الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (107) وقوله تعالى : من عذاب الله : صفة لـ " غاشية " ، و " بغتة " حال وهو في الأصل مصدر ، وتقدم نظيره .

                                                                                                                                                                                                                                      والجمهور على جر " الأرض " عطفا على " السماوات " والضمير في " عليها " للآية فيكون " يمرون " صفة للآية أو حالا لتخصصها بالوصف بالجار . وقيل : يعود الضمير في " عليها " على الأرض فيكون " يمرون " حالا منها . وقال أبو البقاء : " وقيل منها ومن السماوات " ، أي : تكون الحال من الشيئين جميعا ، وهذا لا يجوز إذ كان يجب أن يقال " عليهما " ، وأيضا فإنهم لا يمرون في السماوات ، إلا أن يراد : يمرون على آياتهما ، فيعود المعنى إلى عود الضمير للآية . وقد يجاب عن الأول بأنه من باب الحذف كقوله تعالى : والله ورسوله أحق أن يرضوه .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ السدي " والأرض " بالنصب ، ووجهه أنه من باب الاشتغال ، ويفسر الفعل بما يوافقه معنى أي : يطؤون الأرض ، أو يسلكون الأرض يمرون عليها كقولك : " زيدا مررت به " .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ عكرمة وعمرو بن فائد : " والأرض " بالرفع على الابتداء ، وخبره الجملة بعده ، والضمير في هاتين القراءتين يعود على الأرض فقط .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 561 ] وقرأ أبو حفص ومبشر بن عبيد : أو " يأتيهم الساعة " بالياء من تحت لأنه مؤنث مجازي وللفصل أيضا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية