الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

3350 - الحسن بن محمد ، أبو عبد الله الولي الفرضي .

كان إماما ثقة ، وقتل في الفتنة ، ودفن يوم الجمعة تاسع ذي الحجة من هذه السنة .

3351 - الحسين بن محمد بن طاهر بن يونس ، أبو عبد الله مولى المهدي .

سمع الدارقطني ، وابن شاهين ، وغيرهما ، وكان صدوقا حسن الاعتقاد ، كثير الدرس للقرآن ، وينزل شارع دار الرقيق .

وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة ، ودفن بمقبرة باب حرب .

[ ص: 39 ]

3352 - داود جغريبك ، أخو السلطان طغرلبك الأكبر .

كان ببلخ بإزاء أولاد محمود بن سبكتكين .

3353 - طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر ، أبو الطيب الطبري الفقيه [الشافعي] .

ولد بآمل سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة ، وسمع بجرجان من أبي أحمد الغطريفي ، وبنيسابور من أبي الحسن الماسرجسي ، وعليه درس الفقه ، وسمع ببغداد من الدارقطني ، والمعافى ، وغيرهما . وولي القضاء بربع الكرخ بعد موت الصيمري ، وكان ثقة دينا ورعا عارفا بأصول الفقه وفروعه ، حسن الخلق ، سليم الصدر .

أخبرنا القزاز ، أخبرنا الخطيب قال: سمعت [أبا الحسن محمد بن] محمد بن عبد الله القاضي يقول: ابتدأ القاضي أبو الطيب الطبري بدرس الفقه ، وتعلم العلم وله أربع عشرة سنة ، فلم يخل به يوما واحدا إلى أن مات .

أخبرنا محمد بن ناصر ، عن المولى بن أحمد قال: سمعت أبا إسحاق الشيرازي يقول: دفع القاضي أبو الطيب الطبري خفا له إلى خفاف ليصلحه ، فكان يمر عليه ليتقاضاه ، وكان الخفاف كلما رأى القاضي أخذ الخف فغمسه في الماء ، وقال: الساعة الساعة ، فلما طال عليه قال: إنما دفعته إليك لتصلحه ولم أدفعه إليك لتعلمه السباحة .

[ ص: 40 ]

توفي الطبري يوم السبت لعشر بقين من ربيع الأول سنة خمسين وأربعمائة ، وصلى عليه أبو الحسين ابن المهتدي بجامع المنصور ، ودفن بمقبرة باب حرب ، وقد بلغ من السن مائة وستين سنة ، وكان صحيح العقل ، ثابت الفهم ، سليم الأعضاء ، يفتي ويقضي إلى حين وفاته .

3354 - عبيد الله [بن أحمد] بن عبد الله ، أبو القاسم الرقي العلوي .

أخبرنا القزاز ، أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: سكن الرقي بغداد في درب أبي خلف من قطيعة الربيع ، وكان أحد العلماء بالنحو والأدب واللغة ، عارفا بالفرائض ، وقسمة المواريث ، وحدث شيئا يسيرا ، وكتبت عنه ، وكان صدوقا . وسألته عن مولده فقال: سنة إحدى وستين وثلاثمائة .

وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة ، ودفن في مقبرة باب حرب .

3355 - عبد الواحد بن الحسين [بن شيطا] .

سمع أبا محمد بن معروف ، وعيسى بن علي [بن عيسى] الوزير وغيرهما ، وكان ثقة [وكان] بصيرا بالعربية عالما بوجوه القراءات ، حافظا لمذاهب القراء .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: سألت ابن شيطا عن مولده فقال: ولدت يوم الاثنين السادس عشر من رجب سنة سبعين وثلاثمائة .

ومات يوم الأربعاء الخامس والعشرين من صفر سنة خمسين وأربعمائة ، ودفن [من يومه] في مقبرة الخيزران .

[ ص: 41 ]

3356 - عبد العزيز بن علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ، أبو الطيب .

سمع ابن المظفر ، وابن حيويه ، وغيرهما وكان ثقة . قال الخطيب: كتبت عنه وكان سماعه صحيحا ، سألته عن مولده فقال: سنة ثمان وستين وثلاثمائة .

وتوفي في صفر هذه السنة ، ودفن في مقبرة باب الدير .

