الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

3384 - محمد بن أحمد بن محمد بن علي أبو الحسين [ابن] الآبنوسي الصيرفي .

ولد سنة ست وسبعين وثلاثمائة ، وروى عن الدارقطني وغيره ، وتوفي في هذه السنة ، وصلي عليه في جامع الشرقية ، ودفن في مقبرة باب حرب .

3385 - محمد بن منصور ، أبو نصر الكندري ، وزير طغرلبك .

وكان يلقب عميد الملك ، منسوب إلى "كندر طريثيث" قرية من قراها ، وقد ينسب الكندري إلى قرية يقال لها "كندر" قريبا من قزوين ، ومنها: أبو غانم ، وأبو الحسن ، ابنا عيسى بن الحسن الكندري سمعا أبا عبد الرحمن السلمي ، وكتبا تصانيفه ، ووقفا كتبا كثيرة .

وينسب الكندري إلى بيع "الكندر" منهم: عبد الملك بن سليمان ، أبو حسان سمع حسان بن إبراهيم ، ذكره أبو سعيد بن يونس في "تاريخ مصر" .

وكان الكندري له فضل وله شعر ، وكان طغرلبك قد بعثه ليتزوج له امرأة فتزوجها هو فخصاه طغرلبك ، ثم أقره على خدمته .

فلما مات وتمكن ألب أرسلان بعثه إلى مروالروذ ، فقيل له: إنه لا يؤمن ، فبعث [ ص: 93 ] غلمانا لقتله ، فدخلوا عليه فقال له أحدهم: قم فصل ركعتين وتب إلى الله تعالى .

فقال: أدخل أودع أهلي ثم أخرج . فقالوا: افعل ، فنهض فدخل إلى زوجته ، وارتفع الصياح وعلق الجواري به ، نشرن شعورهن ، وحثون التراب على رؤوسهن ، فدخل الغلام فقال: قم . قال: خذ بيدي فقد منعني هؤلاء [الجواري من] الخروج .

فخرج إلى مسجد هناك ، فصلى فيه ركعتين ، ثم مشى حافيا إلى وراء المسجد ، فجلس وخلع فرجية سمورا عليه فأعطاهم إياها ، وخرق قميصه وسراويله حتى لا يؤخذا ، فجاءوا بشاروفة فقال: لست بعيار ولا لص فأخنق ، والسيف أروح لي . فشدوا عينيه بخرقة خرقها هو من طرف كمه ، وضربوه بالسيف ، وأخذوا رأسه وتركوا جثته ، فأخذتها أخته ، فحملتها إلى كندر بلده ، وكان عمره نيفا وأربعين سنة .

3386 - أبو منصور بن بكران الحاجب .

قد ذكرنا وفاته .

[ ص: 94 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية