الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الثامنة والثلاثون : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- كان لا يتمطى ، لأنه من عمل الشيطان قاله ابن سبع . [ ص: 473 ]

                                                                                                                                                                                                                              التاسعة والثلاثون : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- كان لا يرى له ظل كما في الضوء وقد تقدم بيان ذلك .

                                                                                                                                                                                                                              الأربعون : وبأن الأرض كانت تبتلع ما يخرج منه من الغائط ، فلا يظهر له أثر ويفوح كذلك رائحة طيبة وكذلك الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- .

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن سعد أنبأنا إسماعيل بن أبان الوراق أنبأنا عتبة بن عبد الرحمن القشيري عن محمد بن زاذان عن أم سعد عن عائشة ورجاله ثقات إلا محمد بن زاذان فينظر حاله والدارقطني في "الأفراد" أنبأنا أبو جعفر محمد بن سليمان بن محمد الباهلي النعماني أنبأنا محمد بن حسان الأموي أنبأنا عبيدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة .

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن سعد أنبأنا إسماعيل بن أبان الوراق (نا) عنبسة بن عبد الرحمن القشيري عن محمد بن زاذان عن أم سعد عن عائشة- ورجاله ثقات إلا محمد بن زاذان فينظر حاله ، قال البخاري : يكتب حديثه والدارقطني في "الأفراد" أنبأنا أبو جعفر محمد بن سليمان بن محمد الباهلي النعماني أنبأنا محمد بن حسان الأموي ثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال الحافظ بن دحية في "خصائصه" ثابت وهو أقوى طرق الحديث ، ومحمد بن حسان بغدادي ثقة صالح وعبدة من رجال الشيخين والحاكم في المستدرك أخبرني مخلد بن جعفر حدثنا محمد بن جرير ثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي ثنا إبراهيم بن سعد ثنا المنهال بن عبيد الله عمن ذكره عن ليلى مولاة عائشة- رضي الله تعالى عنها- وأبو نعيم ثنا محمد بن إبراهيم ثنا علي بن أحمد بن سليمان المصري ثنا زكريا بن يحيى البلخي حدثنا شهاب بن معمر العوفي حدثنا عبد الكريم الخزاز حدثنا أبو عبد الله المدني عن ليلى مولاة عائشة والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أخبرنا أبو بلال ومحمد بن عبد العزيز الكلاني أخبرنا كثير بن محمد ثنا أبو الحسن بن الفراء أخبرنا أرطأة بن قيس بن الربيع الأسدي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- والسدي أخبرنا زيد بن إسماعيل الصائغ أخبرنا الحسين بن علوان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت : قلت يا رسول الله إنك تدخل الخلاء فإذا خرجت دخلت أثرك فما أرى شيئا .

                                                                                                                                                                                                                              وفي لفظ قالت : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل الخلاء ثم خرج دخلت بعده فلا أجد رائحة إلا أنني أجد ريح الطيب ، قالت : فذكرت ذلك له ، وفي لفظ قالت : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل المخرج دخلنا بعده فلا نرى أثر غائط ونجد رائحة الموضع رائحة الطيب ، وفي لفظ إذا دخل الخلاء ثم خرج دخلت بعده فلا أجد شيئا إلا أني أجد ريح الطيب قالت فذكرت ذلك له ، وفي لفظ قالت : قلت : يا رسول الله تأتي الخلاء فلا نرى منك شيئا من الأذى ، وفي لفظ قالت : [ ص: 474 ]

                                                                                                                                                                                                                              دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقضاء حاجته فلم أر شيئا ووجدت ريح المسك فقلت : يا رسول الله إني لم أر شيئا

                                                                                                                                                                                                                              فقلت يا رسول الله : إذا دخلت لتتوضأ دخلنا بعدك فلا نجد أثر غائط ونجد رائحة الموضع رائحة الطيب فقال : "أو ما علمت يا عائشة بأن الأرض تبتلع ما يخرج من الأنبياء ولا يرى منه شيء"
                                                                                                                                                                                                                              وفي لفظ "فلأن الأرض أمرت أن تبتلعه منا معاشر الأنبياء . وفي لفظ : نبتت على أجسادنا على أرواح الجنة فما خرج منا من شيء تبلعه الأرض" في لفظ "أما علمت أنا معاشر الأنبياء نبتت أجسادنا على أرواح الجنة فما خرج منا من شيء ابتلعته الأرض يا عائشة" وفي لفظ : "إنا معاشر الأنبياء إذا تورطنا في بقعة أمر الله تعالى الأرض فابتلعته وحول الموضع رائحة الطيب"

                                                                                                                                                                                                                              كذا وقع تورطنا قال أبو الحسن بن الضحاك وأظنه والله تعالى أعلم تغوطنا .

                                                                                                                                                                                                                              روى الخطيب في "رواه مالك" نحوه عن جابر بن عبد الله الأنصاري- رضي الله تعالى عنه- ولفظه حدثنا أبو يعلى محمد بن علي الواسطي أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن علي الجرجاني حدثنا إسحاق بن الصلت أخبرنا مالك بن أنس أخبرنا أبو الزبير المكي حدثنا جابر بن عبد الله الأنصاري قال : رأيت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أشياء لو لم يأت بالقرآن لآمنت به تصحرنا في جبانة تنقطع الطرق دونها فذكر الحديث وفيه فتوضأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبادرته بالماء وقلت لعل الله أن يطلعني على ما خرج من جوفه فآكله فرأيت الأرض بيضاء

                                                                                                                                                                                                                              فقلت يا رسول الله : أما كنت توضأت ؟ قال : "بلى ولكنا معشر الأنبياء أمرت الأرض أن تواري ما يخرج منا من الغائط والبول"
                                                                                                                                                                                                                              وذكر الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              فقال أبو الحسن بن الضحاك : حدثنا أبو القاسم محمد بن العاص حدثنا عبد الله بن فرج الزاهد حدثنا أبو جعفر بن محمد قال : أنبأنا ابن محمد بن يحيى قال : أنبأنا أبو سعيد الفضل بن محمد بن إبراهيم حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد أخبرنا علي بن القاسم بن عبد الله بن سليمان بن محمد بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده قال بلغنا أنه لم يوجد لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجيع من الخلاء قط .

                                                                                                                                                                                                                              ورواه الحكيم الترمذي عن ذكوان وهذه الطرق إذا ضم بعضها إلى بعض أدت إلى قوة الحديث وقد رواه البيهقي من طريق الحسين بن علوان عن هشام بن عروة وقال هذا من موضوعات ابن علوان وقد علمت مما تقدم أن ابن علوان لم ينفرد به بل تابعه عبدة بن سليمان وسئل الحافظ عبد الغني-رحمه الله تعالى- عما كان يخرج منه -صلى الله عليه وسلم- فقال روي ذلك من وجه غريب والظاهر يؤيده فإنه لم يذكر أحد من الصحابة أنه رآه ولا ذكره ، وأما البول فقد شاهد غير واحد ، وشربته أم أيمن-رضي الله عنها- . [ ص: 475 ]

                                                                                                                                                                                                                              الحادية والأربعون : وبأن الإمام لا يكون بعده إلا واحدا ولم يكن الأنبياء قبله كذلك قاله ابن سراقة .

                                                                                                                                                                                                                              الثانية والأربعون : وبأن الله تبارك وتعالى بدأ بالعفو قبل التأنيب والمخاطبة قبل أن يعرف الذنب ، فقال- جل وعلا- : عفا الله عنك لم أذنت لهم [التوبة - 43] أي لأي شيء أذنت لهم لأنك لو لم تأذن لهم عن الخروج معك وعند قعودهم عنك بعد نهيك لهم تبين لك صدقهم من كذبهم ، لأنهم لا يخرجون معك بكل حال .

                                                                                                                                                                                                                              قال الحسين بن منصور الإصطخري : الأنبياء يؤمنون على مقاديرهم واختلاف مقاماتهم فمنهم من نبه ثم أنسيه ولو لم ينه بعد التأنيب لتفطن كما قال لنوح- عليه السلام- إنه ليس من أهلك [هود - 46] .

                                                                                                                                                                                                                              ومنهم من أنسيه ثم نبه ليفطن لقربه منه ، وذلك أنه- سبحانه وتعالى- أمر نبيه محمدا -صلى الله عليه وسلم- في سورة النور أن يأذن لمن شاء منهم بقوله : فأذن لمن شئت منهم [النور - 62] وقال في سورة التوبة مرتين له عن ذلك : عفا الله عنك لم أذنت لهم [التوبة - 43] فلو قال : لم أذنت لهم عفا الله عنك لأذنب وهذا ليس يذنب ولكن بالإضافة إلى الشرف ومقام الترقيات تقدم العفو عنه وقدره ورفع محله بالدعاء له كما يقال الكريم عفا الله عنك بما صنعت وقيل : لم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعرف المنافقين حتى نزلت سورة براءة .

                                                                                                                                                                                                                              الثالثة والأربعون : وبأنه من تكلم في عهده -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب بطلت صلاته .

                                                                                                                                                                                                                              الرابعة والأربعون : وبأنه لا يجوز لأحد الخروج عن مجلسه -صلى الله عليه وسلم- إلا بإذنه قال الله تعالى : إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه [النور - 62] ، الآية .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حبان- رضي الله تعالى عنه- قال كان لا يصح للرجل أن يخرج من المسجد إلا بإذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يوم الجمعة بعد ما يأخذ في الخطبة ، وكان إذا أراد أحدهم الخروج أشار بإصبعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فيأذن لهم من غير أن يتكلم الرجل منهم ، وكان إذا تكلم والنبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب بطلت جمعته .

                                                                                                                                                                                                                              الخامسة والأربعون : وبمبالغته -صلى الله عليه وسلم- في الأدب مع ربه-عز وجل- في حال سروره وغضبه .

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن دحية : ألا ترى إلى قوله تعالى حكاية عن موسى -صلى الله عليه وسلم- في قوله حالة شدة خوفه : إن معي ربي سيهدين [الشعراء - 62] فقدم اسمه على اسم ربه فلذلك أشركت أمته بالعجل وأما النبي فإنه في شدته قال لأبي بكر وهما في الغار : لا تحزن إن الله معنا [التوبة - 40] فقدم اسم ربه على اسمه فعصمت أمته من الشرك ، وأنزلت السكينة في قلوبهم ، السكينة . [ ص: 476 ]

                                                                                                                                                                                                                              فعيلة من سكن يسكن سكونا وهو خلاف الاضطراب والحركة .

                                                                                                                                                                                                                              السادسة والأربعون : بوجوب تقديمه على النفوس فلا يتم الإيمان إلا بمحبته قال الله- سبحانه وتعالى- النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم [الأحزاب - 6] أي أحق وقدمه تعالى في القرآن على الآباء والأبناء والأخوة والأزواج والعشائر والأموال قال تعالى : قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين [التوبة - 24] .

                                                                                                                                                                                                                              وعن عمر- رضي الله تعالى عنه- أنه قال : يا رسول الله ، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا نفسي فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا والذي نفسي بيده لا تكون مؤمنا حتى أكون أحب إليك من نفسك" فقال عمر والله لأنت أحب إلي من نفسي فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : "الآن يا عمر ، أنت مؤمن"

                                                                                                                                                                                                                              وعن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين"

                                                                                                                                                                                                                              ورواه البخاري قال أبو الزناد- رضي الله تعالى عنه- هذا الحديث من جوامع الكلم الذي أوتيه -صلى الله عليه وسلم- ، لأنه قد جمع في هذه الألفاظ اليسيرة معاني كثيرة لأن أقسام المحبة ثلاثة : محبة إجلال وعظمة كمحبة الوالد لولده ومحبة رحمة وشفقة كمحبة الولد ، ومحبة استحسان ومشاركة كمحبة سائر الناس فحصر النبي -صلى الله عليه وسلم- أصناف المحبة في هذا اللفظ اليسير ، ومعنى الحديث والله تعالى أعلم أن من استطعم الإيمان علم أن فضل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفضله أكبر من حق ابنه وأبيه والناس أجمعين لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- استنقذ الله به أمته وهداهم من الضلال والمراد من هذا الحديث بذل النفوس دونه .

                                                                                                                                                                                                                              وقال الكسائي في قوله تعالى : يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين [الأنفال - 64] أي حسبك الله ناصرا وكافيا وحسبك من اتبعك من المؤمنين ببذل أنفسهم دونك .

                                                                                                                                                                                                                              السابعة والأربعون : وبأنه لا يدخل الإيمان في قلب رجل حتى يحب أهل بيته ، روى ابن ماجه والحاكم والطبراني عن العباس- رضي الله تعالى عنه- قال : قلت يا رسول الله : إني رأيت قوما يتحدثون فلما رأوني سكتوا وما ذاك إلا أنهم استحلوا فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو قد فعلوها والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحبكم أتحبون أن تدخلوا الجنة بشفاعتي ولا تبرحوها من عبد المطلب .

                                                                                                                                                                                                                              الثامنة والأربعون : وبأن شانيه أبتر- أي مقطوع البركة والنسل قال الله سبحانه وتعالى : إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر [الكوثر - 1- 3] ونقل ابن [ ص: 477 ]

                                                                                                                                                                                                                              إسحاق
                                                                                                                                                                                                                              وابن عقبة في سبب نزول هذه السورة عن يزيد بن رومان قال : كان العاص بن وائل إذا ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : دعوه فإنما هو رجل أبتر لا عقب له لو هلك استرحتم منه فنزلت .

                                                                                                                                                                                                                              وقيل نزلت في أبي جهل .

                                                                                                                                                                                                                              وقيل غير ذلك فإن قيل إذا كان المستنقص هو الأبتر الذي لا ولد له كيف يستقيم ذلك في العاص بن وائل فإنه ذو ولد وعقب ؟ فكيف يثبت له البتر وانقطاع الولد .

                                                                                                                                                                                                                              فالجواب أن العاص وإن كان ذا ولد فقد انقطعت العصمة بينه وبينهم فليسوا بأتباع له ، لأن الإسلام قد حجزهم عنه فلا يرثهم ولا يرثونه فهم أتباع سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .

                                                                                                                                                                                                                              قال السهيلي قوله-عز وجل- : إن شانئك هو الأبتر [الكوثر - 3] ولم يقل شانئك الأبتر ليضمن اختصاصه بهذا الوصف كما هو في مثل هذا الموضع يعطي الاختصاص مثل قول القائل : إن زيدا فاسق فلا يكون مخصوصا بهذا الوصف دون غيره فإذا قلت : إن زيدا هو الفاسق لا الذي زعمت فدل أن الحصر من يزعم غير ذلك وهكذا قال الجرجاني وغيره في تفسيرها هو أن يعطي الاختصاص وكذلك قالوا في قوله تعالى : وأنه هو أغنى وأقنى [النجم - 48] . ولما كان العباد يتوهمون أن غير الله قد يغني قال هو أغنى وأقنى لا غيره .

                                                                                                                                                                                                                              التاسعة والأربعون : "وبأنه لا يدخل النار من تزوجت إليه أو تزوج إليها" فحرمه الله على النار وسلم كما رواه ابن عساكر من طريق الحارث عن علي مرفوعا والحاكم نحوه عن ابن أبي أوفى والحارث نحوه عن ابن عمر .

                                                                                                                                                                                                                              الخمسون : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- منزه عن فعل المكروه قال القاضي تاج الدين بن السبكي في "جمع الجوامع" : وفعله غير محرم للعصمة وغير مكروه للنزاهة وما فعله مما هو مكروه في حقنا فإنما فعله بيان الجواز ، فهو في حقه واجب للتبليغ ، أو فضيلة ويثاب عليه ثوابا واجبا أو فاضلا . والله تعالى أعلم .

                                                                                                                                                                                                                              الحادية والخمسون : وبأن رؤياه وحي .

                                                                                                                                                                                                                              الثانية والخمسون : وبأن ما رآه فهو حق وكذلك الأنبياء -صلى الله عليه وسلم- انتهى .

                                                                                                                                                                                                                              روى الطبراني عن معاذ بن جبل- رضي الله تعالى عنه- قال "ما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نومه ويقظته فهو حق" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الحاكم عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- في قوله تعالى : إني رأيت أحد عشر كوكبا [يوسف 4] قال رؤيا الأنبياء وحي . [ ص: 478 ]

                                                                                                                                                                                                                              الثالثة والخمسون : وبفضيلة الصلاة . قلت لم أفهم ما المراد بذلك إن كان صلاة الله عليه فقد تقدم في آخر الفصل الأول من الباب الأول وإن كان صلاته على غيره وهو الظاهر فقد تقدم في الفصل الثالث من هذا الباب .

                                                                                                                                                                                                                              الرابعة والخمسون : قيل وبأن ما له باق على ملكه لينفق منه على أهله وصححه إمام الحرمين .

                                                                                                                                                                                                                              الخامسة والخمسون : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- إذا غزا بنفسه يجب على كل أحد الخروج معه لقوله تعالى : ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله [التوبة - 120] ولم يبق هذا الحكم مع غيره من الخلفاء- رضي الله تعالى عنهم- قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                              السادسة والخمسون : قيل وبأن الجهاد كان في عهده -صلى الله عليه وسلم- فرض عين وهو بعده من فروض الكفايات .

                                                                                                                                                                                                                              السابعة والخمسون : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- أبو الرجال والنساء نقله في "زوائد الروضة" عن البغوي .

                                                                                                                                                                                                                              وقال الواحدي : قال بعض الأصحاب : لا يجوز أن يقال أبو المؤمنين أي في الحرمة لقوله تعالى : ما كان محمد أبا أحد من رجالكم [الأحزاب - 40] قال ونص الشافعي -رحمه الله تعالى- على أنه أبو المؤمنين أي في الحرمة ، ومعنى الآية ليس أحد من رجالكم ولده من الصلب .

                                                                                                                                                                                                                              الثامنة والخمسون : وبإباحة الجلوس لآله وأزواجه في المسجد مع الجنابة والحيض وقد تقدم بيان ذلك في المسألة الأولى من الفصل الثالث انتهى .

                                                                                                                                                                                                                              التاسعة والخمسون : وبوجوب الاستماع والإنصات لقرآنه إذا قرأ في الصلاة الجهرية .

                                                                                                                                                                                                                              الستون : وعند نزول الوحي .

                                                                                                                                                                                                                              الحادية والستون : قيل وبأن الأمر بالتفسح في المجلس خاص بمجلسه -صلى الله عليه وسلم- قاله مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                              الثانية والستون : وبأن من ضحك في الصلاة خلفه أعاد الوضوء وليس على من ضحك في الصلاة خلف إمام غيره إعاد وضوءه قاله جابر بن عبد الله - رضي الله تعالى عنه- .

                                                                                                                                                                                                                              الثالثة والستون : وبأن من كذب عليه لم تقبل روايته أبدا وإن تاب .

                                                                                                                                                                                                                              الرابعة والستون : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- والأنبياء معصومون من كل ذنب ولو صغيرا أو سهوا . [ ص: 479 ]

                                                                                                                                                                                                                              الخامسة والستون : وبأن من تمنى موته وكذا الأنبياء كفر ، قاله المحاملي في الأوسط ورتب عليه تحريم إرثهم لئلا يتمناه ورثته فيكفروا وقال غيره ، ولذا لم يشب شعره ، لأن النساء يكرهن الشيب ولو وقع ذلك في أنفسهم كفرن فعصم من ذلك رفقا بهن ، قلت وقد تقدم الكلام على شيبته في الكتاب .

                                                                                                                                                                                                                              السادسة والستون : وقيل بأن من قذف أزواجه -صلى الله عليه وسلم- فلا توبة له البتة كما قال ابن عباس- رضي الله تعالى عنه- .

                                                                                                                                                                                                                              السابعة والستون : وبأن قاذفهن يقتل كما نقله القاضي .

                                                                                                                                                                                                                              وقيل : يختص القتل بمن سب عائشة (رضي الله عنها ) فيحد في غيرها حدين .

                                                                                                                                                                                                                              الثامنة والستون : وبأن من قذف أم أحد من الصحابة يحد حدين .

                                                                                                                                                                                                                              التاسعة والستون : وبأن من قذف آمنة قتل مسلما كان أو كافرا قاله الشيخ موفق الدين بن قدامة الحنبلي في "المقنع" .

                                                                                                                                                                                                                              السبعون : وبأنه لم تبغ امرأة نبي قط .

                                                                                                                                                                                                                              الحادية والسبعون : وقيل باختصاص صلاة الخوف بعهده ، لأن إمامته لا عوض لها بخلاف غيره قاله أبو يوسف ، والمزني .

                                                                                                                                                                                                                              الثانية والسبعون : وبأنه يحرم النقش على نقش خاتمه فليس لأحد أن ينقش على نقش خاتمه محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .

                                                                                                                                                                                                                              الثالثة والسبعون : وبأنه لا يقول في المرض والغضب إلا حقا .

                                                                                                                                                                                                                              الرابعة والسبعون : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- لا يجوز عليه العمى وكذا الأنبياء فيما ذكره السبكي .

                                                                                                                                                                                                                              الخامسة والسبعون : وبأنهم منزهون عن النقائص في الخلق والخلق سالمون من العاهات ، والمعايب ، ولا التفات إلى ما يقع في بعض التواريخ من إضافة العاهات إلى بعضهم بل منزهون من كل عيب وكل ما ينقص العيون أو ينفر القلوب قاله القاضي .

                                                                                                                                                                                                                              السادسة والسبعون : وبأنه يخص من شاء بما شاء كجعله شهادة خزيمة بشهادتين .

                                                                                                                                                                                                                              السابعة والسبعون : قيل : وبأنه كان يقال له بأبي أنت وأمي ولا يقال ذلك لغيره فيما ذكره بعضهم .

                                                                                                                                                                                                                              الثامنة والسبعون : وبأنه كان يرى بالليل وفي الظلمة كما يرى بالنهار وفي الضوء . [ ص: 480 ]

                                                                                                                                                                                                                              التاسعة والسبعون : وبأن ريقه -صلى الله عليه وسلم- يعذب الماء المالح .

                                                                                                                                                                                                                              الثمانون : وبأنه يجزي الرضيع .

                                                                                                                                                                                                                              الحادية والثمانون : وبأنه يبلغ صوته وسمعه ما لا يسمعه غيره -صلى الله عليه وسلم- .

                                                                                                                                                                                                                              الثانية والثمانون : وبأن رائحة عرقه -صلى الله عليه وسلم- أطيب من المسك .

                                                                                                                                                                                                                              الثالثة والثمانون : وبأنه كان إذا مشى مع الطويل طال .

                                                                                                                                                                                                                              الرابعة والثمانون : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- يكون كتفه أعلى من جميع الجالسين .

                                                                                                                                                                                                                              الخامسة والثمانون : وبأن ظله -صلى الله عليه وسلم- لم يقع على الأرض .

                                                                                                                                                                                                                              السادسة والثمانون : ولا يرى له ظل في شمس ولا قمر قال ابن سبع ، لأنه -صلى الله عليه وسلم- كان نورا ، تقدم بيان ذلك في أبواب صفاته وبعضها في أبواب المعجزات .

                                                                                                                                                                                                                              السابعة والثمانون : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- إذا ركب دابته لا تبول ولا تروث وهو راكبها نقل ذلك عن ابن إسحاق ، وبنى عليه بعض المتأخرين طوافه -صلى الله عليه وسلم- على بعيره فجعله من خصائصه ولم يجز ذلك لغيره .

                                                                                                                                                                                                                              الثامنة والثمانون : وبأن وجهه كان كالشمس تجري فيه .

                                                                                                                                                                                                                              التاسعة والثمانون : وبأنه لم يكن لقدمه -صلى الله عليه وسلم- أخمص .

                                                                                                                                                                                                                              التسعون : قيل وبأن خنصر رجليه كانت متظافرة .

                                                                                                                                                                                                                              الحادية والتسعون : وبأن الأرض تطوى له إذا مشى -صلى الله عليه وسلم- وتقدم بيان ذلك في أبواب صفاته .

                                                                                                                                                                                                                              الثانية والتسعون : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- لم يقع في نسبه من لدن آدم سفاح قط .

                                                                                                                                                                                                                              الثالثة والتسعون : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- تقلب في الساجدين حتى خرج نبيا .

                                                                                                                                                                                                                              الرابعة والتسعون : وبأنه نكثت الأصنام لمولده -صلى الله عليه وسلم- .

                                                                                                                                                                                                                              الخامسة والتسعون : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- ولد مختونا ومقطوع السرة .

                                                                                                                                                                                                                              أخرج الطبراني في (الأوسط ) ، وأبو نعيم والخطيب وابن عساكر من طرق ، عن أنس ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : "من كرامتي على ربي أني ولدت مختونا ولم ير أحد سوأتي" .

                                                                                                                                                                                                                              وصححه الضياء في (المختارة ) ، وقال ابن سعد ، عن يونس بن عطاء المكي ، حدثني الحكم بن أبان العدني ، حدثنا عكرمة ، عن ابن عباس ، عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال : "ولد النبي -صلى الله عليه وسلم- مختونا مسرورا وأعجب ذلك عبد المطلب وحظي عنده" . وقال : "ليكونن [ ص: 481 ]

                                                                                                                                                                                                                              لابني هذا شأن ، فكان له شأن"
                                                                                                                                                                                                                              . أخرجه البيهقي وأبو نعيم وابن عساكر .

                                                                                                                                                                                                                              وأخرج ابن عدي وابن عساكر من طريق عطاء ، عن ابن عباس قال : "ولد النبي -صلى الله عليه وسلم- مسرورا مختونا" .

                                                                                                                                                                                                                              وأخرج ابن عساكر عن أبي هريرة "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولد مختونا" .

                                                                                                                                                                                                                              وأخرج ابن عساكر ، عن ابن عمر قال : "ولد النبي -صلى الله عليه وسلم- مسرورا مختونا" .

                                                                                                                                                                                                                              قال الحاكم في (المستدرك ) : تواترت الأحاديث أنه ولد مختونا .

                                                                                                                                                                                                                              وفي (الوشاح ) لابن دريد قال ابن الكلبي "بلغنا عن كعب الأحبار أنه قال : نجد في بعض كتبنا أن آدم خلق مختونا واثني عشر نبيا من بعده من ولده خلقوا مختتنين آخرهم محمد -صلى الله عليه وسلم- ، وشيث ، وإدريس ، ونوح ، وسام ، ولوط ، ويوسف ، وموسى ، وسليمان ، وشعيب ، ويحيى ، وهود ، وصالح- صلى الله عليهم أجمعين-" .

                                                                                                                                                                                                                              السادسة والتسعون : وبأنه ما افترقت فرجة إلا كان في خيرها .

                                                                                                                                                                                                                              السابعة والتسعون : وبأنه كان نظيفا ما به قذر .

                                                                                                                                                                                                                              الثامنة والتسعون : وبأنه وقع على الأرض ساجدا ورافعا يده إلى السماء كالمتضرع المبتهل .

                                                                                                                                                                                                                              التاسعة والتسعون : وبأن أمه رأت عند ولادته نورا خرج منها أضاء له قصور الشام وكذلك أمهات النبيين يرين .

                                                                                                                                                                                                                              المائة : وبأن مهده -صلى الله عليه وسلم- كان يتحرك بتحريك الملائكة .

                                                                                                                                                                                                                              الواحدة بعد المائة : وبأن القمر كان يناغيه وهو في مهده .

                                                                                                                                                                                                                              وأخرجه البيهقي والصابوني في (المائتين ) والخطيب وابن عساكر في تاريخيهما ، عن العباس بن عبد المطلب قال : قلت يا رسول الله دعاني إلى الدخول في دينك أمارة لنبوتك رأيتك في المهد تناغي القمر وتشير إليه بإصبعك فحيث أشرت إليه مال . قال : "إني كنت أحدثه ويحدثني ويلهيني عن البكاء وأسمع وجبته حين يسجد تحت العرش"

                                                                                                                                                                                                                              قال البيهقي تفرد به أحمد بن إبراهيم الجيلي وهو مجهول . وقال الصابوني : هذا حديث غريب الإسناد والمتن في المعجزات حسن .

                                                                                                                                                                                                                              الثانية بعد المائة : وبأنه كان يميل حيث أشار إليه .

                                                                                                                                                                                                                              الثالثة بعد المائة : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- تكلم في المهد .

                                                                                                                                                                                                                              الرابعة بعد المائة : وبأنه لم يلد أبواه غيره . [ ص: 482 ]

                                                                                                                                                                                                                              الخامسة بعد المائة : وبأنه كما قال بعضهم لم ترضعه مرضعة إلا أسلمت .

                                                                                                                                                                                                                              السادسة بعد المائة : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- كانت تظله الغمامة في الحر وتقدم بيان ذلك في أبواب مولده -صلى الله عليه وسلم- .

                                                                                                                                                                                                                              السابعة بعد المائة : وبأنه كان يميل إليه فيء الشجرة إذا سبق إليه كما تقدم بيان ذلك في باب سفره إلى الشام .

                                                                                                                                                                                                                              الثامنة بعد المائة : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- يبيت جائعا ويصبح طاعما يطعمه ربه ويسقيه من الجنة كما تقدم بيانه في الفصل الثالث .

                                                                                                                                                                                                                              التاسعة بعد المائة : وبأنه عصم من الأغلال الموجبة كما ذكره القضاعي في تاريخه .

                                                                                                                                                                                                                              العشرة بعد المائة : وبأنه ردت إليه الروح بعد ما قبض ثم خير بين البقاء في الدنيا والرجوع إلى الله فاختار الرجوع إلى الله وكذلك سائر الأنبياء .

                                                                                                                                                                                                                              الحادية عشر بعد المائة : وبأنه أرسل إليه جبريل ثلاثة أيام في مرضه ليسأله كيف حاله .

                                                                                                                                                                                                                              الثانية عشر بعد المائة : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- لما نزل إليه ملك الموت نزل معه ملك يقال له إسماعيل يسكن الهواء لم يصعد إلى السماء قط ولم يهبط إلى الأرض قط قبل ذلك اليوم .

                                                                                                                                                                                                                              الثالثة عشر بعد المائة : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- سمع صوت ملك الموت باكيا عليه ينادي وا محمداه .

                                                                                                                                                                                                                              الرابعة عشر بعد المائة : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- رأى ربه .

                                                                                                                                                                                                                              الخامسة عشر بعد المائة : رأى الملائكة .

                                                                                                                                                                                                                              السادسة عشر بعد المائة : والناس أفواجا بغير إمام وقالوا : هو إمامكم حيا وميتا .

                                                                                                                                                                                                                              السابعة عشر بعد المائة : وبغير دعاء الجنازة المعروف .

                                                                                                                                                                                                                              الثامنة عشر بعد المائة : وبتكرير الصلاة عليه عند ، مالك وأبي حنيفة- رضي الله تعالى عنهما- قيل : وبأنه لم يصل عليه أصلا إنما كان الناس يدخلون أفواجا إرسالا فيدعون وينصرفون وعلل بأنه بفضله غير محتاج إلى ذلك .

                                                                                                                                                                                                                              التاسعة عشر بعد المائة : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- ترك بلا دفن ثلاثة أيام .

                                                                                                                                                                                                                              العشرون بعد المائة : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- دفن بالليل وذلك في حق غيره مكروه عن الحسن وخلاف الأولى عند سائر العلماء . [ ص: 483 ]

                                                                                                                                                                                                                              الحادي والعشرون بعد المائة : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- دفن في بيته حيث قبض وكذلك الأنبياء والأفضل في حق من عداهم الدفن في المقبرة .

                                                                                                                                                                                                                              الثانية والعشرون بعد المائة : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- فرش له قطيفة في لحده قال وكيع هذا للنبي -صلى الله عليه وسلم- خاصة ، ويكره ذلك لغيره بالاتفاق .

                                                                                                                                                                                                                              الثالثة والعشرون بعد المائة : وبأنه غسل في قميصه ، ويكره ذلك في حق غيره قاله الحنفية والمالكية .

                                                                                                                                                                                                                              الرابع والعشرون بعد المائة : وبأن الأرض أظلمت بموته ويأتي بيان ذلك كله في أبواب وفاته .

                                                                                                                                                                                                                              الخامس والعشرون بعد المائة : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- لا يضغط في قبره وكذلك الأنبياء وفاطمة بنت أسد كما قاله القرطبي في "التذكرة" ولم يسلم من الضغطة لا صالح ولا غيره سواهم .

                                                                                                                                                                                                                              السادس والعشرون بعد المائة : وبأنه تحرم الصلاة على قبره واتخاذه مسجدا .

                                                                                                                                                                                                                              السابع والعشرون بعد المائة : وبأنه يحرم البول عند قبره -صلى الله عليه وسلم- وكذلك الأنبياء ويكره عند قبور غيرهم قاله الأوزاعي .

                                                                                                                                                                                                                              الثانية والعشرون بعد المائة : وبأنه لا يبلى جسده وكذلك الأنبياء لا تأكل لحومهم الأرض ، ولا السباع ، وسيأتي بيان ذلك في أبواب الوفاة .

                                                                                                                                                                                                                              التاسع والعشرون بعد المائة : وبأنه لا خلاف في طهارة ميتهم وفي غيرهم خلاف .

                                                                                                                                                                                                                              الثلاثون بعد المائة : وبأنه لا يجري في أطفالهم الخلاف الذي لبعضهم .

                                                                                                                                                                                                                              الواحدة والثلاثون بعد المائة : وبأنه لا يجوز للمضطر أكل ميتة .

                                                                                                                                                                                                                              الثانية والثلاثون بعد المائة : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- حي في قبره .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث والثلاثون بعد المائة : ويصلي فيه بآذان وإقامة ولهذا قيل لا عن أزواجه ، وسيأتي بيان ذلك .

                                                                                                                                                                                                                              الرابع والثلاثون بعد المائة : وبأن المصيبة بموته -صلى الله عليه وسلم- عامة .

                                                                                                                                                                                                                              الخامس والثلاثون بعد المائة : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- وكل بقبره ملكان يبلغانه صلاة المسلمين عليه لأمته إلى يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                              السادس والثلاثون بعد المائة : وبأن أعمال أمته تعرض -صلى الله عليه وسلم- عليه ويستغفر لهم ، وسيأتي بيان ذلك في أبواب الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- . [ ص: 484 ]

                                                                                                                                                                                                                              السابع والثلاثون بعد المائة : وبأن أول ما يرفع رؤيته في المنام والقرآن والحجر الأسود .

                                                                                                                                                                                                                              الثامن والثلاثون بعد المائة : وبأن قراءة أحاديثه -صلى الله عليه وسلم- عبادة ويثاب عليها كقراءة القرآن في إحدى الروايتين .

                                                                                                                                                                                                                              التاسع والثلاثون بعد المائة : وبأن النار لا تأكل شيئا من سائر وجهه وكذلك الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .

                                                                                                                                                                                                                              الأربعون بعد المائة : وبكراهة عمل ما كتب عليه اسمه وتقدم بيان ذلك في باب أسمائه .

                                                                                                                                                                                                                              الواحد والأربعون بعد المائة : وبأنه يستحب الغسل لقراءة حديثه .

                                                                                                                                                                                                                              الثانية والأربعون بعد المائة : والطيب .

                                                                                                                                                                                                                              الثالثة والأربعون بعد المائة : ولا ترفع عنده الأصوات .

                                                                                                                                                                                                                              الرابعة والأربعون بعد المائة : ويقرأ على مكان عال .

                                                                                                                                                                                                                              الخامسة والأربعون بعد المائة : ويكره لقارئه أن يقوم لأحد كما سيأتي في أبواب توقيره .

                                                                                                                                                                                                                              السادسة والأربعون بعد المائة : وبأن حملته لا تزال وجوههم نضرة

                                                                                                                                                                                                                              لقوله -صلى الله عليه وسلم- : "نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها ، فأداها إلى أهلها كما سمعها" الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              السابعة والأربعون بعد المائة : وبأنهم اختصوا بالحفاظ وأمر المؤمنين من بين سائر العلماء .

                                                                                                                                                                                                                              الثامنة والأربعون بعد المائة : وبجعل كتب حديثه -صلى الله عليه وسلم- على كرسي كالمصاحف .

                                                                                                                                                                                                                              التاسعة والأربعون بعد المائة : وبأن الصحبة ثبتت لمن اجتمع به -صلى الله عليه وسلم- لحظة بخلاف التابعي مع الصحابي فلا تثبت إلا بطول الاجتماع معه ، على الأصح عن أهل الأصول ، والفرق عظم منصب النبوة ونورها فبمجرد ما يقع بصره على الأعرابي الجلف ينطق بالحكمة .

                                                                                                                                                                                                                              الخمسون بعد المائة : وبأن أصحابه -صلى الله عليه وسلم- كلهم عدول فلا يبحث عن عدالة أحد منهم كما يبحث عن عدالة سائر الرواة .

                                                                                                                                                                                                                              الواحد والخمسون بعد المائة : وبأنهم لا يفسقون بارتكاب ما يفسق به غيرهم كما ذكره العراقي في شرح "جمع الجوامع" .

                                                                                                                                                                                                                              الثانية والخمسون بعد المائة : وبأن الله تعالى أوجب الجنة والرضوان في كتابه . [ ص: 485 ]

                                                                                                                                                                                                                              لجميع أصحابه ، محسنهم ومسيئهم
                                                                                                                                                                                                                              وشرط على من بعدهم أن يتبعوهم بإحسان قاله محمد بن كعب القرظي .

                                                                                                                                                                                                                              الثالثة والخمسون بعد المائة : وبأنه لا يكره للنساء زيارة قبره -صلى الله عليه وسلم- كما يكره لهن زيارة سائر القبور بل يستحب كما قال العراقي في "نكته" أنه لا شك فيه . انتهى .

                                                                                                                                                                                                                              الرابعة والخمسون بعد المائة : وبأن المصلي في مسجده لا يبصق عن يساره أي في ثوب ونحوه كما هو السنة في سائر المساجد ، نبه على ذلك الشيخ كمال الدين الدميري ، وغيره .

                                                                                                                                                                                                                              الخامسة والخمسون بعد المائة : وبأن مسجده -صلى الله عليه وسلم- لو بني إلى صنعاء لكان مسجدا وقال النووي -رحمه الله تعالى- في "شرح مسلم" "والمناسك" أن الصلاة إنما تضاعف في المسجد الذي كان في زمنه -صلى الله عليه وسلم- دون بقية الزيادات ولم يحك غيره ، لكن الخطيب وابن جملة نقل عن المحب الطبري أن المسجد المشار إليه في حديث المضاعفة هو ما كان في زمنه -صلى الله عليه وسلم- مع ما زيد فيه لأخبار وآثار وردت في ذلك واستحسنه ابن جملة على ما ذهب إليه النووي من التخصيص ، مع أن البرهان بن فرحون نقل في شرحه لابن الحاجب "الفرعي" أنه لم يخالف في هذه المسألة غير النووي ، وأن الشيخ محب الدين الطبري نقل في كتابه "الأحكام" أن النووي رجع عن ذلك ، وتعجب بأن ابن الجوزي نقل عن ابن عقيل ما يوافق ما ذكره النووي في "شرح مسلم" والأقشهري في "روضته" عن ابن نافع صاحب مالك عنه ولفظه في أثناء كلام قيل له إن لمالك هذا المسجد الذي جاء فيه الخبر هل هو ما كان في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- أو على ما هو عليه الآن ؟ قال : بل هو على ما هو عليه الآن قال : لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أخبر بما يكون بعده وزويت له الأرض فرأى مشارقها ومغاربها وتحدث بما يكون بعده فحفظ ذلك من حفظه في ذلك الوقت ، ونسيه من نسيه ولولا هذا ما استجاز الخلفاء الراشدون المهديون أن يزيدوا فيه بحضرة أصحابه ، ولم ينكره عليهم في ذلك منكر وعمدة من ذهب إلى التخصيص الإشارة إلى قوله "مسجدي هذا" ولعله -صلى الله عليه وسلم- إنما جاء بها ليدفع توهم دخول سائر المساجد المنسوبة إليه بالمدينة عن غير هذا المسجد لا كإخراج ما يزيد فيه وقد سلم النووي أن المضاعفة في المسجد الحرام مع ما زيد فيه فليكن مسجد المدينة كذلك كما أشار إليه ابن تيمية قال : وهو الذي يدل عليه كلام الأئمة المعتمدين وكان الأمر عليه في عهد عمر ، وعثمان ، فإن كلا منهما زاد في قبلة المسجد ، وكان مقامه في الصلوات الخمس في رواية وكذلك مقام الصف الأول الذي هو أفضل ما يقام فيه ويمنع أن تكون الصلاة في غير مسجده أفضل منها في مسجده ، وأن يكون الخلفاء والصفوف الأول كانوا يصلون في غيره . [ ص: 486 ]

                                                                                                                                                                                                                              قال ولم يبلغني عن أحد من السلف خلاف هذا إلا أن بعض المتأخرين ذكر أن الزيادة ليست من مسجده ، وما علمت له سلفا في ذلك . انتهى .

                                                                                                                                                                                                                              السادسة والخمسون بعد المائة : وبأنه وكل بشقتي كل إنسان ملكان يحفظان عليه إلا الصلاة عليه خاصة .

                                                                                                                                                                                                                              السابعة والخمسون بعد المائة : وبوجوب الصلاة عليه عندنا في التشهد الأخير .

                                                                                                                                                                                                                              الثامنة والخمسون بعد المائة : وكل ما ذكر عند الطحاوي والحليمي لأنه ليس بأقل من تشميت العاطس ، وسيأتي بيان ذلك في باب وجوب الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- .

                                                                                                                                                                                                                              التاسعة والخمسون بعد المائة : وبأن من صلى عليه عن الأمر الذي يستقذر منه أو يضحك منه أو جعل الصلاة عليه كناية عن شتم القبر كفر ، ذكره الحكيم ونقله في "الخادم" .

                                                                                                                                                                                                                              الستون بعد المائة : وبأن من حكم عليه فكان في قلبه حرج من حكمه ، كفر بخلاف غيره من الحكام ذكره الإصطخري- في أدب القضاء- وابن دحية واستدل لذلك بقوله تعالى : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما [النساء - 65] .

                                                                                                                                                                                                                              يقال : تشاجر القوم إذا اختلفوا يعني فيما شجر بينهم أي فيما وقع من التشاجر بينهم .

                                                                                                                                                                                                                              الواحد والستون بعد المائة : وبأن أهله -صلى الله عليه وسلم- يطلق عليهم الأشراف والواحد شريف وهم ولد علي وعقيل وجعفر والعباس كذلك مصطلح السلف وإنما حدث تخصيص الشريف بولد الحسن والحسين في مصر خاصة من عهد المغازية الزاعمين أنهم من ولد فاطمة- رضي الله تعالى عنها- .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني والستون بعد المائة : قيل : إن ابنته لم تحض ولما ولدت طهرت من نفاسها بعد ساعة حتى لا تفوتها الصلاة ولذلك سميت الزهراء ، ذكره صاحب الفتاوى الظهيرية من الحنفية والمحب الطبري الشافعي وأورد فيه حديثين أنها حوراء أدمة طاهرة مطهرة لا تحيض ، ولا يرى لها دم في طمس ولا في ولادة . انتهى .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث والستون بعد المائة : وبأنها لما احتضرت غسلت نفسها ، وأوصت ألا يعاد غسلها فغسلها علي ذكره كما رواه الإمام أحمد عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وتعقبوه .

                                                                                                                                                                                                                              وقد روى البيهقي بإسناد حسن عن أسماء بنت عميس أن فاطمة أوصت أن يغسلها علي فغسلاها ، وروى ابن أبي شيبة عن أسماء بنت عميس قالت : غسلت أنا وعلي فاطمة بنت [ ص: 487 ]

                                                                                                                                                                                                                              رسول الله
                                                                                                                                                                                                                              -صلى الله عليه وسلم- وتعقب البيهقي هذا بأن أسماء في هذا الوقت كانت عند أبي بكر الصديق ، وقد ثبت أن أبا بكر لم يعلم بوفاة فاطمة- رضي الله تعالى عنها- لما في الصحيح أن عليا دفنها ليلا ، ولم يعلم أبو بكر فكيف يمكن أن تغسلها زوجته وهو لا يعلم ، وأجاب في "الخلافيات" باحتمال أن أبا بكر علم بذلك وأحب أن لا يرد غرض علي في كتمانه منه .

                                                                                                                                                                                                                              قال الحافظ : ويمكن أن يجمع بأن أبا بكر علم بذلك وظن أن عليا يدعوه لحضور دفنها ، وظن علي أنه يحضر من غير استدعاء منه ، وقد اتضح بحديث أسماء هذا للإمام أحمد وابن المنذر وفي جزمهما بذلك دليل على صحته عندهما فبطل ما رواه أنها غسلت نفسها ، وأوصت ألا يعاد غسلها كما تقدم .

                                                                                                                                                                                                                              الرابع والستون بعد المائة : وبأن الناس كانوا لعائشة محرما فمع أيهم سافرت سافرت مع المحرم ، وليس غيرها من النساء ، كذلك نقله الطحاوي في "معاني الآثار" عن الإمام أبي حنيفة- رضي الله تعالى عنه- .

                                                                                                                                                                                                                              الخامسة والستون بعد المائة : وبأن شيئا من شعره سقط في النار .

                                                                                                                                                                                                                              السادس والستون بعد المائة : وبأنه مسح رأس أقرع فنبت شعره في وقته .

                                                                                                                                                                                                                              السابع والستون بعد المائة : وبأنه وضع كفه على المريض فعقل من ساعته .

                                                                                                                                                                                                                              الثامن والستون بعد المائة : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- غرس نخلا فأثمرت من عامها .

                                                                                                                                                                                                                              التاسع والستون بعد المائة : وبأنه هز عمر فأسلم من ساعته وقد تقدم بيان ذلك في أبواب المعجزات .

                                                                                                                                                                                                                              السبعون بعد المائة : وبأن أصبعه المسبحة كانت أطول أصابعه وتقدم بيان بطلان ذلك في صفاته الحسية .

                                                                                                                                                                                                                              الواحد والسبعون بعد المائة : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- ما أشار إلى شيء إلا أطاعه ، وتقدم في المعجزات بيان ذلك .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني والسبعون بعد المائة : قيل : وبأنه ما وطئ على صخر إلا وأثر فيه وتقدم في باب طاعات الجمادات له إن ذلك لا أصل له ، وإن اشتهر على ألسنة كثير من المداح .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث والسبعون بعد المائة : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- ما وطئ محلا إلا وبورك فيها كما تقدم بيانه في المعجزات .

                                                                                                                                                                                                                              الرابع والسبعون بعد المائة : وبأنه كان إذا تبسم في الليل أضاء البيت كما تقدم بيانه في صفاته الحسية . انتهى . [ ص: 488 ]

                                                                                                                                                                                                                              الخامس والسبعون بعد المائة : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- كان يسمع خفيق أجنحة جبريل وهو يصعد سدرة المنتهى .

                                                                                                                                                                                                                              السادس والسبعون بعد المائة : ويشم رائحته إذا توجه بالوحي إليه ذكر ذلك رزين .

                                                                                                                                                                                                                              السابعة والسبعون بعد المائة : وبأنه كان المسلمون يهاجرون إليه وتقدم بيانه في أسمائه الشريفة -صلى الله عليه وسلم- .

                                                                                                                                                                                                                              الثامنة والسبعون بعد المائة : وطول الصعود فيه ذكره رزين .

                                                                                                                                                                                                                              التاسعة والسبعون بعد المائة : بأنه حرم على الناس دخول بيته .

                                                                                                                                                                                                                              الثمانون بعد المائة : قيل : وبأنه لم يصل على ابنه إبراهيم .

                                                                                                                                                                                                                              قال بعض العلماء : لأنه استغنى ببنوة ابنه عن قربة الصلاة كما استغنى الشهيد بقربة الشهادة قاله الأسنوي في نكته ويأتي الكلام على ذلك في باب أولاده .

                                                                                                                                                                                                                              الواحد والثمانون بعد المائة : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- صلى على حمزة ولم يصل على أحد من الشهداء غيره وفي لفظ أنه كبر عليه سبعين صلاة .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني والثمانون بعد المائة : وبأنه صلى يوما على أهل أحد صلاته على الميت وذلك قرب موته بعد ثمان سنين من دفنهم رواه الشيخان عن عقبة بن عامر- رضي الله تعالى عنه- وفي الصحيح أنه خرج إلى أهل البقيع فصلى عليهم ، ونقل القاضي عن بعضهم أنه يحتمل أن تكون الصلاة المعلومة على الموتى ويكون هذا خصوصا له ويكون أراد أن يعمهم بصلاته إذ فيهم من دفن وهو غائب أو لم يعلم به فلم يصل عليه فأراد أن يعمهم بركته .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث والثمانون بعد المائة : وبأنه يجوز أن يقال للنبي (ص ) احكم بما تشاء فهو صواب موافق حكمي على ما صححه الأكثرون في الأصول وليس ذلك للعالم على ما اختاره السمعاني لقصور رتبته .

                                                                                                                                                                                                                              الرابع والثمانون بعد المائة : قيل : وبامتناع الاجتهاد له لقدرته على اليقين بالوحي ، ولغيره في عصره لقدرته على اليقين بتكفية منه .

                                                                                                                                                                                                                              الخامس والثمانون بعد المائة : وأنه لا ينعقد الإجماع في عصره بالإجماع .

                                                                                                                                                                                                                              السادس والثمانون بعد المائة : وبأنه ما صور نبي قط .

                                                                                                                                                                                                                              السابع والثمانون بعد المائة : وبأن الإلهام حجة على الملهم وغيره إن كان الملهم نبيا ، وعلم أنه من الله لا إن كان وليا قال السكاكي : في "شرح المنار" وقال اليافعي : فرق الشيخ عبد القادر بين ما يسمعه الأنبياء ، وبين ما يسمعه الأولياء ، يسمى حديثا فالكلام يلزم تصديقه ، ومن رده كفر ، والحديث من رده لم يكفر . [ ص: 489 ]

                                                                                                                                                                                                                              الثامنة والثمانون بعد المائة : وبأنه لا يقال لغيره احكم بما أراك الله كما رواه ابن المنذر عن عمر بن الخطاب- رضي الله تعالى عنه- .

                                                                                                                                                                                                                              التاسعة والثمانون بعد المائة : وبأنه لم يسمع بأن نبيا قتل في قتال قط كما رواه سعيد بن منصور عن سعيد بن جبير .

                                                                                                                                                                                                                              التسعون بعد المائة : قيل : بأن الوقف إنما يلزم من الأنبياء خاصة ، دون غيرهم .

                                                                                                                                                                                                                              قال صاحب المبسوط من الحنفية وحمل عليه حديث "لا نورث ما تركناه صدقة" وجعله مستثنى من قول أبي حنيفة- رضي الله عنه- أن الوقف لا يلزم .

                                                                                                                                                                                                                              الواحد والتسعون بعد المائة : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- كانوا إذا دخلوا عليه بدأهم بالسلام فقال : "السلام عليكم" وإذا لقيهم كذلك أيضا لقوله تعالى : وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم [الأنعام - 54] رواه ابن المنذر عن ابن جريج والسنة في حقنا أن الداخل والمار هو الذي يبدأ ووجوب الابتداء عليه للأمر به ، في الآية وليس أحد من الأمة يجب عليه الابتداء .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني والتسعون بعد المائة : قيل : وباختصاصه بجواز رؤية الله- تبارك وتعالى- في المنام ولا يجوز ذلك لغيره وهو اختيار الشيخ وعليه أبو منصور الماتريدي .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث والتسعون بعد المائة : وبأنه لا يحيط باللغة إلا نبي قاله الشافعي في "الرسالة" .

                                                                                                                                                                                                                              الرابع والسبعون بعد المائة : وبأن ما عبره الأنبياء من الرؤيا كائن لا محالة قاله ابن جرير ، وأما تعبير غيرهم فيحق الله فيها ما يشاء ويبطل ما يشاء قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                              الخامس والتسعون بعد المائة : وبعدم أخذ الزكاة من ثعلبة بن حاطب لما كذب فلم يقبلها منه عقوبة له ، ولا أبو بكر ولا عمر ، ولا عثمان حتى مات في خلافته .

                                                                                                                                                                                                                              السادس والتسعون بعد المائة : وبامتناع رد تميمة بنت وهب إلى مطلقها رفاعة لما كذبت فلم يرجعها أبو بكر ولا عمر ، وقال عمر : لأن أتيتني بعد هذه لأرجمنك .

                                                                                                                                                                                                                              السابع والتسعون بعد المائة : وبعدم أخذ زمام من شعر غلة .

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو داود والحاكم عن عبد الله بن عمرو- رضي الله تعالى عنهما- قال : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أصاب غنيمة أمر بلالا فنادى في الناس فيجيئون بغنائمهم فيخمسها ويقسمها فجاء رجل بعد ذلك بزمام من شعر فقال : يا رسول الله هذا فيما كنا أصبناه من الغنيمة قال : أسمعت بلالا نادى ثلاثا قال : نعم قال : فما منعك أن تجيء به قال يا رسول الله فاعتذر قال : كن أنت تجيء به يوم القيامة فلن أقبله عنك وبأنه يأخذ من قوله ويترك إلا النبي -صلى الله عليه وسلم- قاله ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- . [ ص: 490 ]

                                                                                                                                                                                                                              الثامن والتسعون بعد المائة : [ . . . ] .

                                                                                                                                                                                                                              التاسع والتسعون بعد المائة : وبأن "له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله تعالى" كما قال ابن عباس إن ذلك خاص به .

                                                                                                                                                                                                                              المائتان : وبأن مثلهم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق .

                                                                                                                                                                                                                              روى الحاكم عن أبي ذر قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "ألا إن أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق" .

                                                                                                                                                                                                                              الواحد بعد المائتين : وبأن من تمسك بهم وبالقرآن لن يضل .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني بعد المائتين : وبأنهم أمان للأمة من الاختلاف .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث بعد المائتين : وبأنهم سادات أهل الجنة .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث بعد المائتين : وبأن الله تعالى قد وعدهم أن لا يعذبهم كما سيأتي بيان جميع ذلك قريبا .

                                                                                                                                                                                                                              الرابع بعد المائتين : وبأن من أبغضهم أدخله الله النار .

                                                                                                                                                                                                                              روى الحاكم عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : "يا بني عبد المطلب إني سألت الله تعالى لكم ثلاثا" . [الحديث تقدم قريبا] .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الحاكم عن أبي سعيد الخدري- رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "والذي نفسي بيده لا يبغض أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار" .

                                                                                                                                                                                                                              الخامس بعد المائتين : وبأن الإيمان لا يدخل قلب أحد حتى يحبهم لله ، ولقرابتهم لنبيه -صلى الله عليه وسلم- وسيأتي ذلك قريبا .

                                                                                                                                                                                                                              السادس بعد المائتين : وبأن من قاتلهم كان كمن قاتل مع الدجال وبأن من صنع مع أحد منهم برا كفاه -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                              السابع بعد المائتين : وبأن ما منهم أحد إلا وله شفاعة يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                              الثامنة بعد المائتين : وبأن الرجل يقوم لأخيه إلا بني هاشم لا يقومون لأحد .

                                                                                                                                                                                                                              التاسعة بعد المائتين : قيل : وبأنه لا يجوز لأحد أن يؤمه لأنه لا يصلح للتقدم بين يده في الصلاة ، ولا في غيرها لا في عذر ولا غيره . وقد نهى الله المؤمنين عن ذلك ولا يكون أحد شافعا وقد قال : أمتكم شفعاؤكم وكذلك قال أبو بكر : ما كان لابن أبي قحافة أن يقدم بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حكاه القاضي قلت قد صح أنه -صلى الله عليه وسلم- صلى ركعة خلف عبد الرحمن بن عوف ، وخلف أبي بكر- رضي الله عنهما- كما يأتي ذلك في أبواب الوفاة . [ ص: 491 ]

                                                                                                                                                                                                                              العاشرة بعد المائتين : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- خص أهل بدر من بين أصحابه بأن يزيدوا في الجنازة على أربع تكبيرات .

                                                                                                                                                                                                                              الحادي عشر بعد المائتين : وبأنه ما يمكث نبي في قبره أكثر من أربعين يوما يرفع كما رواه الترمذي في جامعه وعبد الرزاق في مصنفه .

                                                                                                                                                                                                                              الثانية عشرة بعد المائتين : وبأنه اختص بحقيقة حق اليقين ، وللأنبياء حقيقة اليقين وخواص الأولياء عين اليقين وللأولياء علم اليقين نقله الرافعي .

                                                                                                                                                                                                                              الثالثة عشرة بعد المائتين : وبأن الأنبياء يطالعون بحقائق الأمور والأولياء يطالعون بمثلها قاله الشيخ تاج الدين بن عطاء الله .

                                                                                                                                                                                                                              الرابعة عشرة بعد المائتين : وبأن الأنبياء فرض الله- تعالى- عليهم ظهور المعجزات ليؤمنوا بها ، وفرض على الأولياء كتمان الكرامات ، لئلا يفتنوا بها قاله أبو عمر الدمشقي الصوفي .

                                                                                                                                                                                                                              الخامسة عشرة بعد المائتين : وبأن الحظوة للأنبياء والوسوسة للأولياء ، والفكر للعوام قاله أبو العباس المروزي .

                                                                                                                                                                                                                              السادسة عشرة بعد المائتين : وبأن أرواح الأنبياء تخرج من جسدها ، وتكون في أجواف طير خضر قاله النسفي في "بحر الكلام" .

                                                                                                                                                                                                                              السابعة عشرة بعد المائتين : وبأنه ينصب للأنبياء في الموقف منابر من ذهب ، يجلسون عليها وليس ذلك لأحد سواهم كما سيأتي في باب حشره ونشره -صلى الله عليه وسلم- .

                                                                                                                                                                                                                              الثامنة عشرة بعد المائتين : قيل : وبأنه لا اعتكاف عليه إلا بمسجد . قاله سعيد بن المسيب كما رواه النسائي عنه .

                                                                                                                                                                                                                              التاسعة عشرة بعد المائتين : وبأنه ما من مولود إلا ينخسه الشيطان إلا الأنبياء كما أشار إليه القاضي .

                                                                                                                                                                                                                              العشرون بعد المائتين : وبأن من صلى معه -صلى الله عليه وسلم- وقام إلى خامسة عمدا لم تبطل صلاته ، أو سلم من اثنين فتبعه عمدا لم تبطل صلاته لجواز أن يوحى إليه بالزيادة والنقصان ، أما بعده فمتى تابع المأموم الإمام في ذلك عمدا بطلت صلاته أو سلم من اثنتين فتبعه عمدا بطلت صلاته قاله السبكي .

                                                                                                                                                                                                                              الحادية والعشرون بعد المائتين : وبالشهادة بين الأنبياء وأممهم يوم القيامة كما سيأتي في باب حشره ونشره -صلى الله عليه وسلم- . [ ص: 492 ]

                                                                                                                                                                                                                              الثانية والعشرون بعد المائتين : لم يكن يمر في طريق فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرقه- كما تقدم في أبواب صفته .

                                                                                                                                                                                                                              الثالثة والعشرون بعد المائتين : وبتنوير القبور بدعائه -صلى الله عليه وسلم- أورد ذلك القزويني في خصائصه .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : "إن هذه القبور مملوءة مظلمة على أهلها ، وإن الله ينورها بصلاتي عليهم" .

                                                                                                                                                                                                                              الرابعة والعشرون بعد المائتين : قيل : وبأن كل دابة ركب عليها -صلى الله عليه وسلم- بقيت على القدر الذي كان يركبها عليه ، فلم تهرم له مركب ذكره ابن سبع ، وقال غريب ويرده ما رواه أحمد أن بغلة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذهبت أسنانها من الهرم ، وعميت ، قاله القزويني ، والله تعالى أعلم .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية