الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( مدا ) ( س ) فيه " المؤذن يغفر له مدى صوته " المدى : الغاية : أي يستكمل مغفرة الله إذا استنفد وسعه في رفع صوته ، يبلغ الغاية في المغفرة إذا بلغ الغاية في الصوت .

                                                          وقيل : هو تمثيل ، أي أن المكان الذي ينتهي إليه الصوت لو قدر أن يكون ما بين أقصاه وبين مقام المؤذن ذنوب تملأ تلك المسافة لغفرها الله له .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث " أنه كتب ليهود تيماء أن لهم الذمة وعليهم الجزية بلا عداء ، النهار مدى والليل سدى " أي ذلك لهم أبدا ما دام الليل والنهار . يقال : لا أفعله مدى الدهر : أي طوله . والسدى : المخلى .

                                                          * ومنه حديث كعب بن مالك " فلم يزل ذلك يتمادى بي " أي يتطاول ويتأخر ، وهو يتفاعل ، من المدى .

                                                          * والحديث الآخر " لو تمادى الشهر لواصلت " .

                                                          ( هـ ) وفيه " البر بالبر مدي بمدي " أي مكيال بمكيال . والمدي : مكيال لأهل الشام يسع خمسة عشر مكوكا ، والمكوك : صاع ونصف . وقيل : أكثر من ذلك .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث علي " أنه أجرى للناس المديين والقسطين " يريد مديين من الطعام ، وقسطين من الزيت . والقسط : نصف صاع .

                                                          أخرجه الهروي عن علي ، والزمخشري عن عمر .

                                                          ( س ) وفيه " قلت : يا رسول الله ، إنا لاقو العدو غدا وليست معنا مدى " المدى : جمع مدية ، وهي السكين والشفرة .

                                                          * ومنه حديث ابن عوف " ولا تفلوا المدى بالاختلاف بينكم " أراد : لا تختلفوا فتقع الفتنة بينكم ، فينثلم حدكم ، فاستعاره لذلك .

                                                          وقد تكرر ذكر " المدية والمدى " في الحديث .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية