الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : وإذا شجه موضحة أخذت مقدم رأسه وأعلى جبهته فصار بها موضحا لرأسه وجبهته ففيه وجهان :

                                                                                                                                            أحدهما : أنهما موضحتان ويلزمه ديتاهما ، لأنهما على عضوين فانفرد كل واحد منهما بحكمه .

                                                                                                                                            والوجه الثاني : أنها موضحة واحدة لاتصال بعضها ببعض فلم ينفصل حكمهما بالمحل ، ولو شجه موضحة أخذت مؤخر رأسه وأعلى قفاه فصار بها موضحا لرأسه وقفاه لزمه دية الموضحة في رأسه وحكومة الموضحة في قفاه وجها واحدا ، لأنهما عضوان ولموضحتهما حكمان ، لأن في موضحة الرأس دية وفي موضحة القفا حكومة فلم يتداخلا مع اختلاف حكمهما ومحلهما ، ولو شجه موضحة في طرفيها ما دون الموضحة تداخلا ولزمه دية الموضحة وإن كان ما دونها مخالفا لحكمها لو انفرد ، لأن الأغلب من حال الموضحة أن يندرج طرفاها حتى يوضح وسطها فألحق الطرفان بالوسط في العضو الواحد وهي متصلة فهي موضحتان يلزمه أرشهما وجها واحدا ، لأن محلهما مختلف وأرشهما مختلف ، لأن في مواضع الجسد حكومة تختلف أرشها باختلاف الشين فلم يتداخل بعضها في بعض مع اختلاف المحل والأرش .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية