الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
34 - ذكر معنى الإيمان من وصف الرسول صلى الله عليه وسلم وأنها بضع وسبعون شعبة . . . . . إلخ .

قال الله عز وجل : ( آمن الرسول ) معناه : صدق الرسول . ا هـ . وقوله : ( يؤمنون بالغيب ) يصدقون . ا هـ . وقوله : ( لن نؤمن لك ) لن نصدقك . ا هـ . وقوله : ( وما أنت بمؤمن لنا ) ، يعني بمصدق لنا . ا هـ . وللإيمان أول وآخر فأوله الإقرار ، وآخره إماطة الأذى عن الطريق كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ا ه .

والعباد يتفاضلون في الإيمان على قدر تعظيم الله في القلوب والإجلال له ، والمراقبة لله في السر ، والعلانية ، وترك اعتقاد المعاصي فمنها قيل : يزيد وينقص . ا ه .

وذكر عثمان بن عطاء بن أبي مسلم ، عن أبيه ، قال : ضرب مثل الإسلام [ ص: 301 ] كمثل بعير ، فرأسه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، والإيمان بما هو كائن من بعد الموت ، والبعث ، والحساب ، والجنة ، والنار ، والصلاة ، والزكاة ، وصوم رمضان ، والحج قوائمه ، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ، وقد يحمل البعير وهو مجبوب ، والمجبوب الذي لا سنام له ، قال : وقد يحمل البعير الوسق وهو ظالع ، فإن قطع رأس أو كسرت قايم برك البعير ، فلم ينهض ، وإن الفرائض لا تقبل إلا جميعا لا يقبل الله منها شيئا دون شيء . قال : وكان ابن مسعود يقول : " لا يقبل نافلة حتى يؤدوا فريضتها " . ا ه .

بيان ما تقدم من الأثر .

148 - أخبرنا العباس بن محمد بن معاذ ، ومحمد بن الحسن ، ومحمد بن يعقوب ، قالوا : ثنا حامد بن أبي حامد النيسابوري ، ثنا إسحاق بن سليمان ، قال : سمعت حنظلة بن أبي سفيان ، يقول : سمعت عكرمة بن خالد ، يحدث طاوسا أن رجلا قال لعبد الله بن عمر : ألا تغزو ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت " . ا ه .

[ ص: 302 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية