الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (77) قوله تعالى : سيء : فعل مبني للمفعول . والقائم مقام الفاعل ضمير لوط من قولك " ساءني كذا " أي : حصل لي سوء . و " بهم " متعلق به أي : بسببهم . و " ذرعا " نصب على التمييز ، وهو في الأصل مصدر ذرع البعير يذرع بيديه في سيره إذا سار على قدر خطوه ، اشتقاقا من الذراع ، ثم توسع فيه فوضع موضع الطاقة والجهد فقيل : ضاق ذرعه أي : طاقته قال :


                                                                                                                                                                                                                                      2690 - ... ... ... ... [ ص: 361 ] فاقدر بذرعك وانظر أين تنسلك



                                                                                                                                                                                                                                      وقد يقع الذراع موقعه قال :


                                                                                                                                                                                                                                      2691 - إذا التياز ذو العضلات قلنا     إليك إليك ضاق بها ذراعا

                                                                                                                                                                                                                                      قيل : هو كناية عن ضيق الصدر .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : عصيب العصيب والعصبصب والعصوب : اليوم الشديد ، الكثير الشر الملتف بعضه ببعض قال :


                                                                                                                                                                                                                                      2692 - وكنت لزاز خصمك لم أعرد     وقد سلكوك في يوم عصيب

                                                                                                                                                                                                                                      وعن أبي عبيد : " سمي عصيبا لأنه يعصب الناس بالشر " . والعصابة : الجماعة من الناس سموا بذلك لإحاطتهم إحاطة العصابة .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : يهرعون في محل نصب على الحال . والعامة على " يهرعون " مبنيا للمفعول . والإهراع : الإسراع ويقال : وهو المشي بين الهرولة والجمز . وقال الهروي : هرع وأهرع : استحث . وقرأت فرقة : " يهرعون " بفتح الياء مبنيا للفاعل من لغة " هرع " .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : هؤلاء بناتي جملة برأسها ، و " هن أطهر لكم " جملة أخرى ، ويجوز أن يكون " هؤلاء " مبتدأ ، و " بناتي " بدل أو عطف بيان ، و " هن " مبتدأ ، [ ص: 362 ] و " أطهر " خبره ، والجملة خبر الأول . ويجوز أن يكون " هن " فصلا ، و " أطهر " خبر : إما لـ " هؤلاء " ، وإما لـ " بناتي " ، والجملة خبر الأول .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الحسن وزيد بن علي وسعيد بن جبير وعيسى بن عمر والسدي : " أطهر " بالنصب . وخرجت على الحال . فقيل : " هؤلاء " مبتدأ ، و " بناتي هن " جملة في محل خبره ، و " أطهر " حال ، والعامل : إما التنبيه وإما الإشارة . وقيل : " هن " فصل بين الحال وصاحبها ، وجعل من ذلك قولهم : " أكثر أكلي التفاحة هي نضيجة " . ومنعه بعض النحويين ، وخرج الآية على أن " لكم " خبر " هن " فلزمه على ذلك أن تتقدم الحال على عاملها المعنوي ، وخرج المثل المذكور على أن " نضيجة " منصوبة بـ " كان " مضمرة .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : ولا تخزون في ضيفي : الضيف في الأصل مصدر ، ثم أطلق على الطارق لميلانه إلى المضيف ، ولذلك يقع على المفرد والمذكر وضديهما بلفظ واحد ، وقد يثنى فيقال : ضيفان ، ويجمع فيقال : أضايف وضيوف كأبيات وبيوت وضيفان كحوض وحيضان .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية