الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (12) قوله: لئن أخرجوا لا يخرجون : إلى آخره أجيب القسم لسبقه، ولذلك رفعت الأفعال ولم تجزم، وحذف جواب الشرط لدلالة جواب القسم عليه، ولذلك كان فعل الشرط ماضيا. وقال [ ص: 288 ] أبو البقاء : "قوله: "لا ينصرونهم" لما كان الشرط ماضيا ترك جزم الجواب". انتهى. وهو غلط; لأن "لا ينصرونهم" ليس جوابا للشرط، بل هو جواب للقسم، وجواب الشرط محذوف كما تقدم تقريره، وكأنه توهم أنه من باب قوله:


                                                                                                                                                                                                                                      4251 - وإن أتاه خليل يوم مسألة يقول لا غائب مالي ولا حرم



                                                                                                                                                                                                                                      وقد سبق أبا البقاء ابن عطية إلى ما يوهم شيئا من ذلك، ولكنه صرح بأنه جواب القسم، وقال: "جاءت الأفعال غير مجزومة في "لا يخرجون" ولا "ينصرون" لأنها راجعة على حكم القسم لا على حكم الشرط. وفي هذا نظر"، وقوله: "وفي هذا نظر" موهم أنه جاء على خلاف ما يقتضيه القياس، وليس كذلك، بل جاء على ما يقتضيه القياس. وفي هذه الضمائر قولان، أحدهما: أنها كلها للمنافقين. والثاني: أنها مختلفة، بعضها لهؤلاء وبعضها لهؤلاء.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية