الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( كره ) ( س ) فيه : إسباغ الوضوء على المكاره هي جمع مكره ، وهو ما يكرهه الإنسان ويشق عليه ، والكره - بالضم والفتح - : المشقة .

                                                          والمعنى أن يتوضأ مع البرد الشديد والعلل التي يتأذى معها بمس الماء ، ومع إعوازه والحاجة [ ص: 169 ] إلى طلبه ، والسعي في تحصيله ، أو ابتياعه بالثمن الغالي ، وما أشبه ذلك من الأسباب الشاقة .

                                                          * ومنه حديث عبادة : " بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنشط والمكره " يعني : المحبوب والمكروه ، وهما مصدران .

                                                          ( س ) وفي حديث الأضحية : " هذا يوم اللحم فيه مكروه " يعني : أن طلبه في هذا اليوم شاق ، كذا قال أبو موسى .

                                                          * وقيل : معناه أن هذا يوم يكره فيه ذبح شاة للحم خاصة ، إنما تذبح للنسك ، وليس عندي إلا شاة لحم لا تجزئ عن النسك .

                                                          * هكذا جاء في مسلم : اللحم فيه مكروه والذي جاء في البخاري : هذا يوم يشتهى فيه اللحم وهو ظاهر .

                                                          * وفيه : خلق المكروه يوم الثلاثاء ، وخلق النور يوم الأربعاء أراد بالمكروه هاهنا الشر ، لقوله : وخلق النور يوم الأربعاء ، والنور خير ، وإنما سمي الشر مكروها ؛ لأنه ضد المحبوب .

                                                          * وفي حديث الرؤيا : " رجل كريه المرآة " أي : قبيح المنظر ، فعيل بمعنى مفعول ، والمرآة : المرأى .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية