الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[بلوغ زيادة دجلة إحدى وعشرين ذراعا]

وفي جمادى الأولى: بلغت زيادة دجلة إحدى وعشرين ذراعا وثلثين [وبلغ [ ص: 114 ] إلى الثريا] وفجرت بثقا فوق دار الغربة ، ودخل الماء إلى مشهد النذور ، ومشهد المالكية ، والسبتي ، وتلوفي وسد .

وفي عشية يوم الأربعاء رابع رجب: ولد للأمير عدة الدين بن أبي القاسم مولود كني: أبا الفضل ، وسمي أحمد ، وجلس الوزير فخر الدولة من غد للهناء به بباب الفردوس ، وابتدأ العوام بتعليق الأسواق ، ونصب القباب ، وتوفي وقت الظهر ، وحمل سرا إلى الترب بالرصافة ، فحط ما علق .

[ورود الخبر بأن الأفشين التركي خرب بلادا كثيرة من بلاد الروم]

وورد من بلاد الروم من أخبر أن [الأمير] الأفشين التركي ومن معه من الغزاة خربوا بلادا كثيرة من بلاد الروم ، وبلغوا إلى عمورية ، واتفق أن ملك الروم قبض على بطريق كبير من بطارقته ، وهرب أخوه عند علمه بذلك ، فصادف الأفشين في طريقه فعرفه ما لحق أخاه من الملك ، ووعده أن يحتال على عمورية فيأخذها له ، وتحالفا على ذلك ، وقصد البطريق ومن معه [من الروم] عمورية ، وبين يديه الصلبان ، وراسل من فيها بأن الملك أنفذني إليكم لأعاونكم وأشد منكم لأجل هؤلاء الغزاة العائثين في أعمالكم ، فخرجوا فتلقوه ومشوا بين يديه ، فحين ملك البطريق ومن معه البلد لحقه الأفشين ، فدخل البلد فنهبه وقتل وسبى ، وأخذ من الأموال شيئا عظيما [وأسرى إلى قريب من بحيرة قسطنطينية فارغا على خير بلاد الروم هناك] وأخذ منه [نحو] ستة آلاف أسير ، وعاد إلى أنطاكية فحصرها ، فتقرر عليها عشرين ألف دينار .

[ ص: 115 ]

أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ ، أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي قال: بيع السمك النييء عندنا بالكوفة -يعني في هذه السنة- في حدود أربعين رطلا بحبة ذهب ، وما رأينا بالكوفة هكذا ولا حدثنا .

التالي السابق


الخدمات العلمية