الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (101) قوله تعالى : ماذا في السماوات : يجوز أن يكون " ماذا " كله استفهاما مبتدأ ، و " في السماوات " خبره أي : أي شيء في السماوات ؟ ويجوز أن تكون " ما " مبتدأ و " ذا " بمعنى الذي ، و " في السماوات " صلته وهو خبر المبتدأ ، وعلى التقديرين فالمبتدأ وخبره في محل نصب بإسقاط الخافض ؛ لأن الفعل قبله معلق بالاستفهام ، ويجوز على ضعف أن يكون " ماذا " كله موصولا بمعنى الذي وهو في محل نصب بـ " انظروا " . ووجه ضعفه أنه لا يخلو : إما أن يكون النظر بمعنى البصر فيعدى بـ " إلى " ، وإما أن يكون قلبيا فيعدى بـ " في " وقد تقدم الكلام في " ماذا " .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : وما تغني ، يجوز في " ما " أن تكون استفهامية ، وهي واقعة موقع المصدر أي : أي غناء تغني الآيات ؟ ويجوز أن تكون نافية ، وهذا هو الظاهر . وقال ابن عطية : ويحتمل أن تكون " ما " في قوله : " وما تغني " مفعولة بقوله : " انظروا " ، معطوفة على قوله : " ماذا " أي : تأملوا قدر غناء الآيات والنذر عن الكفار . " قال الشيخ : " وفيه ضعف ، وفي قوله : " معطوفة على " ماذا " تجوز ، يعني أن الجملة الاستفهامية التي هي ماذا في السماوات في موضع [ ص: 272 ] المفعول ، إلا أن " ماذا " وحده منصوب بـ " انظروا " فتكون " ماذا " موصولة ، و " انظروا " بصرية لما تقدم " يعني لما تقدم من أنه لو كانت بصرية لتعدت بـ " إلى " .

                                                                                                                                                                                                                                      و " النذر " يجوز أن يكون جمع نذير ، والمراد به المصدر فيكون التقدير : وما تغني الآيات والإنذارات ، وأن يكون جمع " نذير " مرادا به اسم الفاعل بمعنى منذر فيكون التقدير : والمنذرون وهم الرسل .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية