الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (7) قوله: وهو يدعى إلى الإسلام : جملة حالية من فاعل "افترى"، وهذه قراءة العامة. وقرأ طلحة "يدعي" بفتح الياء والدال مشددة مبنيا للفاعل، وفيها تأويلان، أحدهما - قاله الزمخشري - وهو أن يكون يفتعل بمعنى يفعل نحو: لمسه والتمسه. والضميران أعني "هو" والمستتر في "يدعي" لله تعالى، وحينئذ تكون القراءتان بمعنى واحد، كأنه قيل: والله يدعو إلى الإسلام. وفي [ ص: 317 ] القراءة الأولى يكون الضميران عائدين على "من". والثاني: أنه من ادعى كذا دعوى، ولكنه لما ضمن "يدعي" معنى ينتمي وينتسب عدي بـ "إلى" وإلا فهو متعد بنفسه، وعلى هذا الوجه فالضميران لـ "من" أيضا، كما هي في القراءة المشهورة.

                                                                                                                                                                                                                                      وعن طلحة أيضا "يدعى" مشدد الدال مبنيا للمفعول. وخرجها الزمخشري على ما تقدم من: ادعاه ودعاه بمعنى نحو: لمسه والتمسه. والضميران عائدان على "من" عكس ما تقدم عنده في تخريج القراءة الأولى فإن الضميرين لله تعالى، كما تقدم تحريره.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية