الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              تنبيه : قال في زاد المعاد : «ينبغي أن يعلم الفرق بين أن يقال : كان الإسراء مناما وبين أن يقال : كان بروحه دون جسده ، وبينهما فرق عظيم . وعائشة ومعاوية لم يقولا : كان مناما ، وإنما قالا : الإسراء بروحه ولم يفقد جسده . وفرق بين الأمرين ، فإن ما يراه النائم قد يكون أمثالا مضروبة للمعلوم في الصور المحسوسة ، فيرى كأنه عرج به إلى السماء ، أو ذهب به إلى مكة أو أقطار الأرض ، وروحه لم تصعد ولم تذهب ، وإنما ملك الرؤيا ضرب له المثال ، والذين قالوا : عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم طائفتان : طائفة قالت عرج بروحه وبدنه ، وطائفة قالت عرج بروحه ولم يفقد بدنه . وهؤلاء لم يريدوا أن المعراج كان مناما وإنما أرادوا أن الروح ذاتها أسري وعرج بها حقيقة وباشرت من جنس ما تباشر بعد المفارقة . وكان حالها في ذلك كحالها بعد المفارقة في صعودها إلى السماوات سماء سماء ، حتى ينتهي بها إلى السماء السابعة ، فتقف بين يدي الله تعالى فيأمر فيها بما يشاء ، ثم تنزل إلى الأرض» .

                                                                                                                                                                                                                              «والذي كان برسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء أكمل مما يحصل للروح عند المفارقة .

                                                                                                                                                                                                                              ومعلوم أن هذا أمر فوق ما يراه النائم . لكن لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقام خرق العوائد ، حتى شق بطنه وهو حي لا يتألم بذلك ، عرج بذات روحه المقدسة حقيقة من غير إماتة . ومن سواه : لا ينال بذات روحه الصعود إلى السماوات إلا بعد الموت والمفارقة ، إلى آخر كلامه ، وسيأتي بتمامه في باب حياته صلى الله عليه وسلم في قبره .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية