الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (54) قوله تعالى : أن تقبل : فيه وجهان ، أحدهما : أنه مفعول ثان لـ " منع " : إما على تقدير إسقاط حرف الجر ، أي : من أن يقبل وإما لوصول الفعل إليه بنفسه ، لأنك تقول : منعت زيدا حقه ومن حقه . والثاني : أنه بدل من " هم " في منعهم ، قاله أبو البقاء كأنه يريد بدل الاشتمال . ولا حاجة إليه .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي فاعل " منع " وجهان ، أحدهما- وهو- الظاهر أنه إلا أنهم كفروا ، أي : ما منعهم قبول نفقتهم إلا كفرهم . والثاني : إنه ضمير الله تعالى ، أي : وما منعهم الله ، ويكون " إلا أنهم " منصوبا على إسقاط حرف الجر ، أي : لأنهم كفروا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 67 ] وقرأ الأخوان : " أن يقبل " بالياء من تحت ، والباقون بالتاء من فوق ، وهما واضحتان لأن التأنيث مجازي ، وقرأ زيد بن علي كالأخوين ، إلا أنه أفرد النفقة . وقرأ الأعرج : " تقبل " بالتاء من فوق ، " نفقتهم " بالإفراد . وقرأ السلمي : " يقبل " مبنيا للفاعل وهو الله تعالى . وقرئ : " نقبل " بنون العظمة ، " نفقتهم " بالإفراد .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : إلا وهم كسالى ، إلا وهم كارهون كلتا الجملتين حال من الفاعل قبلها .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية