الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
37 - ذكر الأخبار الدالة والبيان الواضح من الكتاب أن الإيمان والإسلام اسمان لمعنى واحد إلخ .

وقال الله عز وجل : ( ولا يرضى لعباده الكفر ) .

وقال : ( ورضيت لكم الإسلام دينا ) .

وقال : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) .

وقال : ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ) .

فمدح الله الإسلام بمثل ما مدح به الإيمان وجعله اسم ثناء وتزكية . وأخبر أن من أسلم فهو على نور من ربه وهدى وأخبر أنه دينه الذي ارتضاه ألا ترى أن أنبياء الله ورسله رغبوا فيه إليه وسألوه إياه ، فقال إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم وإسماعيل صلى الله عليه وسلم سألا ، فقالا ( واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ) .

وقال يوسف عليه السلام : ( توفني مسلما وألحقني بالصالحين ) .

وقال : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) . [ ص: 322 ]

وقال : ( إن الدين عند الله الإسلام ) .

وقال عز وجل : ( ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب ) ، إلى قوله ( فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) .

وقال : ( وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا ) .

وقال في موضع : ( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم ) ، إلى قوله : ( فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ) ، فحكم الله عز وجل بأن من أسلم فقد اهتدى ، ومن آمن فقد اهتدى فسوى بينهما .

وقال في موضع آخر : ( الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ) .

وقال في قصة لوط : ( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) .

وقال : ( وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين ) . وقال : ( إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون ) ، فدل ذلك على أن من آمن فهو مسلم وأن من استحق أحد الاسمين استحق الآخر إذا عمل بالطاعات التي آمن بها ، فإذا ترك منها شيئا مقرا بوجوبها كان غير مستكمل ، فإن جحد منها شيئا كان خارجا من جملة الإيمان والإسلام ، وهذا قول من جعل الإسلام على ضربين : إسلام يقين وطاعة وإسلام استسلام من القتل [ ص: 323 ] والسبي ، قال الله عز وجل : ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ) .

وقال : ( ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) .

165 - أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى ، وعبد الله بن إبراهيم ، قالا : ثنا أبو مسعود ، أنبأ عبد الله بن نمير ، (ح) وأنبأ محمد بن يعقوب الشيباني ، ثنا محمد بن شاذان ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أنبأ جرير ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن سفيان بن عبد الله الثقفي ، قال : قلت : يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك ، قال : " قل آمنت بالله ثم استقم " . ا ه .

زاد ابن نمير قال : قلت ما أكثر ما تخاف علي فأشار بيده إلى لسانه . ا ه .

رواه جماعة ، عن هشام منهم أبو أسامة ، وابن نمير وغيرهما . وروى إبراهيم بن سعد ، عن الزهري ، عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز العامري ، عن سفيان بن عبد الله نحوه . ا هـ .

التالي السابق


الخدمات العلمية