تنبيه : ذكر أبو الخطاب بن دحية  إن الإسراء كان في الليلة التي بين الأحد والاثنين  على القول بأن الليلة تتبع اليوم الذي قبلها . ثم قال : «ويدل على أن الليلة تتبع اليوم الذي قبلها أن ليلة عرفة هي التي قبلها بإجماع ، وكان بعضهم يقول : ليلة السبت في ظن الناس هي ليلة الجمعة» . انتهى . والذي ذكره النحاة في باب التأريخ أن ليلة كل يوم هي التي قبله ، لأن أول الشهر ليلة ، وآخره يوم . وبذلك صرح أئمتنا الشافعية في غير موضع من كتبهم . وليلة عرفة وإن تأخرت عن يومها شرعا فذلك في الحكم ، وهو مشروعية الوقوف في هذا الوقت المخصوص ، ولا يعترض على ما سبق بقوله تعالى : ولا الليل سابق النهار  لأن المفسرين ذكروا فيه معنى غير هذا ، فقال  مجاهد :  «في قضاء الله تعالى وعلمه لا يفوت الليل النهار حتى يدركه فيذهب بظلمته ، وفي قضاء الله وعلمه لا يفوت النهار الليل حتى يدركه فيذهب بضوئه» . رواه  ابن المنذر .  
وقال الضحاك   : «لا يذهب الليل من ههنا حتى النهار من ههنا» . رواه  ابن أبي حاتم   . 
وقال  البغوي :  «أي هما يتعاقبان بحساب معلوم لا يجيء أحدهما قبل وقته» . وقيل لا يدخل أحدهما في سلطان الآخر ، فلا تطلع الشمس بالليل ولا يطلع القمر بالنهار وله ضوء . فإذا اجتمعا وأدرك كل واحد منهما صاحبه قامت القيامة ، وقيل : لا يتصل ليل بليل ولا يكون بينهما نهار فاصل . والله أعلم .  [ ص: 67 ] 
				
						
						