3357 - علي بن محمد بن حبيب ، أبو الحسن الماوردي البصري .

كان من وجوه فقهاء الشافعية ، وله تصانيف كثيرة في أصول الفقه وفروعه ، وله "المقترن" و"النكت" في التفسير و"الأحكام السلطانية" و"قوانين الوزراء" و"الحكم والأمثال" وولي القضاء ببلدان كثيرة ، وكان يقول: بسطت الفقه في أربعة آلاف ورقة ، وقد اختصرته في أربعين . يريد بالمبسوط "الحاوي" وبالمختصر "الإقناع" وكان وقورا متأدبا لا يرى أصحابه ذراعه ، وكان ثقة صالحا .

وتوفي في ربيع الأول من هذه السنة ، ودفن بمقبرة باب حرب ، وبلغ ستا وثمانين سنة .

3358 - علي بن عمر ، أبو الحسن البرمكي ، أخو أبي إسحاق .

سمع من ابن حبابة ، والمعافى . توفي في هذه السنة ، ودفن بمقبرة باب حرب .

3359 - علي بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر ، أبو القاسم ابن المسلمة .

سمع أبا أحمد الفرضي وغيره ، وكان أحد الشهود المعدلين ، ثم استكتبه الخليفة [ ص: 42 ] القائم بأمر الله واستوزره ، ولقبه: رئيس الرؤساء شرف الوزراء جمال الورى ، وكان مضطلعا بعلوم كثيرة مع سداد رأي ووفور عقل .

قال المصنف [رحمه الله]: ونقلت من خط أبي الوفاء بن عقيل أنه قال: ذكر لي بعض أهل العلم المحققين أن رئيس الرؤساء قال للشيخ أبي إسحاق في مسألة القائل لزوجته: إن دخلت أو خرجت إلا بإذني فأنت طالق هل يكفي فيه إذن مرة؟ أليس قوله: إن دخلت الدار فأنت طالق ، لا يقتضي التكرار ولا فيه لفظ من ألفاظ التكرار ، وإنما هو حرف من حروف الشرط ، فإذا كان كذلك فلا وجه لاعتبار تكرر الإذن ولا لتكرار الوقوع بعدم الإذن . فكان الشيخ أبو إسحاق يقول: عولوا على هذا دليلا في المسألة .

أخبرنا أبو منصور القزاز ، أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال: سمعت علي بن الحسن الوزير يقول: ولدت في شعبان سنة سبع وتسعين وثلاثمائة فرأيت في المنام وأنا حدث كأني أعطيت شبه النبقة الكبيرة ، وقد ملأت كفي ، وألقي في روعي أنها من الجنة فعضضت منها عضة ، ونويت بذلك حفظ القرآن ، وعضضت أخرى ونويت درس الفقه ، وعضضت أخرى ونويت درس الفرائض ، وعضضت أخرى ونويت درس النحو ، وعضضت أخرى ونويت درس العروض ، فما من هذه العلوم إلا وقد رزقني الله منه .

قتل الوزير أبو القاسم يوم الاثنين ثامن عشر ذي الحجة من هذه السنة ، قتله البساسيري ، ثم قتل البساسيري وطيف برأسه في بغداد خامس عشر ذي الحجة سنة إحدى وخمسين وأربعمائة .

[ ص: 43 ]

وذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني المؤرخ قال: من عجيب الاتفاق: لما ولي ابن المسلمة وزارته ركب إلى جامع المنصور بعد أن خلع عليه ، فأتى إلى تل فنزل في موكبه وصلى عليه ركعتين ، وقال: هذا موضع مبارك ، وكان قديما بيت عبادة ، وعنده صلب الحسين بن منصور الحلاج . ثم أصابت رئيس الرؤساء عند ذلك رعدة شديدة ، وكان الناس يقولون: إنه حلاجي المذهب . فبقي في الوزارة اثنتي عشرة سنة ، وأشهرا ، وصلب في ذلك المكان بعينه . فعلم الناس أن رعدته كانت لذلك ، وبلغ من العمر اثنتين وخمسين سنة وخمسة أشهر .

3360 - منصور بن الحسين ، أبو الفوارس الأسدي صاحب الجزيرة .

توفي واجتمعت العشيرة على ولده صدقة .

[ ص: 44 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية