الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( لدم ) [ هـ ] في حديث العقبة " أن أبا الهيثم بن التيهان قال له : يا رسول الله إن بيننا وبين القوم حبالا ونحن قاطعوها ، فنخشى إن الله أعزك وأظفرك أن ترجع إلى قومك ، فتبسم النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال : بل اللدم ، اللدم والهدم الهدم " اللدم بالتحريك : الحرم ، جمع لادم ، لأنهن يلتدمن عليه إذا مات ، والالتدام : ضرب النساء وجوههن في النياحة . وقد لدمت تلدم لدما .

                                                          يعني أن حرمكم حرمي .

                                                          وفي رواية أخرى " بل الدم الدم " وهو أن يهدر دم القتيل . المعنى : إن طلب دمكم فقد طلب دمي ، فدمي ودمكم شيء واحد .

                                                          * ومنه حديث عائشة " قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في حجري ، ثم وضعت رأسه على وسادة وقمت ألتدم مع النساء وأضرب وجهي " .

                                                          [ ص: 246 ] * ومنه حديث الزبير يوم أحد " فخرجت أسعى إليها - يعني أمه - فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى ، فلدمت في صدري ، وكانت امرأة جلدة " أي : ضربت ودفعت .

                                                          ( س ) وفي حديث علي " والله لا أكون مثل الضبع ، تسمع اللدم فتخرج حتى تصطاد " أي : ضرب جحرها بحجر ، إذا أرادوا صيد الضبع ضربوا جحرها بحجر ، أو بأيديهم ، فتحسبه شيئا تصيده فتخرج لتأخذه فتصطاد .

                                                          أراد : إني لا أخدع كما تخدع الضبغ باللدم .

                                                          * وفيه " جاءت أم ملدم تستأذن " هي كنية الحمى . والميم الأولى مكسورة زائدة ، وألدمت عليه الحمى ، أي : دامت . وبعضهم يقولها بالذال المعجمة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية