الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5 - ذكر ما يدل على أن من الإيمان أن يؤمن بالقدر خيره وشره .

5 - أخبرنا محمد بن إبراهيم بن مروان ، ويحيى بن عبد الله بن الحارث الدمشقيان ، قالا : أنبأ أحمد بن علي بن سعيد ، ثنا أبو خيثمة زهير بن حرب ، وأنبأ محمد بن محبوب ، ثنا محمد بن عيسى بن سورة ، ثنا [ ص: 127 ] حسين بن حريث ، ثنا وكيع ، ثنا كهمس بن الحسن ، عن عبد الله بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، قال : أول من قال في القدر معبد الجهني ، قال : فخرجت أنا وحميد بن عبد الرحمن فأتينا المدينة فدخلنا المسجد فقلت لصاحبي : لو لقينا رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما أحدث هؤلاء القوم ، قال : فإذا ابن عمر خارج من المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي وظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي ، قال : فقلت : يا أبا عبد الرحمن إن قبلنا قوما يقرؤون القرآن ، ويتقفرون العلم يزعمون أن لا قدر وإنما الأمر أنف ، قال : فإذا لقيت أولئك فأعلمهم أني منهم بريء ، وأنهم مني براء والذي يحلف به ابن عمر لو أن أحدهم أنفق مثل أحد ذهبا ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر خيره وشره ، ثم قال : حدثنا عمر بن الخطاب قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فألزق ركبته بركبته ، ثم قال : يا محمد ما الإيمان ؟ ، قال : " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره " ، قال : فما الإسلام ؟ ، قال : " شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة [ ص: 128 ] ، وحج البيت ، وصوم رمضان " ، قال : صدقت ، فما الإحسان ؟ ، قال : " تعبد الله كأنك تراه فإن لم تره فإنه يراك " ، فقال في كل ذلك يقول له : صدقت ، قال : فعجبنا منه يسأله ويصدقه ، قال : فمتى الساعة ؟ ، قال : " ما المسئول عنها بأعلم من السائل " ، قال : فما أمارتها ؟ ، قال : " أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة أصحاب الشاء يتطاولون في البنيان " ، قال عمر : فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بثلاث ، فقال : " يا عمر هل تدري من السائل ؟ ، ذاك جبريل عليه السلام أتاكم يعلمكم معالم دينكم " [ ص: 129 ] [ ص: 130 ] .

6 - أنبأ أحمد بن محمد بن عمر الوراق ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا محمد بن جعفر ، ثنا كهمس بن الحسن ، ثنا ابن بريدة (ح) ، ويزيد ، أنبأ كهمس ، عن ابن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، سمع ابن عمر ، يقول : حدثني عمر بن الخطاب ، قال : بينا نحن ذات يوم عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ طلع رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فأسند ركبته إلى ركبته ، ووضع كفيه على فخذيه . فذكر الحديث بطوله .

[ ص: 131 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية