الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 6738 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، حدثنا أبو عثمان سعيد بن عثمان الخياط ، حدثنا محمد بن يزيد الأدمي ، حدثنا سعيد بن سالم القداح ، حدثنا عبد الملك بن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس قال : جاء وحشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد جئتك مستجيرا بك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قد كنت أحب أن أراك على غير جوار ، فأما إذا كنت مستجيرا فأنت في جواري ، حتى تسمع كلام الله تعالى " [ ص: 343 ]

قال : فإني أشركت بالله العظيم ، وقتلت النفس التي حرم الله ، فهل يقبل من مثلي توبة ؟ فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجبه حتى نزل عليه القرآن : ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ) إلى قوله ( يبدل الله سيئاتهم حسنات ) الآية .

فقرأها عليه فقال : أرى شرطا فلعلي لا أعمل صالحا أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله فنزلت : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) الآية .

فدعاه فقرأها عليه ، فقال وحشي : فلعلي ممن لا يشاء الله أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله قال : فنزلت : ( يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) الآية . قال وحشي : الآن لا أرى شرطا فتشهد وأسلم .


التالي السابق


الخدمات العلمية