الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الرابع عشر : في الكلام على قوله تعالى : فأوحى إلى عبده ما أوحى [سورة النجم : 10] .

                                                                                                                                                                                                                              ابن عادل متابعا الإمام الرازي : «في فاعل أوحى وجهان : الأول : أن الله تعالى أوحى ، وعلى هذا ففي «عبده» وجهان : أحدهما : أنه جبريل ، أي أوحى الله تعالى إلى جبريل ، وعلى هذا ففي فاعل أوحى الأخير وجهان : أحدهما : أنه الله تبارك وتعالى أيضا . والمعنى حينئذ :

                                                                                                                                                                                                                              فأوحى الله تعالى إلى جبريل الذي أوحاه الله تعالى أيهما أكثر تفخيما وتعظيما للموحي ، ثانيهما : فاعل أوحى الثاني جبريل ، أي أوحى الله تبارك وتعالى إلى جبريل ما أوحى جبريل ، وعلى هذا فالمراد من الذي أوحى إليه جبريل يحتمل وجهين : أولهما : أن يكون مبينا ، وهو الذي أوحى جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، ثانيهما : أن يكون عاما . أي أوحى الله تعالى إلى جبريل ما أوحى إلى كل رسول . وفيه بيان أن جبريل أمين لم يخن في شيء مما أوحي إليه ، وهذا كقوله تعالى نزل به الروح الأمين [الشعراء : 193] وقوله مطاع ثم أمين [التكوير : 21] .

                                                                                                                                                                                                                              الوجه الثاني : في «عبده» ، على قولنا هو الله تعالى ، إنه محمد صلى الله عليه وسلم ، أي أوحى الله تعالى إلى محمد ما أوحى إلى كل رسول به أبهمه للتفخيم والتعظيم .

                                                                                                                                                                                                                              الوجه الثاني في فاعل أوحى الأول : هو أنه جبريل أوحى إلى عبده أي إلى عبد الله يعني محمدا صلى الله عليه وسلم ، ما أوحى إليه ربه عز وجل ، قاله ابن عباس في رواية عطاء ، والكلبي ، والحسن ، والربيع ، وابن زيد . وعلى هذا ففي فاعل أوحى الثاني وجهان : أحدهما : أنه جبريل أي أوحى جبريل إلى عبد الله ما أوحى جبريل للتفخيم ، وثانيهما : أن يكون هو الله تعالى أي أوحى جبريل إلى محمد ما أوحى الله تعالى إليه .

                                                                                                                                                                                                                              وفي ما أوحى

                                                                                                                                                                                                                              وجوه : الأول : فضل الصلاة ، الثاني : أن أحدا من الأنبياء لا يدخل الجنة قبلك ولا قبل أمتك . الثالث : أن «ما» للعموم ، والمراد كل ما جاء به جبريل » .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية