الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (66) قوله تعالى : ومن خزي يومئذ : متعلق بمحذوف ، أي : ونجيناهم من خزي . وقال الزمخشري : " فإن قلت : علام عطف ؟ قلت : على " نجينا " لأن تقديره : ونجيناهم من خزي يومئذ كما قال : ونجيناهم من عذاب غليظ ، أي : وكانت التنجية من خزي : وقال غيره : " إنه متعلق بـ " نجينا " الأول " . وهذا لا يجوز عند البصريين غير الأخفش ، لأن زيادة الواو غير ثابتة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ نافع والكسائي بفتح ميم " يومئذ " على أنها حركة بناء لإضافته إلى غير متمكن كقوله :


                                                                                                                                                                                                                                      2673 - على حين عاتبت المشيب على الصبا فقلت ألما أصح والشيب وازع

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الباقون بخفض الميم . وكذلك الخلاف جار في سأل سائل .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 350 ] وقرأ طلحة وأبان بن تغلب بتنوين " خزي " و " يومئذ " نصب على الظرف بالخزي .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الكوفيون ونافع في النمل من فزع يومئذ بالفتح أيضا ، والكوفيون وحدهم بتنوين " فزع " ونصب " يومئذ " به .

                                                                                                                                                                                                                                      ويحتمل في قراءة من نون ما قبل " يومئذ " أن تكون الفتحة فتحة إعراب أو فتحة بناء ، و " إذ " مضافة لجملة محذوفة عوض منها التنوين تقديره : إذ جاء أمرنا . وقال الزمخشري : " ويجوز أن يراد يوم القيامة ، كما فسر العذاب الغليظ بعذاب الآخرة " . قال الشيخ : " وهذا ليس بجيد ؛ لأنه لم يتقدم ذكر يوم القيامة ، ولا ما يكون فيها ، فيكون هذا التنوين عوضا من الجملة التي تكون في يوم القيامة " . قلت : قد تكون الدلالة لفظية ، وقد تكون معنوية وهذه من المعنوية .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية