[ ص: 122  -  123 ] باب سنن الوضوء 
70 - ( 1 ) - حديث : { لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه   }  أحمد  وأبو داود  والترمذي  في العلل ،  وابن ماجه  ،  والدارقطني   وابن السكن   والحاكم   والبيهقي  من طريق محمد بن موسى المخزومي  ، عن يعقوب بن سلمة  ، عن أبيه ، عن  أبي هريرة  بلفظ { لا صلاة لمن لا وضوء له ، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه   }. 
ورواه  الحاكم  من هذا الوجه ، فقال : يعقوب بن أبي سلمة  ، وادعى أنه الماجشون  وصححه لذلك ، والصواب أنه الليثي  ، قال  البخاري    : لا يعرف له سماع من أبيه ، ولا لأبيه من  أبي هريرة  ، وأبوه ذكره  ابن حبان  في الثقات ، وقال : ربما أخطأ وهذه عبارة عن ضعفه فإنه قليل الحديث جدا ولم يرو عنه سوى ولده فإذا كان يخطئ مع قلة ما روى ، فكيف يوصف بكونه ثقة ، . قال ابن الصلاح    : انقلب إسناده على  الحاكم  فلا يحتج لثبوته بتخريجه له . وتبع النووي  ، وقال ابن دقيق العيد    : لو سلم  للحاكم  أنه يعقوب بن أبي سلمة الماجشون  ، واسم  أبي سلمة    : دينار  ،  [ ص: 124 ] فيحتاج إلى معرفة حال  أبي سلمة  ، وليس له ذكر في شيء من كتب الرجال ، فلا يكون أيضا صحيحا . 
وله طريق أخرى عند  الدارقطني   والبيهقي  من طريق محمود بن محمد الظفري  ، عن أيوب بن النجار  ، عن يحيى  ، عن  أبي سلمة بن عبد الرحمن  ، عن  أبي هريرة  بلفظ : { ما توضأ من لم يذكر اسم الله عليه ، وما صلى من لم يتوضأ   } ومحمود  ليس بالقوي ، وأيوب  قد سمعه  يحيى بن معين  يقول : لم أسمع من  يحيى بن أبي كثير  إلا حديثا واحدا : { التقى آدم  وموسى    }وقد ورد الأمر بذلك من حديث  أبي هريرة  ، ففي الأوسط  للطبراني  من طريق علي بن ثابت  ، عن  محمد بن سيرين  ، عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { يا  أبا هريرة  إذا توضأت فقل : بسم الله والحمد لله ، فإن حفظتك لا تزال تكتب لك الحسنات حتى تحدث من ذلك الوضوء   } ، قال : تفرد به  عمرو بن أبي سلمة  ، عن إبراهيم بن محمد  ، عنه . 
وفيه أيضا من طريق  الأعرج  ، عن  أبي هريرة  رفعه : { إذا استيقظ أحدكم من نومه ، فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ويسمي قبل أن يدخلها   }تفرد بهذه الزيادة عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة  ، وهو متروك ، عن  هشام بن عروة  ، عن  أبي الزناد  ، عنه . وفي الباب : عن  أبي سعيد  ،  وسعيد بن زيد  ،  وعائشة  ،  وسهل بن سعد  ، وأبي سبرة  ، وأم سبرة  ،  وعلي  ،  وأنس    . أما حديث  أبي سعيد    :  [ ص: 125 ] فرواه  أحمد  والدارمي  والترمذي  في العلل  وابن ماجه  ، وابن عدي   وابن السكن   والبزار  ،  والدارقطني   والحاكم   والبيهقي  ، من طريق كثير بن زيد  ، عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد  ، بلفظ حديث الباب ، وزعم ابن عدي  أن  زيد بن الحباب  تفرد به عن كثير  ، وليس كذلك ، فقد رواه  الدارقطني  من حديث  أبي عامر العقدي  ،  وابن ماجه  من حديث  أبي أحمد الزبيري  ، وأما حال كثير بن زيد  ، فقال ابن معين    : ليس بالقوي . وقال أبو زرعة    : صدوق فيه لين . وقال أبو حاتم    : صالح الحديث ليس بالقوي يكتب حديثه . 
وربيح ; قال أبو حاتم    : شيخ ، وقال الترمذي  عن  البخاري    : منكر الحديث ، وقال  أحمد    : ليس بالمعروف ، وقال المروزي    : لم يصححه  أحمد  ، وقال : ليس فيه شيء يثبت . وقال  البزار    : روى عنه  فليح بن سليمان  ، وكثير بن زيد  ، وكثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف  ، وكل ما روي في هذا الباب فليس بقوي ، ثم ذكر أنه روي عن كثير بن زيد  ، عن الوليد بن رباح  ، عن  أبي هريرة  ، وقال  العقيلي    : الأسانيد في هذا الباب فيها لين . وقد قال  أحمد بن حنبل    : إنه أحسن شيء في هذا الباب . وقال السعدي    : سئل  أحمد  عن التسمية ؟ ، فقال : لا أعلم فيه حديثا صحيحا ، أقوى شيء فيه حديث كثير بن زيد  ، عن ربيح  ، وقال  إسحاق بن راهويه    : هو أصح ما في الباب .  [ ص: 126 ] 
وأما حديث  سعيد بن زيد    : فرواه الترمذي  ،  والبزار  ،  وأحمد   وابن ماجه  ،  والدارقطني  ،  والعقيلي  ،  والحاكم  ، من طريق عبد الرحمن بن حرملة  ، عن أبي ثفال  ، عن رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب  ، عن جدته ، عن أبيها ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره لفظ الترمذي  قال : وقال محمد    : أحسن شيء في هذا الباب حديث رباح  ،  ولابن ماجه  بزيادة { لا صلاة لمن لا وضوء له   }وصرح  العقيلي  ،  والحاكم  بسماع بعضهم من بعض ، وزاد { ولا يؤمن بالله من لا يؤمن بي ، ولا يؤمن بي من لا يحب الأنصار    }وزاد  الحاكم  في روايته : حدثتني جدتي أسماء بنت سعيد بن زيد بن عمرو  ، أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأسقط منه ذكر أبيها ، وقال  الدارقطني  في العلل : اختلف فيه ، فقال وهيب  ،  وبشر بن المفضل  ، وغير واحد هكذا ، وقال  حفص بن ميسرة  ، وأبو معشر  ، وإسحاق بن  [ ص: 127 ] حازم    : عن ابن حرملة  ، عن أبي ثفال  ، عن رباح  ، عن جدته : أنها سمعت . ولم يذكروا أباها . 
ورواه الدراوردي  ، عن أبي ثفال  ، عن رباح  ، عن  ابن ثوبان  مرسلا ، ورواه صدقة مولى آل الزبير  ، عن أبي ثفال  ، عن أبي بكر بن حويطب  مرسلا ، وأبو بكر بن حويطب هو رباح  المذكور ، قاله الترمذي    . قال  الدارقطني    : والصحيح قول وهيب   وبشر بن المفضل  ومن تابعهما . وفي المختارة للضياء  من مسند الهيثم بن كليب  من طريق وهيب  ، عن عبد الرحمن بن حرملة  ، سمع أبا غالب  سمعت رباح بن عبد الرحمن  ، حدثتني جدتي : أنها سمعت أباها . كذا قال . 
قال الضياء    : المعروف أبو ثفال  ، بدل أبي غالب  ، وهو كما قال . وصحح أبو حاتم  وأبو زرعة  في العلل روايتهما أيضا ، بالنسبة إلى من خالفهما ، لكن قالا : إن الحديث ليس بصحيح ; أبو ثفال  ورباح  مجهولان ، وزاد ابن القطان    : أن جدة رباح  أيضا لا يعرف اسمها ، ولا حالها . كذا قال . فأما هي فقد عرف اسمها من رواية  الحاكم  ، ورواه  البيهقي  أيضا مصرحا باسمها . وأما حالها فقد ذكرت في الصحابة ، وإن لم يثبت لها صحبة فمثلها لا يسأل عن حالها . وأما أبو ثفال  فروى عنه جماعة ، وقال  البخاري    : في حديثه نظر . وهذه عادته فيمن يضعفه ، وذكره  ابن حبان  في الثقات ، إلا أنه قال : لست بالمعتمد على ما تفرد به . فكأنه لم يوثقه . وأما رباح  فمجهول ، قال ابن القطان    : فالحديث ضعيف جدا . 
وقال  البزار    : أبو ثفال  مشهور ، ورباح  وجدته لا نعلمهما رويا إلا هذا الحديث ، ولا حدث عن رباح  إلا أبو ثفال  ، فالخبر من جهة النقل لا يثبت . وأما حديث  عائشة  فرواه  البزار   وأبو بكر بن أبي شيبة  في مسنديهما ، وابن عدي    . وفي إسناده حارثة بن محمد  ، وهو ضعيف ، وضعف به . قال ابن عدي    : بلغني عن  أحمد  أنه نظر في جامع  إسحاق بن راهويه  ، فإذا أول حديث قد أخرجه هذا الحديث . فأنكره جدا ، وقال : أول حديث يكون في الجامع عن حارثة  ، وروى الحربي  عن  أحمد  أنه قال : هذا يزعم أنه اختار أصح شيء في الباب وهذا أضعف حديث فيه .  [ ص: 128 ] وأما حديث  سهل بن سعد  فرواه  ابن ماجه  ،  والطبراني  ، وهو من طريق عبد المهيمن بن عباس بن سهل  ، عن أبيه ، عن جده ، وهو ضعيف ، لكن تابعه أخوه أبي بن عباس  ، وهو مختلف فيه . وأما حديث أبي سبرة  وأم سبرة  ، فروى الدولابي  في الكنى ، والبغوي  في معرفة الصحابة ،  والطبراني  في الأوسط ، من حديث عيسى بن سبرة بن أبي سبرة  ، عن أبيه عن جده ، وأخرجه أبو موسى  في المعرفة ، فقال : عن أم سبرة  ، وهو ضعيف . 
وأما حديث  علي  ، فرواه ابن عدي  في ترجمة عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي  ، عن أبيه ، عن جده ، عن  علي  ، وقال : إسناده ليس بمستقيم . وأما حديث  أنس  ، فرواه عبد الملك بن حبيب الأندلسي  ، عن  أسد بن موسى  ، عن  حماد بن سلمة  ، عن ثابت  ، عن  أنس  بلفظ { لا إيمان لمن لم يؤمن بي ، ولا صلاة إلا بوضوء ، ولا وضوء لمن لم يسم الله   } وعبد الملك  شديد الضعف . والظاهر أن مجموع الأحاديث يحدث منها قوة ، تدل على أن له أصلا ، وقال  أبو بكر بن أبي شيبة    : ثبت لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله . 
وقال  البزار    : لكنه مؤول ، ومعناه أنه لا فضل لوضوء من لم يذكر اسم الله ، لا على أنه لا يجوز وضوء من لم يسم    . واحتج  البيهقي  على عدم وجوب التسمية ، بحديث رفاعة بن رافع    { لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمر الله فيغسل وجهه   }واستدل النسائي  ،  وابن خزيمة  ،  والبيهقي  في استحباب التسمية بحديث  معمر  ، عن ثابت   وقتادة  ، عن  أنس  قال : { طلب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وضوءا فلم يجدوا ، فقال : هل مع أحد منكم ماء ؟ فوضع يده في الإناء ، فقال : توضئوا  [ ص: 129 ] بسم الله   }وأصله في الصحيحين بدون هذه اللفظة ، ولا دلالة فيها صريحة لمقصودهم . 
وقد أخرج  أحمد  مثله من حديث نبيح العنزي  ، عن  جابر  ، وقال النووي    : يمكن أن يحتج في المسألة بحديث  أبي هريرة    { كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أجذم   }. قوله : ويروى في بعض الروايات : { لا وضوء كاملا لمن لم يذكر اسم الله عليه   }. 
لم أره هكذا ، لكن معناه في الحديث الذي بعده . 
71 - ( 2 ) - حديث : روي أنه صلى الله عليه وسلم قال : { من توضأ وذكر اسم الله عليه كان طهورا لجميع بدنه ، ومن توضأ ولم يذكر اسم الله عليه كان طهورا لأعضاء وضوئه   }. احتج به الرافعي  على نفي وجوب التسمية ، وسبقه أبو عبيد  في كتاب الطهور . روى  الدارقطني   والبيهقي  من حديث  ابن عمر  ، وفيه أبو بكر الداهري  ، وهو متروك ، ورواه  الدارقطني  من حديث  أبي هريرة  بلفظ : { لم يطهر إلا موضع الوضوء منه   }وفيه مرداس بن محمد  ،  [ ص: 130 ] ومحمد بن أبان    . ورواه  الدارقطني   والبيهقي  من حديث  ابن مسعود  بزيادة { فإذا فرغ من طهوره فليشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا  عبده ورسوله  ، فإذا قال ذلك فتحت أبواب السماء   }وفي رواية  البيهقي    { أبواب الرحمة   }وفي إسناده  يحيى بن هاشم السمار  ، وهو متروك . 
ورواه  عبد الملك بن حبيب  ، عن  إسماعيل بن عياش  ، عن أبان  ، وهو مرسل ضعيف جدا . وقال أبو عبيد  في كتاب الطهور : سمعت من  خلف بن خليفة  حديثا يحدثه بإسناده إلى  أبي بكر الصديق  ، فلا أجدني أحفظه . وهذا مع إعضاله موقوف . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					