الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (22) قوله: يوادون : هو المفعول الثاني لـ "تجد" ويجوز أن تكون المتعدية لواحد بمعنى صادف ولقي، فيكون "يوادون". حالا أو صفة لـ "قوما". والواو في "ولو كانوا" حالية وتقدم تحريره غير [ ص: 275 ] مرة. وقدم أولا الآباء لأنهم تجب طاعتهم على أبنائهم، ثم ثنى بالأبناء لأنهم أعلق بالقلوب وهم حباتها:


                                                                                                                                                                                                                                      4241 - فإنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض



                                                                                                                                                                                                                                      الأبيات المشهورة في الحماسة، ثلث بالإخوان لأنهم هم الناصرون بمنزلة العضد من الذراع. قال:


                                                                                                                                                                                                                                      4242 - أخاك أخاك إن من لا أخا له     كساع إلى الهيجا بغير سلاح




                                                                                                                                                                                                                                      وإن ابن عم المرء فاعلم جناحه     وهل ينهض البازي بغير جناح؟



                                                                                                                                                                                                                                      ثم ربع بالعشيرة، لأن بها يستغاث، وعليها يعتمد. قال:


                                                                                                                                                                                                                                      4243 - لا يسألون أخاهم حين يندبهم     في النائبات على ما قال برهانا



                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ أبو رجاء "عشيراتهم" بالجمع، كما قرأها أبو بكر في التوبة كذلك. وقرأ العامة "كتب" مبنيا للفاعل وهو الله تعالى، [ ص: 276 ] "الإيمان" نصبا وأبو حيوة وعاصم في رواية المفضل "كتب" مبنيا للمفعول، "الإيمان" رفع به. والضمير في "منه" لله تعالى. وقيل: يعود على الإيمان; لأنه روح يحيا به المؤمنون في الدارين.

                                                                                                                                                                                                                                      [تمت بعونه تعالى سورة المجادلة]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية