الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
95 - محمد، قال: أخبرنا أبو حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة بن قيس، والأسود بن يزيد، قالا: كنا عند ابن مسعود رضي الله عنه إذ حضرت الصلاة، فقام يصلي فقمنا خلفه، فأقام أحدنا عن يمينه والآخر عن يساره، ثم قام بيننا، فلما فرغ، قال: هكذا، اصنعوا إذا كنتم ثلاثة. وكان إذا ركع طبق وصلى بغير أذان، ولا إقامة، وقال: "يجزئ إقامة الناس حولنا"   [ ص: 212 ] [ ص: 213 ] قال محمد: ولسنا نأخذ بقول ابن مسعود رضي الله عنه في الثلاثة، ولكنا نقول إذا كانوا ثلاثة تقدمهم إمامهم، وصلى الباقيان خلفه، ولسنا نأخذ أيضا بقوله في التطبيق كان يطبق بين يديه إذا ركع، ثم يجعلهما بين ركبتيه، ولكنا نرى أن يضع الرجل راحتيه على ركبتيه، ويفرج بين أصابعه تحت الركبتين. وأما صلاته بغير أذان ولا إقامة فذلك يجزئ والآذان والإقامة أفضل. وإن أقام الصلاة ولم يؤذن فذلك أفضل من الترك للإقامة؛ لأن القوم صلوا جماعة. وهو قول أبي حنيفة رضي الله عنه .

[ ص: 214 ] [ ص: 215 ] 96 - محمد، قال: أخبرنا أبو حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه " جعلهما خلفه، وصلى بين أيديهما، وكان يجعل كفيه على ركبتيه، فقال: صنيع عمر رضي الله عنه أحب إلي " [ ص: 216 ] [ ص: 217 ] قال محمد: وبه نأخذ، وهو أحب إلينا من صنيع ابن مسعود رضي الله عنه. وهو قول أبي حنيفة رضي الله عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية