الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (5) قوله: بل كذبوا : هذا إضراب ثان. قال الزمخشري : "إضراب أتبع الإضراب قبله للدلالة على أنهم جاؤوا بما هو أفظع من تعجبهم، وهو التكذيب بالحق". وقال الشيخ : "وكأن هذا الإضراب الثاني بدل بداء من الأول". قلت: وإطلاق مثل هذا في [ ص: 19 ] كتاب الله لا يجوز البتة. وقيل: قبل هذه الآية جملة مضرب عنها. تقديرها: ما أجادوا النظر، بل كذبوا. وما قاله الزمخشري أحسن.

                                                                                                                                                                                                                                      والعامة على تشديد "لما" وهي: إما حرف وجوب لوجوب، أو ظرف بمعنى حين، كما عرفته. وقرأ الجحدري بكسر اللام وتخفيف الميم على أنها لام الجر دخلت على "ما" المصدرية، وهي نظير قولهم: "كتبته لخمس خلون" أي: عندها.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: مريج أي: مختلط. قال أبو واقد :


                                                                                                                                                                                                                                      4089 - مرج الدين فأعددت له مشرف الأقطار محبوك الكتد



                                                                                                                                                                                                                                      وقال آخر:


                                                                                                                                                                                                                                      4090 - فجالت والتمست به حشاها     فخر كأنه خوط مريج



                                                                                                                                                                                                                                      وأصله من الحركة والاضطراب ومنه: مرج الخاتم في إصبعه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية