الأشعث بن قيس قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركبته ، فلما خرج قال له سلمة يا رسول الله ، ما رأيت في البيت أحدا وقد رأيتك تتخطى ، فقال : ما قدرت على مجلس حتى قيض لي ملك من الملائكة أحد جناحيه ، ودخل ملك فلم يجد مجلسا ، فارتفعت له .
وروى ابن سعد عن قال : كنت أنا ممن حفر أبي سعيد لسعد قبره بالبقيع فكان يفوح علينا من المسك ، كلما حفرنا قترة من تراب حتى انتهينا إلى اللحد .
وروى ابن سعد عن إبراهيم عن محمد بن المنكدر عن محمد بن شرحبيل بن حسنة قال : قبض إنسان يومئذ من تراب قبر سعد قبضة فذهب بها ، ثم نظر إليها بعد ذلك فإذا هي مسك ، وسبقت قبضة في غزوة تبوك . [ ص: 380 ] معاوية