الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 459 ] آ . (19) قوله تعالى : فأدلى دلوه : يقال : أدلى دلوه ، أي : أرسلها في البئر . و " دلاها " إذا أخرجها ملأى ، قال :


                                                                                                                                                                                                                                      2759 - لا تقلوها وادلواها دلوا إن مع اليوم أخاه غدوا

                                                                                                                                                                                                                                      والدلو مؤنثة فتصغر على دلية ، وتجمع على دلاء وأدل والأصل : دلاو فقلبت الواو همزة نحو كساء ، وأدلو فأعل إعلال قاض ، ودلوو بواوين فقلبتا ياءين نحو : عصي .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : يا بشراي قرأ الكوفيون بحذف ياء الإضافة ، وأمال ألف فعلى الأخوان ، وأمالها ورش بين بين على أصله ، وعن أبي عمرو الوجهان ، ولكن الأشهر عنه عدم الإمالة ، وليس ذلك من أصله على ما قرر في علم القراءات . وقرأ الباقون " يا بشراي " مضافة لياء المتكلم ، ونداء البشرى على حد قوله : يا حسرتا على يا حسرة على العباد كأنه يقول : يا بشرى هذا وقت أوان أن تنادي ويصاح بك . ومن زعم أن " بشرى " اسم رجل كالسدي فقد أبعد .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ ورش عن نافع " يا بشراي " بسكون الياء ، وهو جمع بين ساكنين في الوصل ، وهذا كما تقدم في ومحياي ، فعليك بالالتفات إليه . وقال [ ص: 460 ] الزمخشري : " وليس بالوجه لما فيه من التقاء الساكنين على غير حده إلا أن يقصد الوقف " .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الجحدري وابن أبي إسحاق والحسن : " يا بشري " بقلب الألف ياء وإدغامها في ياء الإضافة وهي لغة هذلية تقدم الكلام عليها في البقرة عند قوله : فمن تبع هداي . وقال الزمخشري : " وفي قراءة الحسن يا بشري بالياء مكان الألف جعلت الياء بمنزلة الكسرة قبل ياء الإضافة وهي لغة للعرب مشهورة ، سمعت أهل السروات يقولون في دعائهم : يا سيدي ومولي " .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : وأسروه الضمير المرفوع الظاهر أنه يعود على " السيارة " . وقيل : هو ضمير إخوته . و " بضاعة " نصب على الحال ، أو مفعول ثان على أن يضمن " أسروه " معنى صيروه بالسر . والبضاعة قطعة من المال تعد للتجارة من " بضعت " ، أي : قطعت ، ومنه المبضع لما يقطع به .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية