الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 364 ] أخبرنا أبو علي بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البغدادي بها ، أخبرنا عبد الله بن جعفر النحوي قال : يعقوب بن سفيان ، حدثنا سليمان بن حرب أبو أيوب الواشحي ، حدثنا أبو صالح غالب بن سليمان ، عن كثير بن زياد البرساني ، عن أبي سمية قال : اختلفنا في الورود بالبصرة ، فقال قوم : لا يدخلها مؤمن ، وقال آخرون : يدخلونها جميعا ، ثم ينجي الله الذين اتقوا ، ويذر الظالمين فيها جثيا ، فلقيت جابر بن عبد الله فسألته فقال : يدخلونها جميعا ، فقلت : إنا اختلفنا فذكر اختلافهم قال : فأهوى جابر بإصبعه إلى أذنه فقال : صمت إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " الورود : الدخول لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها ، فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم عليه السلام حتى إن للنار - أو قال لجهنم - ضجيجا من بردهم ، ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيا .

قال البيهقي رحمه الله : " هذا إسناد حسن " ذكره البخاري في التاريخ " وشاهده في [ ص: 573 ] الحديث الثابت عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن أم مبشر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله ، إلا أنه قال : خامدة .

قال أبو عبيد : " وإنما أراد تأويل قوله : ( وإن منكم إلا واردها ) .

فيقول ورودها ، ولم يصبهم من حرها شيء إلا ليبر الله قسمه " .

التالي السابق


الخدمات العلمية