الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (21) قوله تعالى : من مصر : يجوز فيه أوجه ، أحدها : أن يتعلق بنفس الفعل قبله ، أي : اشتراه من مصر كقولك : اشتريت الثوب من بغداد فهي لابتداء الغاية ، وقول أبي البقاء : " أي : فيها ، أو بها " لا حاجة إليه . والثاني : أنه متعلق بمحذوف على أنه حال من " الذي " . والثالث : أنه حال من الضمير المرفوع في " اشتراه " فيتعلق بمحذوف أيضا . وفي هذين نظر إذ لا طائل في هذا المعنى . و " لامرأته " متعلق بـ " قال " فهي للتبليغ ، وليست متعلقة بـ " اشتراه " .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : وكذلك الكاف كما تقدم في نظائره حال من ضمير المصدر أو نعت له ، أي : ومثل ذلك الإنجاء والعطف مكنا له ، أي : كما أنجيناه وعطفنا عليه العزيز مكنا له في أرض مصر .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : ولنعلمه فيه أوجه ، أحدها ، أن يتعلق بمحذوف قبله ، أي : وفعلنا ذلك لنعلمه . والثاني : أن يتعلق بما بعده ، أي : ولنعلمه فعلنا كيت وكيت . الثالث : أن يتعلق بـ " مكنا " على زيادة الواو والهاء في " أمره " يجوز أن تعود على الجلالة ، وأن تعود على يوسف ، فالمعنى على الأول : لا نمنع عما نشاء ، ولا ننازع عما نريد ، وعلى الثاني : ندبره ولا نكله إلى غيره فقد كادوه إخوته فلم يضروه بشيء .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية