الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (5) قوله: يستغفر لكم رسول الله : هذه المسألة عدها النحاة من الإعمال، وذلك أن "تعالوا" يطلب "رسول الله" مجرورا بـ "إلى"، أي: تعالوا إلى رسول الله، و"يستغفر" يطلبه فاعلا، فأعمل الثاني، ولذلك رفعه، وحذف من الأول; إذ التقدير: تعالوا إليه، ولو أعمل الأول لقيل: إلى رسول الله يستغفر، فيضمر في "يستغفر" [ ص: 340 ] فاعل ويمكن أن يقال: ليست هذه من الإعمال في شيء لأن قوله: "تعالوا" أمر بالإقبال من حيث هو، لا بالنظر إلى مقبل عليه.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: لووا هذا جواب "إذا". وقرأ نافع "لووا" مخففا، والباقون مشددا على التكثير و "يصدون" حال لأن الرؤية بصرية، وكذا قوله "وهم مستكبرون" حال أيضا: إما من صاحب الحال الأولى، وإما من فاعل "يصدون" فتكون متداخلة. وأتى بـ "يصدون" مضارعا دلالة على التجدد والاستمرار. وقرئ "يصدون" بالكسر وقد تقدمتا في الزخرف.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية