الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              التنبيه الحادي والأربعون :

                                                                                                                                                                                                                              فإن قيل : هذه الأحوال التي ذكرها عن أكلة الربا ، إن كانت عبارة عن حالهم في الآخرة ، فآل فرعون قد أدخلوا أشد العذاب وإنما يعرضون على النار غدوا وعشيا في البرزخ ، وإن كانت الحال التي رآهم عليها فأي بطون لهم وقد صاروا عظاما ورفاتا ومزقوا كل ممزق؟ فالجواب أنه إنما رآهم في البرزخ ، وهذه الحال هي حال أرواحهم بعد الموت . وفيها تصحيح لمن قال : الأرواح أجساد لطيفة قابلة للنعيم والعذاب ، فخلق الله تعالى في تلك الأرواح من الآلام ما يجده من انتفخ بطنه حتى وطئ بالأقدام ولا يستطيع معه قياما . وليس في هذا دليل على أنهم أشد عذابا من آل فرعون ، ولكن فيه دليل على أنه يطؤهم آل فرعون وغيرهم من الكفار الذين لم يأكلوا الربا ، ما داموا في البرزخ إلى أن يقوموا يوم القيامة كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ، ثم ينادي منادي الله تعالى أدخلوا آل فرعون أشد العذاب [غافر : 46] . وكذلك ما رأى من النساء المعلقات [ ص: 124 ]

                                                                                                                                                                                                                              بثديهن يجوز أن يكون رأى أرواحهن وقد خلق من الآلام ما يجده من هذه حاله ، ويحتمل أيضا أن يكون مثلت له حالهن في الآخرة .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية