الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (82) قوله: وتجعلون رزقكم : فيه أوجه، أحدها: أنه على التهكم بهم; لأنهم وضعوا الشيء غير موضعه كقولك: "شتمني حيث أحسنت إليه" أي: عكس قضية الإحسان ومنه:


                                                                                                                                                                                                                                      4230 - كأن شكر القوم عند المنن كي الصحيحات وفقء الأعين



                                                                                                                                                                                                                                      أي: شكر رزقكم تكذيبكم، الثاني: أن ثم مضافين محذوفين، [ ص: 228 ] أي: بدل شكر رزقكم ليصح المعنى قاله جمال الدين بن مالك، وقد تقدم لك في قوله: فكان قاب قوسين أكثر من هذا. الثالث: أن الرزق هو الشكر في لغة أزد شنوءة: ما رزق فلان فلانا أي: ما شكره، فعلى هذا لا حذف البتة، ويؤيده قراءة علي بن أبي طالب وتلميذه عبد الله بن عباس رضي الله عنهم "وتجعلون شكركم" مكان "رزقكم".

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ العامة "تكذبون" من التكذيب. وعلي رضي الله عنه وعاصم في رواية المفضل عنه "تكذبون" مخففا من الكذب.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية