الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (16) قوله تعالى : عشاء : يجوز فيه وجهان ، أحدهما : وهو الذي لا ينبغي أن يقال غيره أنه ظرف زمان ، أي : جاءوه في هذا الوقت و " يبكون " جملة حالية ، أي : جاءوه باكين . والثاني : أن يكون " عشاء " [ ص: 455 ] جمع عاش كقائم وقيام . قال أبو البقاء : " ويقرأ بضم العين ، والأصل : عشاة مثل غاز وغزاة ، فحذفت الهاء وزيدت الألف عوضا منها ، ثم قلبت الألف همزة ، وفيه كلام قد ذكر في آل عمران عند قوله : أو كانوا غزى ، ويجوز أن يكون جمع فاعل على فعال ، كما جمع فعيل على فعال لقرب ما بين الكسر والضم ، ويجوز أن يكون كنؤام ورباب وهو شاذ " . قلت : وهذه القراءة قراءة الحسن البصري ، وهي من العشوة والعشوة وهي الظلام .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الحسن أيضا : " عشا " على وزن دجى نحو : غاز وغزاة ، ثم حذف منه تاء التأنيث ، وهذا كما حذفوا تاء التأنيث من " مألكة " ، فقالوا : مألك ، وعلى هذه الأوجه يكون منصوبا على الحال ، وقرأ الحسن أيضا " عشيا " مصغرا " .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية