سيد هذه الطائفة وإمامهم أبو القاسم الجنيد بن محمد: أصله من ومنهم نهاوند ومنشؤه ومولده بالعراق ، وأبوه كان يبيع الزجاج، فلذلك يقال له القواريري، وكان فقيها على مذهب أبي ثور وكان يفتي في حلقته بحضرته وهو ابن عشرين سنة، صحب خاله السري ، والحارث المحاسبي ومحمد بن علي القصاب، مات سنة سبع وتسعين ومائتين.
سمعت رحمه الله يقول: سمعت محمد بن الحسين محمد بن الحسين البغدادي يقول: سمعت الفراغاني يقول: سمعت يقول وقد سئل من العارف؟ قال: من نطق عن سرك وأنت ساكت. الجنيد
سمعت الشيخ رحمه الله يقول: سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت محمد بن عبد الله الرازي يقول: سمعت أبا محمد الجريري يقول الجنيد ما أخذنا التصوف عن القيل والقال، لكن عن الجوع وترك الدنيا، وقطع المألوفات والمستحسنات.
سمعت رحمه الله يقول: سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت أبا أبا بكر الرازي محمد الجريري يقول: سمعت يقول: سمعت محمد بن الحسين أبا نصر الأصبهاني يقول: سمعت يقول: سمعت أبا علي الروذباري يقول لرجل ذكر المعرفة، وقال: أهل المعرفة بالله يصلون إلى ترك الحركات من باب البر والتقرب إلى الله عز وجل. الجنيد
[ ص: 79 ] فقال إن هذا قول قوم تكلموا بإسقاط الأعمال، وهو عندي عظيمة ، والذي يسرق ويزني أحسن حالا من الذي يقول هذا ، فإن العارفين بالله تعالى أخذوا الأعمال عن الله تعالى ، وإليه رجعوا فيها ، ولو بقيت ألف عام لم أنقص من أعمال البر ذرة إلا أن يحال بي دونها. الجنيد:
وقال إن أمكنك أن لا تكون آلة بيتك إلا خزفا فافعل، وقال الجنيد: الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على من اقتفى أثر الرسول عليه الصلاة والسلام. الجنيد:
سمعت رحمه الله يقول: سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت منصور بن عبد الله أبا عمر الأنماطي يقول: سمعت يقول: لو أقبل صادق على الله ألف ألف سنة ثم أعرض عنه لحظة كان ما فاته أكثر مما ناله. الجنيد
وقال من لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الأمر، لأن علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة. الجنيد:
سمعت يقول: سمعت محمد بن الحسين أبا نصر الأصبهاني يقول: سمعت يقول عن أبا علي الروذباري مذهبنا هذا مقيد بأصول الكتاب والسنة ، وقال الجنيد: علمنا هذا مشيد بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. الجنيد:
أنبأنا رحمه الله قال: سمعت محمد بن الحسين أبا الحسين بن فارس يقول: سمعت أبا الحسين علي بن إبراهيم الحداد يقول حضرت مجلس القاضي أبي العباس بن شريح فتكلم في الفروع والأصول بكلام حسن عجبت منه، فلما رأى إعجابي قال: أتدري من أين هذا؟ قلت يقول به القاضي، فقال هذا ببركة مجالسة أبي القاسم الجنيد.
وقيل من أين استفدت هذا العلم فقال: من جلوسي بين يدي الله ثلاثين سنة تحت تلك الدرجة، وأومأ إلى درجة في داره. [ ص: 80 ] للجنيد:
سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق رحمه الله يحكي ذلك، وسمعته يقول: رئي في يده سبحة فقيل له أنت مع شرفك تأخذ بيدك سبحة فقال: طريق به وصلت إلى ربي لا أفارقه.
وسمعت الأستاذ أبا علي رحمه الله يقول كان يدخل كل يوم حانوته ويسبل الستر ويصلي أربعمائة ركعة ثم يعود إلى بيته. الجنيد
وقال أبو بكر العطوي كنت عند حين مات ختم القرآن ثم ابتدأ من البقرة وقرأ سبعين آية ثم مات رحمه الله. [ ص: 81 ] الجنيد