الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (87) قوله: إن كنتم صادقين : شرط آخر، وليس هذا من اعتراض الشرط على الشرط نحو: "إن ركبت إن لبست فأنت طالق" حتى يجيء فيه ما قدمته في هذه المسألة; لأن المراد هنا: إن وجد الشرطان كيف كانا فهلا رجعتم بنفس الميت.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: فأما إن كان قد تقدم الكلام في "أما" في أول هذا [ ص: 231 ] الموضوع مستوفى ولله الحمد. وهنا أمر زائد وهو وقوع شرط آخر بعدها. واختلف النحاة في الجواب المذكور بعدها: هل هو لـ "أما" أو لـ "إن"، وجواب الأخرى محذوف لدلالة المنطوق عليه، أو الجواب لهما معا؟ ثلاثة أقوال، الأول لسيبويه والثاني للفارسي في أحد قوليه، وله قول آخر كسيبويه ، والثالث للأخفش، وهذا كما تقدم في الجواب بعد الشرطين المتواردين. وقال مكي : ومعنى "أما" عند أبي إسحاق الخروج من شيء إلى شيء، أي: دع ما كنا فيه وخذ في غيره. قلت: وعلى هذا فيكون الجواب لـ "إن" فقط لأن "أما" ليست شرطا. ورجح بعضهم أن الجواب لـ "أما"; لأن "إن" كثر حذف جوابها منفردة، فادعاء ذلك مع شرط آخر أولى. والضمير في "كان" و"كان" للمتوفى لدلالة قوله: "فلولا ترجعونها".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية