تنبيهات 
الأول : اقتضى هذا الحديث تكرير الدعاء بتكرير ظهور الثمرة والإتيان بأولها . 
الثاني : تكرير دعائه صلى الله عليه وسلم بتحبيبه المدينة ،   والظاهر أن الإجابة حصلت بالأول ، والتكرير لطلب المزيد . 
الثالث : الوباء عموم الأمراض ، وهو أعم من الطاعون ، ولا يعارض قدومهم المدينة-  وهي وبيئة- نهيه صلى الله عليه وسلم عن القدوم على الطاعون ،  لأن ذلك كان قبل النهي ، أو أن النهي يختص بالطاعون ونحوه من الموت الذريع ، لا المرض ولو عم . 
الرابع : هذه البركة المذكورة في الحديث في أمر الدين والدنيا ، لأنها النماء والزيادة ،  [ ص: 300 ] فالبركة حاصلة لها في نفس الكيل ، بحيث يكفي المد بها من لا يكفيه بغيرها ، وهذا أمر محسوس لمن سكنها .
الخامس : تحويل الوباء عن المدينة  من أعظم المعجزات ،  إذ لا يقدر عليه جميع الأطباء ، قال النووي :  وهذا علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم ، فإن الجحفة  من يومئذ وبيئة ، ولا يشرب أحد من مائها إلا حم ، وقال  الخطابي :  كان أهل الجحفة  إذ ذاك يهودا . 
السادس : في بيان غريب ما سبق : 
"الجدر" : جمع جدار ، ككتاب وكتب ، والجدار : الحائط . 
"الدوحات" : بالدال والحاء المهملتين : جمع دوحة مثل تمرة وتمرات ، والدوحة : الشجرة العظيمة . 
"الدرجات" : جمع درجة وهي هنا الطرق . 
"الأرواح" : جمع ريح بمعنى رائحة ، وهي عرض يدرك بحاسة الشم . 
"أوضع راحلته" : أوضع بالضاد المعجمة والعين المهملة ، أي حثها على السرعة . 
"القرار" : بالقاف : المستقر من الأرض . 
"بطحان" : بضم الموحدة فسكون الطاء المهملة ، وقيل بفتح أوله وكسر ثانيه : واد من أودية المدينة .  روى ابن شبة   والبزار  عن  عائشة  رضي الله عنها مرفوعا أن بطحان على ترعة من ترع الجنة . 
"نجلا" : بفتح النون وسكون الجيم ، أي أن واديها كان نزا . قال : النجل : الماء حين يسيل ، وفسره البخاري ماء آجنا . قال القاضي : "وهو خطأ" ، وقال الحافظ : "وليس كما قال ، فإن  عائشة  قالت ذلك في مقام التعليل لكون المدينة  كانت وبيئة ، ولا شك أن النجل إذا فسر بكونه الماء الحاصل من النز ، فهو بصدد أن يتغير ، وإذا تغير كان استعماله مما يحدث الوباء في العادة" . 
"وعك" : الوعك بفتح الواو وسكون العين المهملة : الحمى .  [ ص: 301 ] 
 "كيف تجدك"  : أي تجد نفسك أو جسدك . "مصبح" : بميم مضمومة وصاد مهملة فموحدة ، وزن محمد ، أي مصاب بالموت صباحا ، وقيل : المراد يقال صبحك الله بالخير ، وقد يفجؤه الموت في بقية النهار وهو مقيم بأهله ، ويروى بالخاء المعجمة ، وهو أيضا مكان بمكة .  
"شراك النعل" : بكسر الشين المعجمة وتخفيف الراء : السير الذي يكون في وجه النعل ، والمعنى أن الموت أقرب إلى الشخص من شراك نعله برجله . 
"بطوقه" : الطوق هنا الطاقة والعدة . 
"الروق" بالراء والقاف : القرن . 
"عقيرته" : أي صوته ، قال  الأصمعي :  إن رجلا عقرت رجله فرفعها على الأخرى وجعل يصيح ، فصار كل من رفع صوته يقال رفع عقيرته وإن لم يرفع رجله ، قال  ثعلب :  وهذا من الأسماء التي استعملت على غير أصلها . 
"بواد" : أي بوادي مكة .  
"الإذخر" : بكسر الهمزة والخاء المعجمة بينهما ذال معجمة : نبت طيب الرائحة . 
"جليل" : بالجيم واللام : والثمام بضم الثاء المثلثة : نبت ضعيف له خوص أو ما يشبهه . 
"مجنة" : بكسر الميم وفتحها : سوق بأسفل مكة . 
"يبدون" : أي يظهرن . 
"شامة" : بالشين المعجمة "وطفيل" بطاء مهملة مفتوحة وفاء مكسورة فمثناة تحتية : 
جبلان . قال  البكري :  جبلان مشرفان على مجنة على بريد من مكة .  
"يهذون" : بالذال المعجمة : يخلطون ويتكلمون بما لا ينبغي . 
"مهيعة" : بفتح الميم وسكون الهاء وفتح المثناة التحتية والعين المهملة . 
"الجحفة" : بجيم مضمومة فحاء مهملة ساكنة ففاء مفتوحة : قرية جامعة لأن السيول اجتحفتها .  [ ص: 302 ] 
"ثائرة الرأس" : بالمثلثة : منتشرة شعر الرأس . 
"ملببة" : بضم الميم وفتح اللام والموحدة الأولى المشددة وتخفيف الثانية ، يقال : 
لببته بالتشديد إذا جمعت ثيابه عند نحره ثم جررته . 
"خم" : بخاء معجمة مضمومة فميم مشددة : غدير على ثلاثة أميال من الجحفة يسرة عن الطريق . 
"جهدوا" : بالضم مبني للمفعول : أي حصل لهم الجهد ، وهو بالفتح : المشقة ، فتجشم المسلمون القيام : أي تكلفوه . 
"التماس الفضل" : أي طلبه . 
"الأكراش" : جمع كرش بكسر الكاف ، يذكر ويؤنث ، وهو لذي الخف والظلف كالمعدة للإنسان .  [ ص: 303 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					