الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
185 - أخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيوب ، وعلي بن محمد بن نصر ، قالا : ثنا محمد بن يحيى بن المنذر البصري ، ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد ، ثنا كهمس بن الحسن ، (ح) ، وثنا إبراهيم بن حاتم ، ثنا عبد الرحمن بن حماد ، قالا : ثنا بشر بن موسى ، قال : ثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري ، ثنا كهمس بن الحسن ، عن عبد الله بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، قال [ ص: 348 ] : كان أول من تكلم في القدر بالبصرة معبد الجهني ، فانطلقت وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين حتى قدمنا المدينة ، فقلنا : لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء القوم في القدر ، فوافقنا عبد الله بن عمر ، وهو داخل المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه ، والآخر عن يساره فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي ، فقلت : يا أبا عبد الرحمن إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن ، ويتقفرون العلم ، ويزعمون أن لا قدر إنما الأمر أنف ، قال : فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني منهم بريء وأنهم مني براء ، والذي يحلف به عبد الله لو أن أحدهم أنفق مثل أحد ذهبا ما قبل منه حتى يؤمن بالقدر ، ثم قال : حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد ، سواد الشعر ، شديد بياض الثياب لا يرى عليه أثر سفر ، ولا يعرفه منا أحد حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه ، فقال : أخبرني عن الإسلام ، ما الإسلام ؟ ، قال : " أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " ، قال : صدقت ، قال : فعجبنا منه يسأله ويصدقه ، ثم قال : أخبرني عن الإيمان ، ما الإيمان ؟ ، قال : " أن تؤمن بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر كله خيره وشره " ، ثم قال : أخبرني عن الإحسان ، ما الإحسان ؟ ، قال : " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " ، قال : أخبرني عن الساعة ، قال : " ما المسئول عنها بأعلم من السائل " ، قال : أخبرني عن أمارتها ، قال : " أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة يتطاولون في البنيان " ، قال عمر : فلبثت ثلاثا ثم قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : " يا عمر [ ص: 349 ] تدري من السائل ؟ " ، قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : " فإنه جبريل عليه السلام أتاكم يعلمكم دينكم " . ا ه .

التالي السابق


الخدمات العلمية