الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : إذا ثبت وجوب الدية بذهاب العقل فإنما يستحق في العقل الغريزي الذي يتعلق به التكليف ، وهو العلم بالمدركات الضرورية ، فأما العقل المكتسب الذي هو حسن التقدير وإصابة التدبير ومعرفة حقائق الأمور فلا دية فيه مع بقاء العقل الغريزي ، وفيه حكومة ، لما أحدث من الدهش بعد التيقظ ، والاسترسال بعد التحفظ ، والغفلة بعد الفطنة يعتبر بحكومته ، قدر ما حدث من ضرره ، ولا يبلغ به كمال الدية ، لأنه تابع للعقل الغريزي ، ولا يتبعض العقل الغريزي في ذاته ، لأنه محدود بما لا يتجزأ فلا يصح أن يذهب بعضه ويبقى بعضه ، ولكن قد يتبعض زمانه فيعقل يوما ويجن يوما ، فإن تبعض زمانه بالجناية فكان يوما ويوما لزم الجاني عليه نصف الدية ، وإن كان يعقل في يوم ويجن في يومين لزمه ثلثا ديته .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية