الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (60) قوله تعالى : فريضة : في نصبها وجهان أحدهما : أنها مصدر على المعنى ، لأن معنى إنما الصدقات للفقراء في قوة : فرض الله ذلك . والثاني : أنها حال من الفقراء ، قاله الكرماني وأبو البقاء ، يعنيان من الضمير المستكن في الجار لوقوعه خبرا ، أي : إنما الصدقات كانت لهم حال كونها فريضة ، أي : مفروضة . ويجوز أن تكون " فريضة " حينئذ بمعنى مفعولة ، وإنما دخلت التاء لجريانها مجرى الأسماء كالنطيحة . ويجوز أن يكون مصدرا واقعا موقع الحال . قال الزمخشري : " فإن قلت : لم عدل عن اللام إلى " في " في الأربعة الأخيرة ؟ قلت : للإيذان بأنهم أرسخ في استحقاق التصدق عليهم ممن سبق ذكره ؛ لأن " في " للوعاء ، فنبه على أنهم أحقاء بأن توضع فيهم الصدقات ويجعلوا مظنة لها ومصبا " ، ثم قال : " وتكرير " في " في قوله : وفي سبيل الله وابن السبيل فيه فضل ترجيح لهذين على الرقاب والغارمين " .

                                                                                                                                                                                                                                      ونقل عن سيبويه أن " فريضة " منصوب بفعلها مقدرا ، أي : فرض الله ذلك فريضة . ونقل عن الفراء أنها منصوبة على القطع .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرئ " فريضة " بالرفع على : تلك فريضة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 73 ] والغرم أصله لزوم شيء شاق ومنه قيل للعشق غرام ، ويعبر به عن الهلاك في قوله تعالى : إن عذابها كان غراما ، وغرامة المال فيها مشقة عظيمة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية