الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

3507 - أحمد بن محمد بن عمر [بن محمد] بن إسماعيل بن الأخضر ، أبو عبد الله .

سمع أبا علي بن شاذان ، وروى عنه أشياخنا ، وكان يذهب إلى مذهب أهل الظاهر ، وكان أحسن الناس تلاوة [للقرآن] في المحراب ، حسن الطريقة ، حميد السيرة ، مقلا من الدنيا قنوعا ، توفي ليلة الخميس لليلتين بقيتا من شهر ربيع [الآخر] من هذه السنة ، ودفن بمقبرة باب حرب .

3508 - عبد السلام بن أحمد بن محمد بن جعفر ، أبو الفتح الصوفي ، ويعرف: بابن سالبة :

من أهل فارس ، سافر الكثير وجال في البلاد ، وسمع بها الحديث ، وورد بغداد [ ص: 213 ] في سنة خمس وعشرين وأربعمائة فسمع بها من أبي القاسم ابن بشران ، وأبي علي ابن شاذان ، وبمصر من أبي عبد الله ابن نظيف ، و بأصبهان من أبي بكر ابن ريذة ، سمع منه يحيى بن عبد الوهاب بن منده ، وتوفي ببيضاء فارس في جمادى الأولى من هذه السنة .

3509 - محمد [بن محمد] بن علي بن الجوزراني العكبري ، أبو الفضل .

ولد ليلة عرفة سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ، وحدث عن ابن رزقويه .

وتوفي يوم الجمعة للنصف من ربيع الأول .

3510 - محمد بن أحمد بن الحسين الدواني ، أبو طاهر الدباس : من ساكني الخلالين محلة كانت عند نهر القلائين ، سمع أبا القاسم بن بشران ، روى عنه شيخنا إسماعيل السمرقندي ، وعبد الوهاب .

توفي يوم الثلاثاء غرة شعبان ، ودفن بمقبرة باب حرب .

3511 - محمد بن الحسين بن عبد الله بن أحمد بن يوسف بن الشبل ، أبو علي الشاعر :

من أهل شارع دار الرقيق ، سمع الحديث من أحمد بن علي البلدي وغيره ، روى لنا عنه أشياخنا وكان أحد الشعراء المجودين ، فمن جيد شعره:


لا تظهرن لعاذل أو عاذر حاليك في السراء والضراء     فلرحمة المتوجعين مرارة
في القلب مثل شماتة الأعداء

وله:


يفنى البخيل بجمع المال مدته     وللحوادث والأيام ما يدع
[ ص: 214 ] كدودة القز ما تبنيه يهدمها     وغيرها بالذي تبنيه ينتفع

وقد روي من شعره ما يدل على فساد عقيدته وهو:


بربك أيها الفلك المدار     أقصد ذا المسير أم اضطرار
مدارك قل لنا في أي شيء     ففي أفهامنا عنك انبهار
ودنيا كلما وضعت جنينا     عراه من نوائبها طوار
هي العشواء ما خبطت هشيم     هي العجماء ما جرحت جبار
فإن يك آدم أشقى بنيه     بذنب ما له منه اعتذار
فكم من بعد غفران وعفو     يغير ما تلا ليلا نهار
لقد بلغ العدو بنا مناه     وحل بآدم وبنا الصغار
وتهنا ضائعين كقوم موسى     ولا عجل أضل ولا خوار
فيا لك أكلة ما زال فيها     علينا نقمة وعليه عار
نعاقب في الظهور وما ولدنا     ويذبح في حشا الأم الحوار
ونخرج كارهين كما دخلنا     خروج الضب أخرجه الوجار
وكانت أنعما لو أن كونا     نشاور قبله أو نستشار
وما أرض عصته ولا سماء     ففيم يغول أنجمها انكدار

وبعض هذه الأبيات يكفي في بيان قبح العقيدة .

توفي ابن الشبل في محرم هذه السنة ، ودفن بمقبرة باب حرب .

3512 - نصر بن أحمد بن نصر ، أبو الفتح السمنجاني الخطيب :

حدث عن أبي علي ابن شاذان وغيره ، وتوفي يوم الأحد السابع والعشرين من جمادى الآخرة ، ودفن في مقبرة باب الدير . [ ص: 215 ]

3513 - يوسف بن الحسن بن محمد بن الحسن ، أبو القاسم التفكري من أهل زنجان :

ولد سنة خمس وتسعين وثلاثمائة بزنجان ، ورحل إلى أبي نعيم الأصبهاني فقرأ عليه الكثير ، وعلى غيره ، وانتقل إلى بغداد محدثا فقيها ، ولحق أبا الطيب الطبري ، وتفقه على أبي إسحاق ، وكان ورعا زاهدا عاملا بعلمه ، خاشعا بكاء عند الذكر ، مقبلا على العبادة ، روى عنه شيخنا أبو القاسم السمرقندي .

وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة ، ودفن في مقبرة باب حرب . [ ص: 216 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية