التنبيه الرابع والستون :
قال ابن أبي جمرة في قول جبريل عليه السلام : «أما الباطنان ففي الجنة ، وأما الظاهران فالنيل والفرات» ، دليل على أن النيل والفرات ليسا من الجنة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن جبريل أخبره أن هذه الأنهار منبعها من سدرة المنتهى ، فيسير الباطنان إلى الجنة ، والنيل والفرات ينزلان إلى الدنيا ، وسدرة المنتهى ليست في الجنة حتى يقال إنهما يخرجان منها بعد نبعهما من الجنة . وهذا معارض لما رواه مسلم عن أبي هريرة من إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «سيحان وجيحان والنيل والفرات كل من أنهار الجنة» .
والجمع بينهم . [ ص: 139 ]
- والله تعالى أعلم- أن النيل والفرات منبعهما من سدرة المنتهى ، وإذا نزلا يسلكان أولا طريقا إلى الجنة فيدخلانها ثم بعد ذلك ينزلان إلى الأرض .


